(اللوحة أعلاه من تصميم المخرج الفنان Garabet Tahmajian)
من قلّة الأخلاق.. كل أزماتنا السياسية والإقتصادية والمالية والإعلامية والتربوية والقضائية والصحية والإجتماعية و.. و.. و.. هي نتيجة “أزمة الأخلاق”..
مفروض ما يكون في اختلاف على تعريف الأخلاق، لكن بزمن الفساد، الأخلاق وجهة نظر، لأن السرقة بتصير هدر، والنصب بصير إهمال، والشتم حرية، وقلة الإحترام ثقة بالنفس، واغتيال السمعة تنافس مشروع، وتزوير الحقايق دفاع عن النفس والوطنية تقوقع و..
ورغم انو الأخلاق مجموعة قيم صالحة خيّرة، رادعة للنفس والإرادة عن أي شواذ أو سلوك شرير، اختلف الفلاسفة والتقوا حول مصدر الأخلاق.. ورح آخد نموذجين: كارل ماركس وفريدريك نتيشه..
اعتبر كارل ماركس انو الأخلاق صناعة الأقوياء والمترفين لاستعباد الضعفاء والمعدوميين، وقال انو القيم الأخلاقية انعكاس لعلاقات الإنتاج الاقتصادي، وأشار انو الطبقة المسيطرة اقتصادياً هي الطبقة يللي بتسيطر أخلاقياً بكل العصور والمجتمعات إن كان النظام إقطاعي أو رأسمالي أو اشتراكي.. حسب ماركس القيم الأخلاقية مصدرها الطبقة المالكة لقوى الإنتاج..
بينما فريدريك نيتشه بيعتبر انو أخلاق الرحمة والإحسان والصبر، حيلة، ابتكرها الضعفاء ليضحكوا فيها على الأقوياء، لياخدوا منن مكاسب ومنافع.. حسب نتيشه، الأخلاق من صنع الفقراء حيلة بيستعملوها وقت يفقدوا كل وسائل الصراع والمقاومة، وقسَّم نيتشه الأخلاق لقسمين: أخلاق السادة وأخلاق العبيد..
برأي نيتشه الرحمة والتضحية والعطف والشفقة والتقشّف أنانية مستترة، بينما أخلاق السادة أو الأقوياء هي الرجولة والإقدام والجرأة والأرادة القوية والاستقلال والاعتماد على النفس ومواجهة الآلام والمخاطر وبيختم: “هذا ما تريده الحياة”
بالنهاية التقى نيتشه مع ماركس انو الأخلاق صناعة الأقوياء، وما في لزوم نتوقف كثير عند مين خلف صناعة الأخلاق، المهم ندخل لجوهر القيم الأخلاقية المشتركة عند الاقوياء والضعفاء..
معقول بسلّم القيم الأخلاقية الكذب عند الاقوياء أو الضعفاء يكون صدق؟
ممكن تكون الخيانة بمعيار الأخلاق عند الضعفاء أو الأقوياء إخلاص؟
باخلاق الضعفاء والأقوياء، هل مسموح القتل والسرقة و الاغتصاب والعنف والاستغلال والظلم والتعذيب والافتراء و ..
ربما نظرية ماركس صحيحة انو الطبقة الاقتصادية المسيطرة أخلاقها بتسيطر بالعالم، لهيك قلة الأخلاق مسيطرة حالياً، لأن الاقتصاد العالمي هو اقتصاد استهلاكي على حساب كل القيم، المرأة والطفل والمسنّ والإنسان بشكل عام، صاروا سلعة رخيصة، قدام أي جهاز إلكتروني جديد، العيلة والمجتمع بلا قيمة حدّ الصراع ع الموارد الطبيعية، البيئة والصحة كذبة الدول والمنظمات الأممية..
ولو كانت نظرية نيتشه صحيحة انو الأخلاق صناعة الفقراء لاستغلال الاقوياء، كان اليوم ما في ولا فقير بالعالم، لكن نسي نتيشه يضيف على أخلاق الفقراء عزة النفس والكرامة..
ما بهمنا نعرف إذا الأخلاق صناعة الأقوياء أو الضعفاء، بهمنا نعرف بهالايام وين راحت الأخلاق؟ وهل قادرين نخرج من الأزمة الوجودية بدون ما نلاقي حلّ لأزمة الأخلاق؟
لا بناء للانسان والعيلة والمجتمع والوطن بدون أخلاق، بزمن شعاره “مرحبا أخلاق”!!