مع انتهاء الهدنة.. نحن البيئة، عزّة زينب وشرف مريم وبأظافرنا المطليّة.. حضّرناها للآتي

كتبت حنان فضل الله

صورة الغلاف للمخرج @GaroTNT

أيامٌ تفصلنا عن انتهاء 60 يوماً.. خلال كل هذه المدّة الأشبه بالدهر.. هل فكّرنا بكل ما جرى حتى وصلنا الى ما نحن عليه والأصحّ ما لم نصل إليه؟!

قبل أن يحين الموعد المنتظر، ألا يجب أن تكون لنا وقفة مع “ضميرنا الوطني”؟ بكثير من واقعية وبعيداً عن انتفاخات الـ أنا والـ نحن..

ألا يجدر بنا إجراءَ قراءة لواقعٍ قد وقع، أن نفيقَ من كوما صدمات هي الأكبر في حياتنا.. الخيبة الأقرب شبهاً بهزيمة؟ 

لقد خسرنا جولة كبرى ودفعنا ثمناً عظيماً؟

ألا يفترض بنا أن نعترف أن “عدوَّنا” ولو أسميناه الكيانَ الزائل آيِلٌ الى نهاية مؤكدة ذات معركة أخيرة، لكنه موجود، وأقوى مما كنا “نظن”، له رئيس وعلم ونشيد!!

له حكومة برئيس يعتبر “أقوى رجل في العالم”، ولم يقوَ أحدٌ عليه.. حتى الآن!!

وان للكيان محاكم وقضاة ورأي آخر ومظاهرات وشاشات ومواقع تواصل اجتماعي وفن وتاريخ؟؟ تاريخ؟ ووزارة تراث وامن “قومي”، حتى ان له ملكة جمال؟؟

له مؤسسات “حكومية” ووزارات وزارة دفاع.. دفاع؟!! وتراث واستيطان (!!!) حتى أن له وزارة عدل!!

هل تأخرنا حتى عرفنا أن عندَه هندسة مدنية وناطحات سحاب؟ ومزارع وتجارة واقتصاد.. 

هل تأخرنا حتى ادركنا انه اسس وبنى واستوطن، وقبلها دسّ اساطير في الدين واحقية الوجود والتواجد والبقاء؟

وله مندوب في الأمم المتحدة؟! ومجلس الأمن؟ “يفرم” ميثاقها بـ “ميني” فرّامة حملها امام الملأ بكل ثقة.. كلّ كاميرات العالم نقلت الصورة On Air.

كل الكيان ومندوبوه ومسؤولوه وجنوده وكباره وشيبه وشبابه، قد أَمِنوا العقابَ فأساؤوا للإنسانية جمعاء بل أجرموا جداً وكثيراً..

وعودٌ على بدء..

لنا حق أن نستغرب كيف أننا كابرنا على تمركُزِه وتقدُّمِه وتطوره التقني والحربي والاستخباري؟

واجهنا؟ ناضلنا؟ دمّرَ قرانا وبيوتنا ونُبشت أراضينا وقبور أهلنا؟

قاومنا واستشهدنا ولكننا لم نمت بعد..

لنا حقٌّ أن نستغربَ أنه يعرف عنا كل ما يتعلّق بنا وأنه جنّد في خدمته عشرات؟ مئات؟ آلاف؟! عشرات الآلاف؟ لقد اخترقنا كثيراً.. العمى!! هل العمى أصابنا نحن؟! أم غير ذلك؟

 

هل تعاملنا على هذا الأساس؟

هل خططنا صحّ لمواجهة كل هذا وذاك؟

كيف وصلنا الى ما أضحينا وأصبحنا وأمسينا عليه؟

غباء استراتيجي كنّا.. مثلاً؟!

خبثٌ ودهاءٌ ومكرٌ ومخططٌ حربائي؟ كيف وصلنا الى هنا؟

ألم يحن دورُنا في الخبث والدهاء والتخطيط الحربائي؟

كم عوقِبَت صفحاتُنا (نحن البيئة) ومنصاتُنا ومواقعُنا الإلكترونية إن عبّرنا عن غضبنا مما جرى في غزة؟! أو أعلنّا تضامناً مع حزب ربّ العالمين وسيّده في دفاعه عن المظلوم في إسنادٍ ضدّ عدوّ طامع في الحجر، في البحر، في التراب، في الزيتون، في التاريخ حنى وفي ما بعد الجغرافيا.. وعن أرضه وسيادتة الوطن كل الوطن.. ضدّ أي “جزمة” وما أكثرها اليوم!!

هل ندركُ أنهم مستمرون، وأن اللعبة أقذر مما تبدو عليه؟

هل نحن مستعدون؟ هل تمشي علينا بعد تلك ال

هل نقبل بعد أن يربّحنا احدٌ جميلة انه دعم الجنوب وقضية الجنوب وبقاعنا والضاحية؟ أليس الجنوب والبقاع والضاحية شرف هذا البلد؟  

ألن يغضبَ أحدٌ- مثلَنا وبقدرنا- من أن العدوَّ سرّاق الأرض، “يقبع” شجرة الزيتون المعمّر من أرض الجنوب ويتسلل بها إلى أرض سرقها هي الأخرى؟!

ألسنا لا نزال ندمع إن سمعنا صوت عزيزنا وتاج رؤوسنا السيّد؟ هل ننتظره ليعود مع المهدي والمسيح؟ 

أليست تؤلمنا الخيبات؟ 

طيب..

ألم نتنبّه بعد أن ثمة غرفاً سوداء أعدّت خطةَ كسرنا؟! ولا تزال..

وأن العدّة الإعلامية جُهِّزت بالكامل والشاشات والمنصات والصحف الباقية على قيد السمّ، استنفرت نجومها ونجماتها وحتى غلمانها ومخصييها!؟ ولا تزال.. 

ما العمل؟! 

ليس لنا وعلينا إلاّ أن:

نصبر صبرَ زينب ونقسم بشرف مريم.. 

وباسم الصبر والشرف:

أن نقرأ عدوّنا جيداً، جيداً جداً.. جيداً جداً جداً..

ونستعد، ونتحضّر، مهما طال الوقت، لا بأس..

ولنحضّر أظافرنا، نروّسها جيداً وأسناننا.. فبها سنواجه.. ح

فإن السبت وعبيده لا يزالون بيننا!!

 

التعليقات