سمعت وفكّرت وكتبت: حنان فضل الله
المذيعة اللميعة الفظيعة.. تواكب كل أحداث الأسبوع، وتعدّ جيداً لإطلالتها صبيحة الأحد فتعلّق على كل خبر “بخبرو”.. بمقطع من أغنية جميلة، من زمن أجمل.. مع تعليقات فيها حول كل شيء، فهي اسم الله حولها، تفهم في كل شيء.. اللهم إلا في حقوق “زملاء” لها..
هي الحريصة على فرص العمل المتكافئة.. لجيل الشباب، كاد المذياع يطفح بالدمع العزيز من زلعومها قبل عينيها، وهي تتباكى على فقيد الشهامة، الشهيد الشاب حسين الفشيخ، الذي أنقذ حياة “غريبين”- صديقين- زميلين له.. لكنها كوّعت عن مجرد الحكي (على كثرته عندها) وإن بلفتة نبيلة، (أو من باب رفع العتب..) عن حقوق عشرات الوظفين الذين اشتغلوا وما قبضوا منذ شهور.. في مؤسسة إعلامية شقيقة للتي تبث من خلالها كامل إنسانيتها براعتها الإعلامية..
هي عريقة عتيقة تحاور وتناور.. كل أسئلتها توصّفها بنفسها لضيفها، وللجمهور الذي يغازلها عبر تحيات صباحية “واتسابية”، تصفها بالـ “مهمة، رئيسية، بديهية” وتؤكد للجميع (ضيوف وأحباء مستعمين) أنها الآن: رح اسأل سؤال!! إلا أنها يا للعجب.. تسأل ضيفها.. جواباً!!
تعاطفت مع كل المعطّلين عن العمل.. ورقّ قلبها للشهيد الشهم الذي جنّده الله لينقذ صديقين له من الغرق، الشاب حسين فشيخ في رحلة اغترابه.. ومع غيره من المعطّلين عن التوظيف والعاطلين عن العمل.. ولم يرفّ جفنها على زملاء لها، لم يقبضوا روزاتبهم منذ زمن طال بالنسبة إلى مستحقاتهم، أقساطهم، علاجاتهم.. أكلهم وشربهم..
حنّ حديد لسانها في التغزّل فقط- بمناقبية الجهة السياسية التي تعمل عندها.. وحاورت بلا موضوعية، لا مهنية، ولا حيادية!! (أول مهمات الإعلامي على ما أظن.. إلا إن ظن نفسه إعلاني ترويجي!! وعلى هذا المنوال، الذي لا يخطر سواه في البال، ضيفها السياسي الدكتور الجرّاح الزوج المحب الكاتب الناقد “بتاع كلّو”- الباحث عن المعرفة في هذه الدنيا الفانية (هذه الدنيا الفانية من عندي) والمزرقّ! أيضاً من عندي.. في آخر اللقاء تدرك أنه لا المذيعة اللميعة عارفة شي ولا ضيفها لم (والأرجح لن) يجد ضالته فالتجهيزات الشخصية المعرفية الإدراكيه عنده.. لم تكتمل بعد.. هي أشبه بالـ “طرح”..
لا المذيعة العريقة العتيقة شهدت لهؤلاء بأن الحق معم، ومعاشاتهم التي ما..عاشت، في ذمة وجيبة من انتسبوا اليهم على سبيل الوظيفة.. فطنّشت وطنشوا.. كذلك فعل ضيفها الباحث عن المعرفة وحتماَ طالما هو على هذه الشاكلة.. فهو لن يدركها!!