..من العقيدة التلمودية إلى.. “ما بيشبهونا” الشّبَه واضح!!

كتبت: أ. ريجينا صنيفر

الصورة للمخرج @GaroTNT 

تعيش البشرية برمتها في حالة طوارئ شاملة يصل فيها العنف ذروته. ها هو فرانكشتاين العقيدة التلمودية المخيف يقف على قدمين من التكنولوجيا الرقمية بعد أن منحه T herzl رأساً عقائدياً ووهب له يدين طويلتين من المال ورأس المال والإعلام.

مع اكتمال صناعة هذا الكائن المتوحش.. تكتمل الحلقة، فيلاقي عالم ما بعد الإنسانية عالمَ ما قبل الإنسانية، وندخل بسرعة مذهلة في زمن النهايات والابادات الجماعية؛ فنشهد مذعورين كيف أن كبسة زر عن بعد او ارسال معلومة قد تكفي لقتل اي معارض؛ كما نشهد مذهولين منذ الجائحة اعادة برمجة البشرية Great reset من دون رادع.
ونرى مع حرب غزة كيف سقطت كل الضوابط في وجه العنف: الاخلاق، المؤسسات الاممية والقانون الدولي.
ونرى- عاجزين- توسُّعَ منظومة معولمة توتاليتارية يمسكها مستعمرون جدد، ينهار فيها الإنسان عقلاً وجسداً، وتنهار المجتمعات والدول والسيادات.

جذور العنف
كيف نواجه وقد خسرنا نهائياً معركة التكنولوجيا ومعركة المال؟
منذ تجربتي مع الحرب الأهلية وانا أتساءل عن جذور العنف.
كتبتُ وراقبتُ وقرأتُ الكثير، وتعمقت في فهم أول عمل إجرامي في التاريخ، لما قتل قايين أخيه هابيل حسداً وعدواناً لأنه اعتقد انه لا يشبهه، ولأنه اعتقد ان ثمرةَ أرضه أثمن بعين الله، من حِمل أخيه راعي الغنم، ولأنه اعتقد انه ابن الله المختار، فجسد قايين إلى الأبد الشر في الإنسان واعاد البشرية الى عالم ما قبل الإنسانية اي الى عالم العنف والتوحش حيث لا محبة ولا رحمة.
ما فهمته هو أنَّ خيطاً احمزاً يفسر العنفَ البشري على مرّ التاريخ وهو كامنٌ في الشعور بالتفوق والاستعلاء والاستكبار. أي ما يُترجم في عالمنا الحالي وعلى وسائل التواصل اللااجتماعي بتعبير: ما بيشبهونا. كما لم يشبههم الإنسان من لون آخر أو من عرق آخر أو من دين آخر وكما لم يشبههم الفقير او الضعيف او المريض.

قبل السيد المسيح.. وبعد التلمود

وقبل مجيء المسيح.. كان من لا يشبههم هو الضحية وكبش المحرقة فكان يحرق ويقتل.
ولأن المسيح جاء ليقضي على حصريّة الله وليقول إن الله ليس إله قوم من دون قوم وأنه ليس مُلكًا لأحد صلب لكنه لم يكن كما ارادوه ضحية ولا كبش محرقة وظل قبره فارغاً وبقيت روحه حية..
فكتب بعده التلمود على يد من يعتبرون أنفسهم أقرب إلى الله فوق البشر.
وجاء الاسلام ليكمل رسالة المسيح مع ما قيل في القرآن الكريم “لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ” (سورة البقرة: 124) و انّ رحمة الله تسع كلّ الناس من كلّ أمّة فهو الرّحمن الرحيم.

ومنذ القرن السادس عشر ولما تحولت العقيدة الدينية التلمودية إلى ايديولوجيا عنصرية، تصنف البشر الى طبقات، ابتكر واستعمل أصحاب هذا الفكر أدوات مادية لبسط هيمنتهم على البشرية بشكل تدريجي ومنهجي، فكان استعمال المال ورأس المال وكانت الحروب الاستعمارية، للتحكم بالجغرافيا والبيئة وبالموارد الأولية، وكانت تجارة الرقّ، وكانت البروباغندا ووسائل الاعلام للتحكم بالعقول والغرائز.
ولان مشروعهم مادي لا روح فيه ضربت الاديان وترجم هذا في مشرقنا بزرع الطائفية التي ساهمت في اضعاف الرسائل السماوية فاستخدمت مصطلحات اكثرية واقلية ونوعية.

أما اليوم.. 

نحن اليوم نقف عند فجر حقبة جديدة وهي عالم ما بعد الانسانية الذي يلاقي عالم ما قبل الانسانية بفضل خيط العنف هذا المتواصل. عالم رقمي يريد فيه الإنسان المعزز بالتكنولوجيا أن يكون أمامه “متضائلون”واشخاص محرومون من الذكاء، منظمون في مجموعات غير متمايزة في سجن افتراضي.

ما العمل؟ علينا ان نختار لنا وللأجيال من بعدنا في هذا المشرق: اما ان نحني رؤوسنا كالخراف لتقطع او ان نكمل دورنا التاريخي والحضاري، فنعيد بناء مجتمعنا وإنساننا، ونعيد برمجة مشرقنا بشكل منسجم مع حضارتنا، مستندين على تنوّعنا الثقافي، وعلى جغرافيتنا الخصبة، وعلى تاريخنا العميق والمتجذر وعلى قوتنا الروحية.

دمج المادة والروح!
ان نظرية المدرحية التي طرحها الفيلسوف انطون سعادة التي دمجت المادة والروح حتى لا يكون للفصل بينهما مجال، هي اطار صلب يمكننا ان نرتكز عليه لإعادة تصوّر وابداع مدرحية اقتصادية ومدرحية تربوية ومدرحية بيئية، فيتماسك مجدداً الفرد بالعائلة، والحي بالقرية والوطن والمواطن بالدولة وبالبيئة، والدولة بالقيم والايمان بالأخلاق فنبني نموذجاً اجتماعياً انسانياً نقدمه للبشرية.

لأننا في زمن المادة والرقم الذي يبعدنا عن الروح و الكلمة والمعرفة، لنسع لاعادة برمجة مشرقنا مع كلمة سرنّا ولنقول إن السرّ في الكلمة.

في البدء كانت الكلمة، ثم.. 

ففي البدء كانَت الكلمة.. ثم جاء الحرفُ والكتابة لخدمة الكلمة، وربط أوصال الانسانية ونشر المعرفة ثم جاء الرقم، فكان بشكل رئيسي لخدمة السلطة والمال.
في البدء كانت الكلمة. وهي كلمة الحق وهي روح الروح وبالحق وبالروح سننتصر..

التعليقات