كل دولة بالعالم إلها حق حماية أمنها ودستورها ومصالحها، وكل دولة من حقها تصنيف العدو والصديق حسب ابعادها السياسية والدبلوماسية، وكل دولة حرة باختيار نظامها، وطبعاً كل دولة بالعالم بتسعى لتكون الأفضل بالاقتصاد والدعاية الايجابية لسيادتها وصورتها وتطورها، لكن ما ممكن يكون في دولة تتغنى بالتسامح والسعادة والأمل ويكون نظامها أمني لدرجة يتوقف طبيب لبناني على اراضيها وضمن سلطاتها قبل أكثر من ١٥ يوم ولحد اليوم مش معروف سبب توقيفه؟
بعيداً عن القال والقيل اللبناني، عن دور “إعلامية” (لبنانية) بالوشاية على الطبيب بسبب تغريدة قديمة، او دعوى قضائية انتقامية من اعلامية على خلفية نزاع قضائي بملف طبي..
وبعيداً.. عن الجهد اللبناني الرسمي يللي عم يُبذل بالكواليس على أعلى المستويات، لتحرير الطبيب الموقوف..
وبعيداً.. عن شعبية الطبيب الموقوف والموهوب والمهضوم عند جمهور التوتير..
وبعيداً.. عن الانتقادات اللاذعة للدولة المعنية مع سؤال لو كانت جنسية هالطبيب مش لبنانية لكن “إسرائيلية” كان عندن جرأة توقيفه بهالاسلوب البوليسي الغامض؟
وبعيداً.. عن التحليل السياسي حول توقيف هالطبيب، اذا كانت رسالة ضد العهد او ترهيب لكل لبناني صاحب رأي سياسي…
بعيداً.. عن الإعلام يللي بيمارس الإنسانية الاسنتسابية، والحرية المجتزأة والتعبير المسيس كيف ببرر انو طبيب مختفي ما حدا بجيب سيرته، اما معارض لسانه طويل بقلة الأخلاق والأدب بيندعى على التحقيق، بصير قضية رأي عام..
ليس انتقاداً لدولة التسامح والسعادة وتوزيع الإقامات الذهبية، ولا اتهاماً لدولة الفساد والخنوع والتقصير، لكن بهدف وضع النقاط على الحروف:
* وين الكرامة الوطنية عند اصحاب الإقامات الذهبية من اللبنانيين؟
* وين التضامن الإنساني عند المثقفين والفنانين؟
* وين الحس الأخلاقي يللي بتتفلسفوا فيه من خلال تغريداتكن؟
* وين التنظير عن الحرية والوطنية؟
* من بين العشرات اصحاب الإقامات الذهبية ما طلع حدا بطل يعلق هالاقامة مش يرفضها لحين وضوح مصير الطبيب ريشارد خراط؟
* ما طلع حدا قادر يضحي بامتيازات معنوية ومادية لأجل ابن بلده؟
* ما طلع في لبناني حامل إقامة ذهبية يخاف على لبناني إقامته بالعتمة؟
يا ريت مع نشر هالنص تكون تحققت حرية الدكتور ريشارد خراط، ويرجع بالسلامة لعيلته ولوطنه..