الصورة أعلاه للمخرج Garabet Tahmajian @GaroTNT#
كتبت هلا حداد Halahaddad8 #Hala Haddad@
تاريخ لبنان مليان بالصراعات والنزاعات والحروب والتبعية والاحتلالات.. عاشت كل الجماعات اللبنانية صراعات بين بعضها، وأغلب الجماعات انقسمت على حالها..
اختلفنا بالرأي حول أي نزاع هو الأسوأ، النزاع المسلّح أو السياسي أو الإعلامي أو الإداري أو الدستوري أو القانوني او.. وكل أنواع النزاعات بتخلص بتسوية، ما فيها غالب ولا مغلوب بالشكل، لكن بالمضمون المغلوب هو يللي ما بيخضع لراعي الصفقة والغالب هو صديق أو شريك أو حليف محور الراعي..
وكل مرة تشتد فيها النزاعات المتنوعة يرتفع الخطاب لدرجة التطرف بدون الأخد بالاعتبار خط الرجعة، ومرة على مرة عم تتعمق الأحقاد والكراهية عند شعوب هالبلد، بينما الزعماء والأحزاب والمرجعيات الدينية و.. تدرّبت كفاية على أصول التصالح بدون مراجعة جدية لأسباب الخلاف.. ويللي بيعتبر “صلحة” القادة تنعكس على القاعدة غلطان، لأن الطبيعية النفسية البشرية تمتصّ كل المؤشرات السلبية وتفجّرها بلحظات ضبابية مثل ما عم بيصير حالياً..
حالياً “توتير” ساحة النزاع، طرفي النزاع البعض من جمهور التيار الوطني الحر والبعض من بيئة الحزب، قلوب مليانة، أحقاد واعية، تراكمات ناشطة، اتهامات متبادلة، “تربيح جميلة” من تحت الدست، تطاول عالمقدسات، ما خلوا ستر مخبى تحت شعار يا غيرة الدين، وما خلوا للصلح مطرح تحت ستار طرف بدو “فيدرالية” أو” اللا مركزية الإدراية” أو تقسيم والبعض الآخر شلح كل الوقار والتحفّظ وصار يقارع الطرف التاني بالتعصب والتطرف والطائفية..
دخلت نُخب طرفي النزاع على خط بركان الحقد يللي كان مخبى بورقة توت التفاهم والمصالح المشتركة بمرحلة معينة.. وصرنا كلنا تحت مرمى نيران الاصطفاف أو بيوقع علينا حرم الاخر..
بالسياسية ما في ملائكة.. ومش كل تكتيك بكون ضد الآخر ولا كل تباين بكون شيطاني.. بالسياسية لازم نعرف انو وقت التسويات الكبرى في مين بخرب أي تقارب أو تفاهم أو تواصل داخل المجموعات أو ما بين المجموعات ليفرض أمر واقع بمفعول “فَرِّقْ تَسُدْ”..
وبدل ما يكون الوعي متقدم بهيك أوقات، بيطلع سيد الموقف هو الانفعال وبخّ السم..
وأصحاب المواهب الخارقة بالتعبير عند الطرفين، تفوّقوا على نفسن بكشف النوايا وزرع الفتنة وجرّ الخلاف لحدود صعب بعده ترميم النفوس ولو تمّ تطوير النصوص..
وبقيت الأقلية الواعدة من الطرفين تحاول تلملم ركام الدمار الشامل اللفظي، وتطرح أسئلة جوهرية وجودية:
← هل التكتيك الداخلي بخلينا نتخلى عن تغيير العدو الخارجي؟
← شو حدود اختلافنا؟
← هل سبب هالتباعد داخلي أو خارجي؟
← هل في مجال لفتح أقنية تواصل أو إنو تمّ الطلاق بدون الإعلان عنه؟
← في حال أُعلن الطلاق شو رح نعمل بالجمهور الناضج يللي رافض التفرقة؟
← وهل التسوية القادمة رح تكون خيبة أمل في مشروع بناء الدولة؟
← ومين رح يعوّض لناس خسائرها المادية اذا ما تمت محاسبة الفاسدين؟
بكير يكون في أجوبة على هالأسئلة والعشرات مثل هالأسئلة.. ورغم ضبابية الواقع في نداء من العقلاء، يللي رافضين حفلة التخوين والتجريح والتطاول.. ومصرين هؤلاء الشجعان ما يكونوا جزء من المشكل، وشو ما كانت نتيجة هالنزاع بالسياسة مصرين يحافظوا على أصدقاءن وعلاقاتن الإنسانية والاجتماعية مع الاخر..
لو كل لبناني/ة فكر وتصرف مثلن، كنا وفرنا على البلد وعلى أهل الأرض كل أنواع الصدمات..
بالنهاية، عيب نعيش 13 نيسان بسنة 2023 على مستوى الرأي العام.. حرام نضيع نموذج التلاقي بالتراشق.. وغير مقبول نلعب بمستقبل البلد لأسباب ممكن تكون مفتعلة..