بقلم: هلا حداد @halahaddad8
الصورة للمخرج Garabet Tahmajian @GaroTNT#
مرة، سنة الرحيل بتكون دهر حامل شوق وقهر وعذاب وغصّات وافكار وكذب عالذات، وهالدهر غدّار، بيطعن بخناجر الذكريات.. حسب الأماكن والأصوات والروايح والوجوه، وبيتمرد هالدهر على حاله، بشوية نسيان.. لكن مفعولن هشّ وفارغ لأن مع كل وعية ذكرى، بتنهد الصلابة والقوة ومنرجع ركام بشرية، مكسورة الخاطر، مهزومة المشاعر، مع قتال عنيف حول مفهوم الحياة والموت…
⊕⊕⊕⊕⊕⊕⊕⊕
ومرات، سنة الرحيل بتكون ساعات، لأن النكران بيغطي على حقيقة غياب الجسد ومنصير نحلّق بالروح معن، ومنضل نحكي سوا.. وناكل مع بعض، ومشوار الأفكار والأحاديث ما بيتغيّر بيناتنا، ولنعوّض الخسارة الكبرى يللي ما بدنا نعترف فيها، منصير نسخة عنن، منفكر مثلن، منتصرف مثلن، منتقمص روحن، منقلد حركاتن..
⊕⊕⊕⊕⊕⊕⊕⊕
يا امي بعد سنة من الرحيل، خبرتك نحن كيف عم نعيش.. هلق دورك.. خبرينا كيف أحوالك انتِ وبيّي؟ خبرينا كيف عم بتمضوا وقتكن، هل صحيح هونيك ما في وجع ولا حزن ولا تنهّد وما في لا برد ولا شوب خبرينا اذا التقيتوا بيللي سبقوكن وبيللي لحقوكن.. خبرينا عن نظام عالمكن.. فيه فاسدين وحرامية ومجرمين؟ خبرينا القديسين والصالحين هونيك بيتكبّروا عالناس؟! والناس بتخدمن أو هني بيخدموا الناس؟! خبرينا شو بتاكلو شو بتشربوا شو بتلبسوا عن شو بتحكوا؟! خبرينا هونيك المسيحيين والمسلمين وكل طوائف ومذاهب الأرض بيتقاتلوا مع بعضن؟
⊕⊕⊕⊕⊕⊕⊕⊕
يا امي.. بعرف انك عم تصلّيلنا مثل ما نحن عم نصلّيلك.. ومن هلّق ليوم اللقاء، رح تبقى لمسة المحبة وبسمة الحنان يا أغلى أم يا أم الياس..