مصدر موثوق: خارجون عن القانون في نيحا.. أين الدّولة؟

#مصدر_موثوق
إستثنائيّةٌ هي الحملات التي يقوم بها الجيش اللبناني في مختلف الاقضية والمحافظات لضبط الخارجين عن القانون، وبخاصة تلك التي تجري في بعلبك_الهرمل حيث وصلت نسبة النقمة عند الاهالي الآمنين إلى مراحل متقدمة، إلا أنه على بعد اقل من كيلومترٍ واحدٍ من قضاء بعلبك، تربض نيحا على صفيحٍ ساخن، وهي قرية آمنة يهوى اهلها التعب والكدّ، ولكن خارجين على القانون يعكرون صفو عيشها والدولة غائبة.
برز اسم نيحا من خلال مقالات انتشرت منذ مدّة على اثر سرقات طالت مؤسساتها الرسميّة، كالمدرسة والبلدية، وبالمعلومة، لقد تحرك القضاء والأجهزة الرقابيّة للمعالجة. لكنّ مصدراً قضائيّاً افادنا، أن هذه القرية باتت تحت المجهر الرسميّ، نسبة للتقارير التي تتحدّث عن اناسٍ خارجين عن القانون يمارسون بلطجيّتهم فيها، ومنهم على سبيل المثال رئيس بلديّة سابق ح. ف. لا يزال ينتحل صفة رئيس بلديّة القرية حتى الساعة ويدور على الفعاليّات السياسيّة، مدّعياً أنه قواتي مع القوات وعوني عند العونيين وكتائبي لدى الكتائبيين ومستقل لدى أحد نواب زحلة المستقلين، الذي اختلس منه حوالي 30 الف دولار إبان الانتخابات، واطفأ خطّه ولاذ بسرقته، كما وعد مرشح آخر بتأمين اصوات له وهو مهندس يعمل في قطاع الكهرباء، فنال منه 10 آلاف دولار، وفي اتنخابات اتحاد البلديات في قضاء زحلة، نال 40 ألف دولار من أحد المرشحين، دون أن ننسى السرقات التي تمّت في البلدية في عهده، وملفاً قضائياً تشكل ولكنه لم يكتمل للمحاسبة بسبب اعتكاف القضاة.
هو ذاته، يشكّل مع إخوته من آل (ف.) وهي عائلة بمجملها محترمة كما يقول مقرّبون منه، ومعروفة في القرية، إلا أنهم وحدهم أبناء (ج. ف.)، يتصفون بتشكيل تلك العصابة التي اعتدت على عشرات سكان القرية خلال السنوات الماضية، كما يقومون وأمام أعين الجميع، بسرقة مياه الدولة، مع صهرهم (ج.غ.) لري محاصيلهم وحرمان أهالي قريتهم منها، ولا احد يجرؤ على مواجهتهم. المحزن في الأمر أنه وإخوته كلهم متقاعدون من الأسلاك العسكرية التي لم تغيرهم ولا اثرت بهم يوماً، وأحد ابناء إخوته اليوم (ب.ف.) الذي ينتمي إلى جهاز أمن الدولة، وهو احد الحرّاس الخارجيين لقصر عصام فارس في المتن الشمالي، والذي فاحت منه منذ مدة سرقات تناولها الإعلام، ولكن المحاسبة لم تتمّ، والرئيس عصام فارس في أمريكا ولربما لم يعرف بالفضيحة التي حصلت لمحاسبة المتواطئين و(ب. ف.) من بينهم مع مسؤول الحرس (أ. ز.) من قرية ابلح. ومؤخراً حاولوا هم نفسهم، مهاجمة كاهن الرعيّة في داخل الكنيسة، شاتمين الذات الالهيّة، وشاتمين أهل القرية، وكذلك لم تتحرّك الدّولة، والعصابة فلتت من عقال القانون.
علا الصوت في هذه القرية الآمنة، وسكّانها من أكثر سكّان لبنان التزاماً بالقانون، ولكن حفنة من الخارجين عليه باتوا يضعونها في خانة قرى المطلوبين الى العدالة، رغم المتعلمين والراقين والمميزين فيها، إلا أن تلك القلّة التي لا تنتهي اخبارها، فآخر ما جرى، أنّ عياراً مائياً يسرقون منه المياه بوفرة قد انفجر، وعندما كُشف امرهم، واتت دورية من شركة مياه زحلة لإصلاحه، بدا التواطؤ واضحاً بينهم لعدم كتابة تقرير عن الواقعة ومبلغاً مالياً دفع للموظف في شركة مياه زحلة (ن. أ. ف.) والمهندسة (ب. ص.) لطمس الحقيقة.
هكذا هي حالة قرية من اجمل قرى لبنان حوّلها عبيد المال والكراهية إلى قرية مطلوبين إلى العدالة، الآتية حتماً بحسب مصدر قضائيّ، لأن الدولة لن تترك نيحا تتحوّل إلى حالة مستعصية، والمطلوبون باتوا تحت المجهر.

التعليقات