مش بس الإنسان بينوجع، كل كائن حيّ وكل الأشياء بتنوجع، حتى الصخر بينوجع هو وعم بيتفتت “تصخيخ- صوت الصخر” وبيصرخ وبيزعج بمحاولة لإنقاذ حاله أو تخفيف الضرب عليه.. بيكون وجع التضحية، لأن هالصخر رح يصير يا تمثال إبداعي، يا حيطان بيت بيحمي من متغييرات الطبيعة يا..
كمان السكين بينوجع وبيوجّع لحظة التقطيع وكأنه عم بقول “يسواني ما يسواك”.. لكن بينوجع أكثر لحظة “سنين” يعني سَنُّه ليصير أطيب وأقوى بالتقطيع، وهيك بيكون وجع الولادة من جديد، لينطلق بقوته وفعاليته، كأنه عم يجدّد شبابه..
كل وجع عندو سبب وهدف..
وبالأخص الأوجاع النفسية والجسدية.. أما أوجاع الأوطان، فهي بتختصر وجع كل شعبها وناسها، والوطن الموجوع علاجه مش لازم يكون مستورد، علاجه حبّ كبير، تضحية أكبر ووعي أكبر أكبر، والعلاج بحاجة لاستئصال الحقد والكراهية والطمع، وحبوب سحرية تحول المواطن لمسؤول، المسؤول لمواطن..
الإنسان بيولد بالوجع.. وبيموت من الوجع.. بكل مراحل حياته فيه أوجاع، حتى ليجمّل حاله بينوجع والمثل بيقول “الغوى بدو قوى”..
في ناس عندن هواية يوجّعوا غيرن، وفي ناس بيتلذّذوا بوجعن وبيعتبروا حالن ضعاف وضحايا.. وفي ناس بكون وجعها كبير وعندها قدرة احتمال غريبة، وفي ناس لفحة الهوا بتوجّعن..
ما في معايير ومقياس للوجع، لكن رح حاول فسلف الوجع، الأطفال بيكتشفوا الوجع إذا كانوا بصحة جيدة، وقت يطلعوا أسنانن، وهني ذاتن هالاسنان بيوقعوا بمرحلة “تفريم” بدون وجع.. وبيرجعوا يكتشفوا وجع تنبيت أضراس العقل، ورحلة مشاكل الأسنان والأضراس، بتختصر الأوجاع الجسدية..
أما أوجاع النفس، فبتبلّش بلحظة انفصال الجنين عن أمه، وبتتراكم.. وكلما زاد العنف والإهمال كلما زادت الأوجاع، لنتعرّف، ع تجارب كبيرة بالحياة منها الخيانة والخسارة والغدر والفشل و..
حسب فلسفتي للوجع، هو توأم الحياة، وحسب وجع الفلسفة، إنو أغلبنا متفلسفين بدون اختصاص، وقلال منا بيستفيد من علم الإقناع لقبول كل أوجاع الحياة..
(الصورة من فيلم The Pursuit of Happyness صدر في العام 2006 للمخرج غابرييل موتشينو بطولة ويل سميث الرائع وابنه جايدن)