كتبت: حنان فضل الله
لا يُحسب للنجم العالمي مارك روفالو اعتذارُه عن وصف السلوكيات فائقة العدوانية للكيان الصهيوني “المؤقت”- إسرائيل بالإبادة الجماعية.. معذور طبعاً.. فهو ليس عربياً من المطبّعين الجبناء إياهم، الزاحفين لنيل رضا مزوّر التاريخ، لصّ الجغرافيا، عدوّ الأرض والعرض والناس والحجر والبشر وكل شيء.. هو ليس لاعقاً ملمّعاً بلسانه العربي ذاته، لحذاء قاتل الأطفال والنساء والشبّان والشابّات والصحفيات والصحفيين، هادم البيوت..
لا يُحسب اعتذار مارك بوفالو إلاّ ردّاً على تهديد بقطع عمله، ومحاربته فنياً، أو نشر شائعات بغيضة عنه.. (كما حصل مع ميل غيبسون وسوزان ساراندون وغيرهما مثلاً..)
في العام الماضي اعتذر عن عبارة قالها (إبادة جماعية تمارسها “إسرائيل” بحق الفلسطينيين)، لكنه لم يعتذر عن موقف حق.. إذ منذ أيام لبّى حوالي ربع مليون أميركي، من داخل بلاده، الولايات المتحدة الأمريكية، عريضة- أطلقها روفالو- تطالب شركة “باي بال” الأميركية بتقديم خدماتها في الأراضي الفلسطينية ووقفها في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية.
لقد روّج المخرج والممثل الأميركي مارك رافالو، عبر تويتر لحملة تدعو شركة تحويل الأموال باي بال إلى إتاحة خدماتها في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال: تعمل “باي بال” في المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية لكنها ترفض تقديم الخدمات للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، في انتهاك مباشر لإرشادات الأمم المتحدة.
وتطالب العريضة، التي يستمرّ التوقيع عليها، إدارة الشركة بالتوقف عن التمييز ضد الفلسطينيين، وجاء فيها: يواجه الفلسطينيون الذين يعملون لحسابهم الخاص عبر الإنترنت مشكلة أنه لا يمكنهم الحصول على أجر لأن أكبر منصة دفع عبر الإنترنت في العالم وهي شركة “باي بال”، لن تخدم الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة. واعتبرت ذلك تمييزاً واضحاً، حيث يُسمح للإسرائيليين الذين يعيشون في المستوطنات غير القانونية في المواقع نفسها بإنشاء حسابات وتلقي أموالهم عبر الشركة ذاتها، مؤكدة أنه حان الوقت للانضمام إلى عشرات الآلاف من الأعضاء الذين وقعوا عليها.
في السابق من مواقفه، جمع النجم العالمي مارك رافالو أكثر من 2 مليون توقيع علي عريضة تطالب بفرض عقوبة دولية على الاحتلال الإسرائيلي بسبب الهجوم العنيف علي الشعب الفلسطيني، ونشر فيديو لاقتحام قوات الإحتلال الإسرائيلي لمنزل عائلة فلسطينية في حيفا وكتب وعلّق:
“رجال الشرطة الإسرائيليون يحاولون إقتحام منزل عائلة فلسطينية في حيفا هذا هو الإرهاب الذي تواجهه فلسطين الآن في ظلّ “دولة إسرائيل”.. لقد حان الوقت لفرض عقوبات على إسرائيل لتحرير فلسطين حيث ساعدت العقوبات علي تحرير جنوب إفريقيا.
يتذكّر الكثيرون من المتابعين لمواقفة الداعمة للشعب الفلسطيني، التغريدات التي أطلقها إثر اغتيال العدو الصهيوني للصحافية شيرين أبو عاقلة: “خسارة كبيرة أخرى للشعب الفلسطيني والديمقراطية، القائمة طويلة ووحشية وقاسية”.
كما لا ينسى المتابعون مواقفه الداعية لإنقاذ أهالي حي الشيخ الجرّاح.. المتابعون أنفسهم يتساءلون عن الشرف العربي، والدم العربي؟ والضمير العربي من القضية-الأساس؟
