كتبت: حنان فضل الله
تعكس حكاية الليمون الحامض وسعره المرتفع المحلّق عالياً، سرّ البطَر اللبناني من دون منازع ولا مثيل.. أن تشتري كيلو حامض بـ 8 آلاف ليرة لبنانية شيء وأن يبرّر لك البيّاع سعرها على عربة أو في السوبر ماركت بأنه “بسيطة” يساوي دولاراً (أميركياً) واحداً فهذا شيء آخر.. يترجم بعبارات بسيطة لكن واقعية كل الحربقة اللبنانية وجينات التاجر الفاجر التي يتميّز بها جينياً.. ليمون حامض لم ينضج بعد على أمه.. الشجرة.. يقطف باكراً.. أخضر جافاً قاسياً مثل قلوبهم، حموضته غير مكتملة بعد.. والسرّ كل السرّ في أن الفاجر أقنع المزارع (!!!!!) في لعبة طمع على طمع مشتركة، قطاف مبكر، كي يستغل (والمزارع الأهبل معه)، فرق عملة جعلاها- وأمثالهما من التجار الزبالة/ زبالة التجار، بلا قيمة، لشدّة ما انتهكوا كرامتها وشرفتها وعرضها وقيمتها..
كيلو الحامض بـ 8 آلاف ليرة؟؟
سؤال ساذج: أليس بالإمكان انتظار نضوج ثمرة الحامض على أمها وبيع الحامض بسعر مقبول مع احتساب ربح مقبول للمزارع وللتاجر معاً معاً، دون عضّ يد المواطن “المشحّر” التي تمتد دوماً لعلف التاجر بالمال؟
الحامض اللبناني البلدي يُسَعّر على أساس الدولار الأميركاني (في السوق السوداء التي يهيّجها نصابون مجهولون/ معلومون)، ومثله الفستق السوداني، والأرزّ الطلياني واللائحة تطول لتضمّ كافة البضائع والخضار والفاكهة..
ما الحكاية؟!!
فتّش عن “جينة” الربح السريع، المستوطِنة سرطانياً بخبث العدو على أرض فلسطين، في روح ونفس وجسم التاجر اللبناني، ولا شريك له في عهر الكسب الحرام وفجور الصفة: تاجر.. ولعلّ كل صاحب جينة تاجر في مورّثاته، مسؤول عن خراب اقتصاد البلد، وقد تضافرت جهوده، مع ما “بذله” كل متراخ عن الصراخ بالحق، ساكت كشيطانٍ أخرس، عما ارتكبه من مكاسب ضاعفت ثروته على حساب الناس، قلة الناس الأشراف، مقابل كثرة من النصابين: محروقات، مياه، لحوم، ملابس، أدوات منزلية، أحذية، مبادىء، أفكار، إعلاميون، فنانون، سياسون، نجوم.. مشاهير من كل فصيلة ونوع..