نقاشات وطنية وتكريم في صالون الأديبة ريتا بدر الدين

وسط جوّ تضيئه الروح الوطنية، وأصوات مملوءة بحب الوطن، ونغمات شاعرية تحمل كلمات وطنية جميلة وبرّاقة، افتتحت المحامية الأديبة اللبنانية ريتا بدر الدين صالونها الثقافي الشهري في نادي ساويرس في الـ غاردن سيتي، وتمت مناقشة الأوضاع الأخيرة في مصر، والتحديات التي تواجهها في ظل العلاقات التي تربطه بالوطن العربي والعالم.

بحماس تحدثت الأستاذة بدر الدين عن مصر الوطن والتاريخ، وضرورة العمل المشترك لإعلاء مصلحة الوطن، معلنةً عن تكريم المستشارة تهاني الجبالي التي حضرت الندوة، وأهدتها درع الصالون، لما لها من أدوار رائدة في حماية الوطن من مخاطر الانهيار والسقوط.

ريتا بدر الدين، أشعلت نيران الوطنية في قلوب الحاضرين، بأغانٍ وطنية حماسية، للفنانة داليا عبد الوهاب، والملحن الدكتور ناجي نجيب، ليبدأ الصالون من جديد بأغنية “برضالك ربي”، مع ألحان بديعة للملحن والمؤلف ناجي نجيب، وتبعتها أغاني أخرى لسيد درويش.

تلا صفحة الفرح الفني، فُتح الحوار في مواضيع مختلفة، فتحدّثت المستشارة تهاني الجبالي أمام الحاضرين من مسؤولين سابقين وحاليين، مؤكدة الحاجة إلى مزيد من تبادل الرأي والفكر وإيجاد رؤية مشتركة وفهم عميق لما يحدث، وبدون وجود هذه الرؤية وهذا المشروع الثقافي كل شيء سيكون مضطرباً.
وتحدّثت عما يقال عن تهديدات خارجية، منها المشروع الفارسي والعثماني، لكن الأخطر من ذلك هو المشروع الصهيوني، موضحة أن مصر عُرفت قديماً بالتعدّدية الدينية حيث كان هناك 99 إلهاً فيها، حتى جاء أخناتون ودعا للتوحيد.
سفير المغرب في مصر أحمد التازي، وهو أحد ضيوف الصالون، قال إن الهزيمة الثقافية دائماً ما تكون مرتبطة بضعف الكيان الذي تنتمي إليه، موضحا أنه عندما يكون الكيان قوي يذوب فيه المواطن، فالوطن العربي لم يحسم في أمر نظام الحكم والمرجعية التي يعود إليها حتى الآن، هل هي فترة الرسول أم الخلفاء أم الفصل بين الدين والدولة كما فعلت العديد من الدول الأخرى.
وأشار إلى أن المغرب بطبيعته متعدد، وهذه التعددية بارزة في كافة المظاهر، جعلته منذ البداية إلى اليوم له طبيعته الخاصة، وأكسبه نوع من الغنى، وأن الراعي الأساسي لهذا التنوع هو الملكية، لأنها لم تنحاز إلى جانب واحد على حساب الطرف الآخر.
الخبير السياحي إلهامي الزياتي، قال إن مصر محاصرة بالفعل، لكن هناك تقصير مما يحدث في قطاع السياحة كمثال، فكل من تولوا وزارة السياحة غير مؤهلين بالمرة لتولي الوزارة، عدا وزيرين تولّياها، مشيراً إلى أن مصر محاصرة بإعلام خارجي يشوه الصورة المصرية، وأن مصر فشلت في تغيير الصورة المصرية في الخارج، إضافة إلى ذلك فهناك انهيار كبير للتعليم.
تدخلت في الحديث المستشارة تهاني الجبالي، لتؤكد أن هناك أزمة في الإدارة السياسية في كثير من الجوانب، خاصة في مجال الثقافة.
السيناريست فيصل ندا، قال في مداخلته إنه لا علاقة بين الأجيال السابقة والشباب، وهناك انفصال تام بينهما، موضحا أن الجيل الحالي لا يحب الثقافة.
أحمد أيوب رئيس تحرير مجلة المصور اعتبر أن الشباب سُلّموا لوسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك والسبكي وجماعات التفكير المتطرف، فالشباب ضحية.
الدكتور عادل عبد الحميد وزير العدل الأسبق، رأى إن التعليم هو أساس الثقافة، وأن النهوض بالتعليم مرهون بالكفاءة والخبرة وخلق جيل جديد لديه القدرة على الإبداع والابتكار.

اللواء محمد عبد الوحد ضابط مخابرات، تسائل “لماذا نوجه المؤامرة للشعب؟ فهناك جهات مسئولة في مصر على مواجهة تلك المؤامرات الخارجية، وأن المؤامرة الحالية هي إفساد الذوق العام، وهي ليست مسؤولية الشعوب، فالإفساد الثقافي للشعوب هو مسؤولية الحكومات.
أما الخبير الاقتصادي فخري الفقي، فقد فنّد 4 نماذج اقتصادية لدول مختلفة من أجل تبيان السبب وراء الأزمة، الأميركية والصينية، وتجربة الدول الأوروبية والتجربة المصرية.
إبراهيم قويدر مدير عام منظمة العمل العربية السابق، اعتبر أن ترسيخ المبادئ الأخلاقية في سلوكيات التعامل والعمل لا يكون إلا من خلال المؤسسات التربوية، موضحاً أنه لا يمكن خلق جيل جيد  من دون الأخلاق، وهو ما نجح في تجربة سويسرا التي نجحت في إعداد برامج تأهيل للطفل من خلال جميع المؤسسات التربوية والإعلامية وكلها.
الدكتور حسين نوح الفنان التشكيلى والروائي، قال إن الثقافة لا تعني الفن، إلا أنها مفهوم عام يندرج تحته العديد من القيم والمبادئ التي تشكل المفهوم الثقافي في النهاية.

متابعة: ابتسام غنيم- القاهرة

التعليقات