كتبت: هلا حداد
صُدم جمهور برشلونة حول العالم، عندما أعلن بطلهم الملهم ليونيل ميسي مغادرته ناديهم الاسباني العريق.
خلال المؤتمر الصحافي الوداعي لحبيب الجماهير، خرج لاعب كرة القدم الأرجنتيني منتصراً، مع غزارة الدموع والاحترام الكامل لبيته الكروي من 2000 إلى 2021، وفي لحظة تاريخية، أجهش صاحب جائزة الحذاء الذهبي الأوروبي لست مرات، فأبكى جمهوره على امتداد الكرة الأرضية.. و.. شمت الحاقدون بحامل جائزة الفيفا الذهبية لمرات واتهامه بمحاولة كسب التعاطف وأنه سجّل هدفاً جديداً في مرمى وجدان معجبيه.
دموع ميسي في وداع برشلونة، تُذكّر كل العشاق بلحظة الفراق وتذكّرنا بدموع شباب وصبايا لبنان عندما يغادرون بيت أهلهم وبلدهم وأحباءهم، في محاولة لصنع مستقبل مضمون في بلاد الله الواسعة، لكن الفرق، أن شبابنا المهاجر ليس صاحب عقود عملٍ بملايين الدولارات، مثل ميسي المحتل المرتبة الأولى في الرياضيين لأعلى أجراً في العالم،
لتكون الخلاصة أن العواطف البشرية لا تردعها ألقاب وجوائز وقدرة بطل، ولا تحجبها أموال تحقق أحلاماً أرضية وتعطي أماناً لعدم الحاجة، وأنّ المشاعر الإنسانية عابرة للمكان والزمان شرط أن تكون صادقة وعفوية وغير خاضعة للاستغلال، وستبقى دموع ميسي غاليه على محبيه ونقطة استهداف من قبل منافسيه.
لكن ميسي قدّم درساً، يختصر كل المقالات السياسية، نعم 21 سنة في نادٍ رياضي غادره متاثراً، إذ كيف لنائب جلس، “تمسمر” 40 سنة على كرسيه في مجلس النواب مع إنجازات أو إخفاقات لا فرق.. بأي حال سيترك بيته البرلماني بدموع مكتومة، أو بتضيحة من جمهوره وهتافات “بالروح والدم”.
الانسلاخ عن “المواقع” هو نهاية الوجود عند البعض! وبداية مشوار عند الآخرين.