يوماً بعد يوم.. حدثاً تلو آخر.. ما أخطر الميديا!! ولِمَ تفوّقت فدوى المرابطي؟

كتبت: حنان فضل الله

انشغل الإعلام العربي وبعض المحلي إضافة إلى معظم الخدمات الإلكترونية، لخمسة أيام بنهاراتها ولياليها بتغطية مأساة الطفل المغربي ريان، قصته الحزينة المحزنة حرّاقة القلوب معروفة.. لا داعي للتذكير بتفاصيلها..

اهتمت الميديا بالحدث المؤلم، وانشغلت وانشغل العالم معها.. حملات تعاطف انطلقت دعماً لقضية الطفل المغربي ريان العزيز.. ما يثبت للمرة الألف بعد المليون، أن الإعلام يمكن له وببساطة أن يقود الناس الى حيث يريد..

نقل مباشر ومراسلون “شرعيون” أو عبر منصات وقرصنات لزوم ما لا يلزم ولا ينفع، شغلوا المكان ولم ينجح بالتغطية الموضوعية سوى قلة قليلة قليلة.. على رأس اللائحة كانت قناة الغد ومراسلتها فدوى المرابطي.

فدوى المرابطي صحفية تلفزيونية، مراسلة مغربية، تفوّقت في النقل المباشر، حين تصرّفت مع حدث شغل العالم بموضوعية، هي لم تذع خبراً كاذباً ولم تملّح أو بتهّر الحقائق.. قالت الحقيقة كما هي خلال النقل المباشر، على مدى أيام التغطية، لم تذِع خبراً غير أكيد، مع أن الأخبار التي يتلهّف لها الجمهور المتعطّش لأي جديد كانت شهيته مفتوحة، ترى هل هي التي فرضت كل النهم الى الحضور الإعلامي والتغطية واللايف واللايك؟

ومن باب التشبيه، “البَعيد”، لو كان لمراسِلات المحطات التلفزيونية اللبنانية- ما غيرها وما غيرهن- كيف كان المشهد يا ترى؟! (تخصيص المراسلات دون المراسلين لأنهن يُعتَمدن من قبل محطاتهن لمزيد من شدّ الـ نظر والله أعلم!!)

هل كَنَّ وظّفن انتماءَهن لمحطاتهن وللجهات السياسية التي تمثل (تقبض وتوزّع)، فكوّعْنَ عن الحقيقة نحو تجييش الرأي العام نحو “هيلا هوات” بعينها؟!

هل كنَّ ركضنَ نحو أقرب “سهرة نار” شعللها بالإطارت “أبطال” الشوارع وتصوّرن قدّامها، بكامل ماكيادهن وزينتهن وأضيق جينزاتهنّ، و”هيّجن” الرأي العام.. بعد أن ينقسم الشارع إلى شوارع وشوارعجية.. 

هل كانت الشاشات “سيّست” ريان وقصة ريان؟ والبئر الذي سقط فيه؟! و”تفلسفت” جيولوجياً ومناطقياً واقتصادياً؟ وأقامت القيامة ولم تقعدها؟ 

هل كانت وَلِدت إنجيؤزات NGO’S وهرهرت تمويلات؟

عَودٌ على بدء..

حين عَرَفَت فدوى المرابطي بوفاة ريان، وتأكّدت من الخبر المؤسف: “فقدنا ريان”.. قالتها برزانة شديدة، مكابِرة على الحزن والتعب الشديد والخيبة الأشدّ.. ولم تستعرض لا دمعها، لا شكلها، لا “بريستيجها”.. أنجزت مهمتها بنجاح واحترافية.. 

بذاتها، فدوى المرابطي، مدرسة إعلامية كاملة، حضرت لتعكس شخصية “شبعانة”.. قلّ نظيرها؟ طبعاً أكيد.. ففي الميديا التي تحيط بنا، فائض “فجعنة” للضوء والشهرة والفوديتاريا، قلّ نظيرها وباتت “تلعّي النفس.. وبعض الأسماء والإطلالات تسبّب الغثيان.. 

التعليقات