عن الكهرباء و”مولّديها”.. دويلة نظامها التشبيح.. “لحم كتافكن من تعبنا”!!

بقلم الإعلامية هلا حدّاد

قصة اللبنانيين مع الكهرباء، قصة البؤساء والمحرومين، والمظلومين، والضحايا، قصة المافيات والفاسدين والمستفيدين، وانتو نقوا عنوان لهالقصة: عتمة دائمة، ظلمة حلال، سلك صامت، شبكة شائكة..

أما قصتنا مع أصحاب المولدات، قصة شعب عاشق خناقه، بلشت هالقصة وقت فشلت الدولة بتأمين الكهرباء لأبناء وسكان هالبلد، وصار كل “ديك حي” وريث حقبة المليشيات، أو كل مستثمر زغير، أو كل مدعوم من رئيس بلدية أو حزب المنطقة، بيركب مولد ليخدم أهل الحي، انتبهوا كلمة يخدم ما بتعني خدمة مجانية، كل شي بحقه..

وخدمة مولدات الكهرباء غير شرعية، مرقت بمراحل من التطور الرشيق، استعملوا الشباب منشآت الدولة لتمديد شبكتن، والدولة لا حس وخبر، ازعاج وضجيج وتلوث بين الأحياء السكانية، وبعد معارك شعبية، صار في شوية التزام بتركيب كاتم صوت و”فلتر” لاحترام الهوا..

جماعة أصحاب المولدات مش بس منظمين وعندن نقابة، كمان عندن ثقافة “المافيا”، بمعنى بأيام العز كان الإنتقام بين بعضن يوصل للتنافس بالأسعار لدرجة الخسارة، والهدف تسبيت وجود، وبايام العز كانت العروض تشتي منن، لدرجة صاحب مولد كان إذا في فرح أو حزن بالحي يعطي البيت المعنى كهرباء مفتوحة بدون مقابل، وبعدان صار كل صاحب مولد عامل مملكة لحالو ممنوع حدا يتعدى ع حدودها أو سيادتها..

أصحاب المولدات مش كلن زعران، ولا كلن أوادم، بس عالأكيد كلن متحكمين فينا، وهلق هني بقرروا جدول عتمتنا ونورنا، هني بسعروا ع ذوقن، هني بينقلبوا ع جدول وزارة الطاقة اللي قدملن فرصة العمر يصيروا شرعيين بدون اي مستند وبدون ما يدفعوا بدل عن استعمال منشآت الدولة، هني بقرروا اذا بركبوا عداد أو لا، المهم اليوم عم نعيش ع إيقاع مزاجن..

وأصحاب المولدات بالفترة الأخيرة وقبل ما يصير في مازوت إيراني، وقبل ما يصير طن المازوت بالدولار، وقت كان المازوت بعدو مدعوم، بلشوا بالتقنين علينا، بحجة ما في مازوت وعم بيشتروا مازوت بالسوق السودا، وحسب (جابي) المولد الحي عنا وصلت تنكة المازوت لـ 200 الف، (ملاحظة صاحب المولد عنا عندو محطتين بنزين.. وحرام كان عم يشتري بالسوق السودا لأن مش مخزن، ومش لأن فضّل يبيع هو بالسوق السودا بدل ما يعبي موتورو)، بوقتها سعروا الـ 5 أمبير بـ مليون ليرة.. هالشهر تسعيرية الدولة لتنكة المازوت 183 ألف ليرة قولوا 200 الف، ليه بدو ياخد ع 5 أمبير مليون و200 الف ليرة، يعنى بوقتها ما كانوا عم بيشتروا 200 الف التنكة، وعيب نتهمن انن حرامية وكذابين، بيكفي خلال جدول التقننين الخاص فين، اذا شرفت كهرباء الدولة ما بعوضوا علينا هالساعات، وما بنسى بعد تفجير المرفأ وقت تكرمت علينا الدولة بالكهربا للمناطق المنكوبة 24/24، كيف كان ياخد منا صاحب الاشتراك شهريا 60 الف بدون ما يدور، رغم بوقتها كان الاشتراك بدون تدوير الموتور 30 ألف، التبرير ما في سكان بالحي عدد قليل وما بتوفي معه، أمن استمراريته ع حساب كم بيت بقيوا أو رجعوا عالحي..

اليوم مافيا أصحاب المولدات وبالأخص اللي ما بيردوا ع البلديات ولا وزارة الاقتصاد، ولا معترفين بالضمير والأخلاق، واللي مفكرين حالن “دويلة” نظامها التشبيح، لازم يتحاسبوا منا، والاقتراحات عديدة، اللى قادر طاقة شمسية بديل عن اشتراك المولد ما يتأخر.. واللي مش قادر خلونا كلنا يعني كلنا وبدون خيانة لبعضنا.. نوقف اشتراكاتنا، أكثر شي بينتقموا منا وببطلوا يعطونا كهرباء.. ليش بعز الشوب، وبوقت كهرباء الدولة كانت معدومة؟ كيف تعاملوا معنا؟ الفرق إذا التزمنا بالمقاطعة الكاملة والشاملة، هني رح يترجونا.. أو يشتغلوا شغلة ثانية..

مثل ما الدولة خصمنا، لازم كل محتكر ومستغل وفاسد بالمجتمع  يكون خصمنا.. أولاً اصحاب المولدات..

وبيبقي شو العنوان اللي رح نختارو لقصتنا مع أصحاب المولدات:

“الله يشبعكن، فينا نعيش بلاكن، لحم كتافكن من تعبنا، يا ظالم إلك يوم، نور وظلمة حياتنا، من العب للجيبة، ..”..

التعليقات