عيد الأضحى للجميع بمن فيهم الملحد والكافر وكل اتباع الديانات السماوية والابراهيمية و.. الأسطورية، والإنسان محور الأضحى للوصول إلى الإيمان وعبور السلام الداخلي، المرتبط بعلاقة روحية مع الله سبحانه وتعالى.
لذلك تتصارع الطبيعية الإنسانية بين الاستفادة من تضحيات الآخرين، أو السمو النفسي إلى تضحيات شخصية تصل إلى الشهادة، أو تعريض النفس للمخاطر بهدف إنقاذ الاخرين، أو هدر الوقت والعمر.. لأجل تأمين حاجات الآخرين، أليس هذا هو الاضحى؟؟
وتتنافس البشرية ولو بالقول وليس بالفعل لتسويق مفهوم العدالة البشرية والتضامن والمساعدة والدعم تحت مسمى “حقوق الإنسان”، أليس هذا مشروع مقنع بالاضحى؟
أما بخصوص المنطق القائل إن الأضحى الحقيقي فعل تضحية مباشرة للخالق سبحانه وتعالى، كلام باطل بالنسبة إلى هرطقتي الموصوفة، لا أضحى حقيقياً خارج التضحية المباشرة وغير مباشرة، المادية وغير المادية، مع الأبعدين قبل الاقربين من أبناء آدم.
ولا أضحى خارج التسامح والخدمة والرحمة بين الأخوة..
ولا أضحى في ظل الصراعات والنزاعات والخلافات والاطماع الفردية والعامة..
ولا أضحى مع قلة الأخلاق والضمير والقيم..
لا أضحى بمعيار توزيع أو تقسيم أُضحية حيوانة للفقراء، بينما نفسي غنية بالضغينة والأحقاد والمؤمرات..
ولا أضحى وطنياً خارج التحديات والأزمات والصعوبات والصبر والوضوح بالموقف..
وليس آخراً، ليس الأضحى مناسبة سنوية، بل سلوك وأسلوب حياة.
وكم من سخي في هذه الأيام بالاضاحي وهو عن الأضحى غريب.. وكم من ضعيف يحتاج تضحية القوي، وكم من قوي يحتاج تضحية عاطفية ليعود إلى إنسانيته.. وكم من متبرع يتفاخر بالعطاء ويخسر مفهوم الاضحى، وكم من فقير تفوق تضحياته الصامته استعرضات الأغنياء، وكم من سارق يُعطى الفتات ويعتبر نفسه المضحّي الأكبر، وكم من معدوم يعيش قيمة الأضحى بالمساهمة بفلس الأرملة..
بهذه المناسبة- التي تتعدّى الاحتفالات الدينية والمدنية- كل عيد أضحى ونحن الضحايا أفضل أن نكون ممثلين على الخالق والمخلوق بتضحيات شكلية.