كتبت: حنان فضل الله
اتبعت مسيحَها فقامت القيامة وسوف تقوم بعد.. حتى أن أحد “الميني” رجل دين، على درب الرُّتب، سجّل عتَبَهُ على الرهبنة التي ضمّتها يوماً إلى “جناتها” وطلب الطرد وأدانها ووصفها بالذمّية والتبعية!!!!!!!!!
وبين أول إطلالة إعلامية لها حصرية لها مع الإعلامية هلا حداد عبر إذاعة صوت فان، بعد أخذ وردّ فظيعين، في مجتمع يبدو أنه يكره نفسه، ويطلق معظمُه شعاراتٍ يدّعي الإيمان بها، وفي أول فرصة متاحة “يتقيّا” حقده الدفين.. وصولاً إلى المقتطفات التي بتثها قناة المنار مع الإعلامي عماد مرمل..
فقط للتذكير بما “ارتكبته” مايا من “خَطِيّة” إذ وفي فيديو مصوّر أنتشر عبر المنصات حينها، قرأَت بعضاً من قصيدة لمحمود درويش تحكي عن أهمية عشق الوطن، دعت لاحترام الصلة مع الشريك في الوطن وطلبت من فتيات وفتيان من أبناء الوطن، في عز حرب العدو على قطعة من الوطن (الجنوب اللبناني)، طلبت منهم أن يصلّوا للجنوب واطفال الجنوب وأهالي وامهات ورجال المقاومة لأنهم رجال من لبنان يتعبون ليحموا الوطن..
دعوة لصلاة، لمحبة وتعاضد هذه كانت “خطيّة” مايا..
كل حكاية الأخت المرسلة مايا زيادة أنها نفذت تعليمات سيدنا وسيدها (والمفروض بأنه سيّدهم أيضاً) المعلّم والسيّد المسيح المعلّم.. قد علّمها محبّة الآخر فكيف إذا كان الآخر هو ابن البلد الواحد في أزمته الشديدة وسببها عدوّ شرس شره للدم والقتل والاقتطاع والاحتلال والباقي نعرفه جميعاً وندركه جيداً..
مشت مايا على خطى مسيحها ومسيحنا، فلم تسكت عن حق تيمناً بمن هو الحق والطريق
وقد آمنت به وعملت بما بشرّ به واعتلت على صخرة: كُلُّ مَن يَسمَعُ أَقوَالي هذِهِ وَيَعَملُ بِها أُشَبِهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ بَنَى بَيتَهُ عَلَى الصَّخرِ.
فهي قد أدركت من اختيارها الرهبنة خيار حياة أن: السَّماَءَ وَالأَرضُ تَزُولاَن وَلكِنَّ كَلاَمِي لَا يَزُولً.
دعت ابناء الجيل الواعد إلى أن يتعلّموا منه كما فعلت هي: اِحمِلُوا نِيري عَلَيكُم وَتَعَلَّمُوا مِنّيِ. لِأَني وَدِيع وَمُتَوَاضِعُ القَلبِ .فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم. لِأَنَّ نِيري هَيِّن وَحِملِي خَفِيف.
ومن وسط عتمة المرحلة أدركت أنه: أنا هو نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلمة أبداً.
صدّقته لأنه: أنا هو الطَّريق والحق والحياة. مَن آمن بي ولو مات فسَيَحيا.
هي لم تعبد مناصب كما علّمها المعلم وتابعت طريقه: الرب الهك ربٌ واحد .. للرب الهك تسجد وإياه وحده تعبد.
وقدّمت خدمات للمتعبين، لقد قال المعلّم: مَن أَرادَ أن يَصِيرَ فِيكُم عَظِيماً يَكُونُ لَكُم خَادِماً. وَمَن أَرَادَ أن يَصيرَ فيكُم أَوَّلاً يَكُون للجَمِيع عَبداً.
ولأن مايا زيادة أحبت الربَّ إلهها وإلهنا: أحبَّ الربَّ إلهَك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك، وأحب قريبك كنفسك .
لقد عرفت مايا سرّ الصلاة الصادقة التي دعت إليها: كَلُّ ما تَطلُبُونَهُ حينَمَا تُصَلَّون فَآمِنُوا أَن تَنَالُوه فَيَكُونَ لَكُم.
ربما خُسِّرَتْ مايا زيادة أحلاماً غالية لكن يعزّيها أنه: ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه.
في سلاسة إيمانها: كلُّ شئ مستطاع للمؤمن.
لقد اقتبست مايان نارها من وهج يسوع: فليضئ نورُكم هكذا قدامَ الناسِ لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السماوات.
طوبى لمايا فهي من الرحماء لانهم يُرحمون.
طوبى لمايا فهي من المطرودين من أجل البرّ لأن لهم ملكوت السماوات.
طوبى لمايا فهي ممن إذا اضطهدوكم وعذبوكم من أجل اسمي لأن أجركم عظيم في السماوات.
وويل لكم أيها المراؤون فأنتم كالقبور المكلسة ظاهرها أبيض ناصع وباطنها عفن ومليء بالنجاسة.