متابعة: هلا حداد
بعد أن ألقى البروفسور نيقولا بدوي محاضرة حول كتابه الجديد “الدبلوماسية الثقافية والدينية- السلام والحوار في الشرق الأوسط” في الأكاديمية الفرنسية للعلوم باشتراك المعهد الملكي الأردني للدراسات الدينية والحوار والمجموعة الأورو أفريقية بحضور رئيس وأمين عام ومعظم أعضاء الأكاديمية وحضور وزاري ودبلوماسي ونيابي وأكاديمي وإعلامي واسع يتقدّمهم رئيس بعثة لبنان في فرنسا وأركان السفارة ورئيس لجنة الصداقة الفرنسية اللبنانية في مجلس الشيوخ الفرنسي وأعضاء لجنة الصداقة الفرنسية اللبنانية في مجلس النواب الفرنسي
قدّم الدبلوماسي المخضرم كريستيان لوشون البروفسور بدوي منوّها بأهمية الموضوع معبّرا بأنّه ليس بعيدا عنه أن يتطرّق إلى الدور المحوري الذي تلعبه الدبلوماسية الدينية وهو الابن الروحي للشهيد الأرشمندريت نقولا بدوي الذي كان قد لعب دوراً كبيراً في هذا الإطار والحوار الإسلامي المسيحي.
وكانت للبروفسور بدوي أبرز ما جاء فيها:
إن أهمية الدبلوماسية الثقافية والدينية في السياسة العالمية تكمن قبل كل شيء في دورها في عملية السلام والحوار في الشرق الأوسط. أثبتت الدبلوماسية الثقافية والدينية فعاليتها وضرورتها في العلاقات الدولية وتلعب دورًا حاسمًا في حل النزاعات وتعزيز السلام والتفاوض على الاتفاقيات. ويعزز التعاون بين الدول وإدارة العلاقات بين الدول.
إن التوجه الحاسم في حل المشاكل العالمية يتلخص في استخدام الدبلوماسية الثقافية والدينية، أو “القوة الناعمة”، بدلاً من استخدام القوة العسكرية. ولذلك يهدف هذا الكتاب إلى تغطية الجوانب المختلفة للدبلوماسية الثقافية والدينية، من وجهات نظر مختلفة، من قبل مؤلفين خبراء من مختلف الثقافات والمجتمعات.
علما بأن مقدمة الكتاب للبروفسور سليم دكاش رئيس الجامعة اليسوعية في بيروت، بعض ما جاء في مقدمته:
هذا العمل الأكاديمي، ولكن المبني على حقائق ملموسة، الذي يديره الدكتور نيقولا بدوي، لا يترك القارئ محايدا، حتى لو احتفظت الدبلوماسية بطابع الحياد الضمني، ولكن ليس اللامبالاة. إنه يشجعنا على أن نطرح على أنفسنا السؤال التالي: في ضوء التحديات والفرص، والطفرات والصراعات الكامنة أو المرئية، السلمية أو الدموية، ما هي الدبلوماسية التي ينبغي تفضيلها بين الأمم والدول من أجل إيجاد طرق مناسبة للتقارب على الأرض المنزلقة حتى أيامنا هذه؟ أم أن الدبلوماسية لا تستفيد من الأخذ في الاعتبار الثقل الثقيل والمعقد للعوامل الدينية والثقافية في النهج الدبلوماسي اليوم؟
إن استقلالية العوامل الدينية والثقافية، وعلاقاتها وتأثيراتها، هي موضوع عدة دراسات في هذا العمل البارز الذي هو خارج عن المألوف، والذي صممه الدكتور بدوي. ويتميز، لأول مرة، برؤية مسألة الدبلوماسية الدينية والثقافية منعكسة ومكتوبة من قبل باحثين معروفين من الشرق الأوسط بهدف تقييم تعريف جديد محتمل للدبلوماسية يأخذ في الاعتبار الدين والسياسة. ثقافية مثل حقوق الإنسان وليست تعبيرات غريبة جميلة يمكن رؤيتها. وبهذا المعنى تصبح هذه الدبلوماسية مسؤولة عن دمج كل عنصر على حدة، وأحياناً دمجها مع عوامل أخرى، عند الضرورة، لإعطائها مكانتها وأهميتها الخاصة.
بهذه الطريقة، يحقق هذا الكتاب الهدف من نشره وسيكون المؤلفون راضين جدًا لأنهم جعلوا كل منهم، كمجتمع من المؤلفين، مساهمتهم في إعادة التقييم الإيجابي للعلاقات مع الآخرين بالإضافة إلى بحثهم عن تغيير لمعنى العلاقة. الدبلوماسية كعمل عالمي لتنظيم العالم بشكل معقول.
هذا الكتاب الأكاديمي الذي يتميز بالواقعية والتوجه الأكاديمي، والذي يتولاه الدكتور نيقولا بدوي، لا يترك القارئ محايداً، حتى وإن بقيت الدبلوماسية تحافظ على طابع من الحيادية الضمنية ولكن ليس من اللامبالاة. إنه يحثنا على طرح السؤال التالي: في ظل التحديات والفرص والتحولات والصراعات الكامنة أو المرئية، السلمية أو الدموية، ما نوع الدبلوماسية التي يجب تفضيلها بين الدول والمجتمعات لإيجاد نهج ملائم للتقارب على الأراضي الزلقة في عصرنا؟ أم أن الدبلوماسية ليست في مصلحتها أن تأخذ في اعتبارها الوزن الثقيل والمعقد للعوامل الدينية والثقافية في النهج الدبلوماسي في عصرنا؟
تعتبر هذه الاستقلالية للعوامل الدينية والثقافية، وعلاقاتها وتأثيراتها، موضوع عدة دراسات في هذا الكتاب البارز الذي يخرج عن المألوف، الذي صاغه الدكتور بدوي. لهذا الكتاب ميزة، للمرة الأولى، أن ينظر إلى مسألة الدبلوماسية الدينية والثقافية ويكتبها باحثون معروفون من الشرق الأوسط بهدف وضع تعريف جديد ممكن للدبلوماسية الذي يأخذ في الاعتبار العناصر الدينية والثقافية كحقوق إنسان وليس كتعبيرات جميلة وغريبة الأطوار. وفي هذا السياق، تصبح هذه الدبلوماسية مسؤولة بالفعل عن تضمين كل عنصر على حدة، وأحيانًا دمجها مع عوامل أخرى، عند الضرورة، لإعطائها مكانتها الخاصة وأهميتها.
وبهذا يصل هذا الكتاب إلى هدف نشره، وسيكون الكتّاب مسرورين جدًا بأنه قدم كل واحد منهم مساهمته في إعادة تقييم العلاقات الإيجابية مع الآخر، وبحثهم عن تغيير في معنى الدبلوماسية كعمل شامل لوضع العالم بشكل منطقي.
ينظم معهد العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف بيروت في الأشرفية مبنى كلية الحقوق والعلوم السياسية طاولة مستديرة حول هذا الكتاب الجديد بحضور البروفسور سليم دكاش رئيس الجامعة اليسوعية ورئيسة المعهد الملكي للدراسات الدينية والحوار في الأردن الدكتورة رينيه حتّر والدكتور نيقولا بدوي كما يدير هذه الحلقة مدير معهد العلوم السياسية الدكتور سامي نادر وذلك يوم الجمعة 15 آذار عند الساعة الخامسة.