الفيلم السينمائي السياسي للصحافية والمخرجة اللبنانية- الأسترالية ديزي جدعون “ENOUGH” الترجمة “كفى” أو خلص، يستحق الجوائز يللي حققها، صورة عالية الجودة، إيقاع المونتاج رشيق، حشد من الحوارات الخاصة وأرشيف غني عن الواقع اللبناني..
بتنطلق صاحبة الفيلم من تجربتها الخاصة مع واقع البلد التاريخي، وبتحكي كيف تصالحت مع فكرة انها لبنانية مع أول فيلم صورته عن البلد، وبتغوص باحداثنا المحلية لتفتش عن حقيقة.. وبتطلع بنتيجة ما فيها جديد بالنسبة للصامدين بربوع بلاد الأرز، لكن فيها نظرة سياسية معلبة مطلوبة بالغرب على المستوى الثقافي مثل المستوى الدبلوماسي والاعلامي…
كلنا معترفين انو الفساد معشعش بالبلد، وعنا نظام سياسي مهتري، وفي تقاطع مصالح خارجية وداخلية بتمنع الازدهار والاستقرار.. وكلنا منعرف انو نحن شعب مبدع وبذات الوقت أناني ومتطرف وطائفي.. لكن بفيلم “خلص” جلدت جدعون الأحزاب والأطراف السياسية واعتبرت الشعب ضحية..
للصحافية المجتهدة: لو دخلتي على تفاصيل مشاكل مجموعات الثورة من 17 تشرين لليوم كنا صدقنا فيلمك أكثر… لو حكيتي عن NGO s وبالاخص بعد جريمة 4 آب، يللي تبيين إنو فسادن أكثر من فساد “المنظومة الحاكمة”، كنا تفهمنا حرصك عالبلد، لو تناولتي حروب العدو الاسرائيلي علينا وتأثيرها السلبي بذات الحجم يللي حكيتي فيه عن سوريا مع حكم مبرم إنو هي اغتالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري باجتهاد بيتقدم على حكم المحكمة الخاصة بلبنان، كنا تبينا موضوعيتك..
للمخرجة النشيطة: لو ضويتّي على جشع المحتكرين مثل ما شرحتي عن التهريب، لو ذكرتي لمرة التدقيق الجنائي ودور المصارف، لو لمحتي لغض النظر الخارجي عن فساد الـ 30 سنة شو هدفه، لو ذكرتي إنو عنا ثروة نفطية وأطماع خارجية، كنا اعتبرنا فيلمك كامل..
للكتابة الواقعية: المفاجأة كانت بختام الفيلم يللي فهمنا انو الهدف من إنتاج هالعمل تأسيس مجموعة جديدة تحت مسمى “طفح الكيل”.. فعلاً طفح الكيل مش بس من الأطراف السياسية، كمان من تفقيس مجموعات ممولة من الخارج، بتحاول تعمل إنجاز.. بتطلع بفيلم أو منتدى أو مؤتمر أو بحث أو دراسة أو مشروع على الورق وبعدان وقت يوقف تمويلها بتختفي وبتترك وراها آمال وأحلام، ما تستغربوا اذا الناس بطلت محمسة، لأن جربوا كل هالاستعراض الاعلامي يللي خلص على ولا شي..
حضرة السيدة جدعون، رح يبقى فيلمك ناقص لأن بيتبنى وجهة نظر عم بتم تسويقها بحكم مسبق..
ضروري تعرفي إنو أغلب شعوب العالم ومنن جزء من الشعب اللبناني بطلوا يصدقوا الدعاية الغربية وكذبة الديمقراطية، الغرب مصنع الأسلحة وديكتاتور الاقتصاد.. ببيع كل حلفاءه وقت يعمل صفقاته الكبرى، وصار عنا أجيال واعية كيف تم بيع لبنان بالوصايات وكيف بيتم تحويل لبنان لصندوق بريد أو ساحات لتصفية الحسابات، فإذن ما تنظّروا كثير علينا، لو الغرب حريص علينا ما كان سكت لليوم، وأكيد رح يرجع يسكت وقت تجي التسويات..
خلص.. ولكن ما فهمت هالفيلم المشغول بشكل حلو شو الهدف منه، تشجيع الناس عالانتخابات؟ أو فضح الفساد؟ أو محاكمة بعض الأطراف بالاستعانة مواقف أجنبية؟ أو دعم للشعب؟