بقلم الإعلامية هلا حداد
أقل كلمة بتنقال انت وعم تحضر مسلسلات دارمية_مشتركة مُصورة بتركيا ع أساس أحداثها عم تدور ببيروت: “خدعة مشهدية”..
بتمنى لا المنتجين ولا الممثليين ولا العامليين بالدراما المقصودة ياخدوا كلامي ع خلفية شخصية أو عداوة، ولا ببُعد سياسي أو تاريخي، نعم كلامي موقف وطني وبس..
بفهم المنتج أوفر له التصوير بتركيا، وعم بيتقدمله كثير من التسهيلات اللوجستية بالإضافة إلى نوعية المعدات يللي عم بتم التصوير فيها وبتأمن صورة جذابة وحلوة، وما رح ننسى انو هالمسلسلات بالأساس تركية وبدل دبلجتها أو ترجمتها عم بتم “تعريبها”، تقريباً بالتنفيذ عم تصير نسخة طبق الأصل عن النسخة التركية من حيث الديكور والملابس والموسيقى والإخراج والإضاءة وحتى الشبه بين الممثلين..
وبفهم انو المنتج أوفر له ياخد عمل مجرب لأن بتكون نتيجة النجاح والانتشار مضمونة، وبفهم الممثلين العرب ينبسطوا بالصورة المُبهرة يللي عم بيتقدموا فيها، وبفهم انو استمرارية العمل ضرورية، وخاصة انو ظروف لبنان صعبة كثير بالنسبة للإنتاج على جميع الصعد الماليه والاقتصادية والأمنية والسياسية، لكن ما بفهم كيف بيقبل أي شخص من العاملين بهالدراما يبيع اسم بيروت كماركة للتسويق؟؟؟؟؟
يا جماعة الخير، بيروت روح مش كم شجرة وحجرة، ولا نمرة سيارة، ولا بدلة شرطي، ولا كم اوتيال، ولا إهدن غابة ولعبة وقارئة فنجان.. هيدا تزوير..
بيروت شارع الحمرا، ومنطقة راس بيروت، وشارع سرسق والحاوز، بيروت الجميزة ومار مخايل وكورنيش المزرعة وطريق الجديدة وقصقص والمصيطبة ومار الياس وفردان، بيروت المدوّر والباشورة وزقاق البلاط والقنطاري والجعيتاوي والعكاوي، بيروت معالم احياء وشوارع، بنايات وشبابيك وأبواب وبلكونات، مستشفيات ومدارس وجامعات، كنائس ومساجد وبيوت حزبية، بيروت المتحف، العدلية، ساحة الشهدا ووسط بيروت، بيروت إشارات سير مطفية وحاجز حديدي مكسور ع جنب الطرق وريغار مسروق وشوية أوراق بتشكل نفايات عابرة.. بيروت وجوه وأصوات وانفاس بتضج حياه.. بيروت كل الفصول والشهور بيروت العتمة والضو، الوجع والجوع الحزن والفرح، بيروت مش اسم للبيع..
تركيا يللي عملت نهضة سياحية، اعتمدت ع الدراما للتسويق لمناطق وقصور واوتيلات وجسور وقلاع و..
سوريا بالتصوير باستديوهات البيئة الشامية مثل باب الحارة واخواته صابت السياحة والتاريخ والهوية..
لبنان بالقرن الماضي كان استديو طبيعي للأفلام العربية واستقطب سواح للجبل والبحر بفضل الأفلام، بهالتوفير ع الإنتاج الدرامي فينا نعرف شو عم تعملوا؟ اذا سأل المُشاهد هيدا الاوتيل وين ببيروت؟ شو جوابكن لا هيدا بتركيا؟!!
يعني صحيح خدعة مشهدية..
بتتحرك الغيرة الوطنية عنا وقت العدو يتسلبط عالحمص بطحينة والفلافل ومنصير ندافع ونهاجم، وما بتتحرك الغيرة الوطنية وقت تتسمى مناطق بتركيا ع انها بيروت، نعم هيدا تزوير، بعد عشرة أو عشرين سنة رح يحضر جيل جديد هالأعمال.. يا رح يضحك علينا إذا عرف وين تصورت وكيف اتسمت ببيروت، يا رح يصدق انو “لا حياة” هي بيروت..
يا جماعة الدراما المحبيين، بدكن تاخدوا أعمال تركية وتعربوها، انتو حرين، بس مش ضروري تدور أحداثها بدول عربية، شو رأيكن تعتمدوا ع إبداعكن وتعملوا مثل الأخوين الرحباني الله يرحمن وتخترعوا اسماء غير موجودة لمدن ومناطق، أفضل كثير من تغيير هوية بيروت الاجتماعية والثقافية والعمرانية والحقيقة..
مين ما كنت تكون مثقف أو فنان، تاجر أو سياسي، جوعان أو شبعان، معك خبر أو ما معك خبر، عن قصد أو غير قصد، يللي عم بيصير بالدراما اغتيال لبيروت ست الدنيا، مشاركة بالمؤامرة لإخراج بيروت من التنافس بالمنطقة، وتقليص دورها ووظيفتها لصالح الآخرين..
شو الفرق بين يللي ببيع صوتو وشرفه، عن يللي ببيع أرضه وتاريخه وثقافته واسم عاصمته؟
وبعرف سلف انو في لبنانيين محامين عن تركيا، وعم بسمع صوتن عم بقول: يا ريت بيروت مثل اسطنبول.. وياريت أردوغان بيحكمنا (!!)..
الله يسامحكن..