كتبت: حنان فضل الله
(اللوحة أعلاه من تصميم المخرج الفنان Garabet Tahmajian)
قام تحرّك وازن في بيروت بدعو الى حرية تلقّي اللقاح المضاد لكورونا (وحده دون متحوّراته)، مشجعاً على الوقاية (التي يدعو إليها الجميع)..
الغريب أن الكتلة البشرية المعتبرة التي سجّلت حضورها وضمّت أطباء، شخصيات نقابية واجتماعية، أكاديمية، إعلامية.. لم “يلحظها” الإعلام الشريف العفيف النظيف، حامل لواء الدفاع عن “الحرية والديمقراطية وحق الإنسان”..
إعلام يفتح بثه لبرامج تناقش بفائض حرية المثلية، الشبق الجنسي، تزويج القاصرات.. يشحذ الدمعة على حساب كرامة الفقراء.. يروّج للعَوَز والحاجة، لا يرى بصيص نور في خير وجمال وحق كثير في المجتمع.. وكأنه والله أعلم أدرى بما في الجيوب.. يقبض ثمن الدعاية السوداء بالعملة الخضراء الفريش.. من دون رفّة رمش لعين “بادحة”..
بالعودة إلى التحرّك الحضاري الذي جرى بالأمس.. عنوانه غير قابل للتحوير: لا لإلزامية اللقاح.. رفعه المجتمعون استناداً إلى دراسات قام بها المختصّون منهم، وعلى أبحاث قرأوها وتابعوها (يزخر بها الصحف والمجلات والكتب والبرامج (الجادة حقاً) الحريصة على صحة البشر.. كذلك اعتمد المنظمون للتحرّك والداعون إليه والمشاركون فيه على إحصائيات وأرقام لا مزاح فيها ولا “مسخرات” على الطريقة اللبنانية!!
على أي حال.. التحرّك نجح، رغم كل التعتيم الذي ارتًكِبَ بحقه.. ومع أن أهل التحرّك لا أجندات سياسية لهم.. على عكس المدافعين بشراسة عن تلقي اللقاح بالقوة الذين فرّقتهم السياسة ووحّدهم اللقاح (!!!!!!!!!)
التحرّك نجح مع أنه لا سفارات تموّل أو.. توزّع كمّامات ومساعدات ولا جهات تهدي لقاحات مشكوك بأمرها.
التحرّك نجح مع أنه جمعيات لا “إن جي أوزات” (ما غيرها) تدفش..
وقد نجح في لفت الأنظار إلى الاطلاع على الدراسات والأبحاث التي تطرح أسئلة..
وبعد.. تبقى الوقاية والتباعد الاجتماعي وتقوية الجهاز المناعي (خلقه الله تعالى لمثل هذه الغايات)..
أما المناعة ضدّ إعلام مشبوه مهمته تجهيل شعب.. فتلك مهمة أخرى.. الوعي والشجاعة أهم الأسلحة..