كتبت: حنان فضل الله
(الصور عن يوتيوب)
جنى عليّ أحد الأعزاء حين طلب إليّ أن أشاهد حلقة على شاشة الـ OTV ضيفها الأستاذ فيصل عبد الساتر والمضيفة المحاورة هي جويل بو يونس.. لم أشاهدها (لايف) بل إعادة عبر يوتيوب،
عادة لا أتابع حلقات تطلّ فيها هذه المذيعة، فهي لم تشكّل فرقاً في المشهد الإعلامي، ولم تطوّر حضورها في الحوار، ولا تشتغل على ملفات الحلقة بجدية.. إنها ببساطة تشارع ولا تُحاور..
ربما لا تلام بو يونس.. هذا هو الزمن الإعلامي الذي يفرض نفسه على الأعزاء المشاهدين!!
لا تلام إذا كانت لا تملك معلومة مفتاحية تعتبرها منطلقاً لمحور جديد، في أي مقابلة، بل تطلّ مع منسوب عالٍ من الثقة المفرطة بالنفس، ظناً منها، كالكثيرات غيرها من المنشغلات بالصورة لا المضمون، أن “الطلعة” على التلفزيون هي نجومية ما بعدها نجومية، وأن المجد الإعلامي أعطي لها دون سواها!! لا تلام لأنها تعوّدت، ولأن النقد الحقيقي البعيد عن التجريح لم يوجّه لها بمحبة..
على العكس، هي تحلّ ضيفة على برامج “زملاء”، لتحكي وتعبّر وتخبّر.. إلى ما هنالك من استضافات السليبريتيز.. هي واحدة مهمة الآن.. إيه والله!!
لا تلُام، رغم أنها لم تعد صغيرة في السن، وبلغت من العمر الإعلامي بضع سنوات من الخبرة، لكن ألا يلزمها بعد الكثير لتتعلّم أصول الحوار، (وأول شروطه الاستماع الجيد) وأنه ثمة فرق هائل بين الجرأة والصفاقة..
لا تلام على صوتها الحاد العالي الذي يلومها عليه الكثيرون ويأخذونه حجة على أسلوبها.. ألا يستدعي أن يرفع الضيف صوته، لتقوم المعادلة؟ أقلها أن يجاريها لتستمع إليه؟
لا تلام على ملامسة شعرها الطويل، كل الوقت، و”تزبيط” التسريحة.. إنه التلفزيون يا عالم!!
لا تلام على “سعة” خلقها الذي لا يقبل ربما رأياً آخر، وأن يظهر على تعابير وجهها وحركاتها كل هذا وذاك.
لكن، لكن، ولكن.. كله “كوم” وأن تقول لضيفها (المحلل السياسي والصحافي مدير مركز دال) الأستاذ فيصل عبد الساتر: ولك يا أستاذ فيصل!! “ولِك”؟ وْلِكّ!!!معقول؟!!
ثم في محور آخر: هي هي (ضحكة خفيفة) إذا طلع صوتك. مش يعني معك حق!! ثم تقاطعه وتقول: اسمعني (ثم) اسمعني مش اذا حكيت يعني معك حق!! (ثم) خلصت لاء بدي احكي!!! ثم تقاطع فيقول: اسمعني شواي (مهلاً.. أليس هو الضيف وله الحق في الإجابة عن السؤال المطروح) (ثم) تنزعج: أكتر من هيك اسمع؟!!! وبعد قليل: يا استاذ فيصل كل الوقت سامعتك هي هي هي (ضحكة)..
“من كم يوم”، تتبعت حضور الإعلامي الكبير بل المدرسة الإعلامية الأستاذ/القامة رفيق نصر الله، لأستفيد من علمه وخبرته ورصانته وحتى غضبه.. خاب أملي من كمية الاستخفاف التي قوبل بها حضوره وحواره وحقه في الدفاع عن شرف رأيه!! لم أشاهد إلا “شوبرة” ورفع صوت وأصابع.
قد يقول قائل: إن لم يعجبكم أداءَها، عدم تحضيرها لملفاتها (وهذا أهم شروط الاستضافات)، صوتها الحاد والذي يحكّ العصب، مقاطعتها للضيف، عدم تحلّيها بنعمة الإصغاء وغير ذلك من “المزايا”.. إن لم يعجبكم كل ذلك، لا تتابعوها!!
لهذا القائل أقول: معك حق.. “التوبة”.. سوف أتبع الضيفَ الذي أحترم عند محاوِر (ة) من يعرف أصول الحوار السياسي ويحترم عقول المشاهدين.