اللوحة أعلاه تصميم وتنفبذ المخرج Garabet Tahmajian
تساؤلات بالمناسبة: اليوم العالمي للمرأة هو امتياز أو تمييز؟
⇐ ⇐هالمناسبة لاستعراض الخطابات والمشاريع أو لإثبات الحضور وتحقيق الإنجازات؟
⇐⇐ لأي متى رح تبقى المرأة تقدم حالها ضحية، وتستجدي التعاطف والقوانيين والحماية؟
⇐⇐ مين المسؤول عن الصورة النمطية للمرأة بالإعلام؟ وليه الإعلام بيعطي مساحات للمرأة صاحبة المواصفات الشكلية على حساب صاحبات خبرات الحياة والإنجازات الإجتماعية؟
⇐⇐ شو هدف هالكم الكبير من التدريبات للمرأة وورش العمل المتخصصة، واعتبرها يتيمة أو عاجزة إذا ما كانت مرتبطة بمنظمات أو جمعية أو جماعة؟
أي امرأة هي الأهم والأقوى: أرملة قبل 40 سنة خرج من حضنها أيتام بينقشع الحال فين؟ أو سيدة أعمال اليوم متوفر لها كل وسائل الراحة، وعيلتها مشتّتة؟
وبعد فيه عشرات الأسئلة يللي بتدور بفلك المناسبة، وللمناسبة رح أنقل مخاوف الحكيمة المناضلة لأجل تحرّر المرأة على ايام اللادعم والاضطهاد، قالت بصراحة وبجلسة خاصة: تحرّر المرأة، ما بيكون بتحويل المرأة إلى كائن متمرد، ودفعها للتخلي عن ليونتها المشبعة بالكرامة والوقار، ليه المطلوب تصير “الفاجرة، الوقحة، المشلفة، المتسلطة”؟ ليه عم تتحول إلى نموذج ما بيشبه رقتها وأنوثتها ومنطقها وطبيعتها؟ ليه رمز المحبة عم تنشر ثقافة الكراهية والحقد على الرجال والمجتمع والبلد، ليه عم تصنع أعداء لتثبت وجودها؟
وبتابع السيدة المحترمة وبتقول: “بدن تتمرّد على شغل البيت وتطالب بالمساواة مع شريكها بهالمهمات جيد، وبينسوا إنو المرأة مش بس بتطبخ وبتمسح وتغسل وتكوي وتنضف و…. هي طبيبة العيلة، والقاضي العادل بين أبنائها، أمينة صندوق وسرّ بيتها، محامية الضعيف، قائد هجوم لحماية الزغير ومخطّط لمستقبل أولادها، هي يللي بتزرع القيم ويللي بتدبر ويللي بتجمع وبتحضن وبتبنى و…. ليه المطلوب تتخلى عن كل هالادوار كرمال الشهرة السريعة والموقع السياسي؟ ليه المطلوب تتلهى بكل صراعات الحياة وتنسى انو على عاتقها بناء الإنسان والأخلاق والمجتمع والوطن؟
وبتختم صاحبة الرؤيا وبتقول: أنا مع توصل المرأة لأعلى المراتب ومؤمنة انها قادرة تعمل الفرق بإنتاجها، لكن خايفة على طريق معارك المرأة اتجاه المواقع السياسية بدعم من منظمات دولية يكون عم يتسلل على مجتمعنا آفات خطيرة بتدمر العيلة والطبيعة الإنسانية وهويتنا الروحية؟
وختمت الحكيمة بنصيحة لكل امراة ناشطة لأجل المساواة وحقوقها: ما تقبلي تكوني سلاح ضد عيلتك ومجتمعك ودولتك، انتي ركن مش أداة…
البعض رح يعتبر هالكلام باطار تحجيم المرأة، او عدم مواكبة تطورات العصر، لكن من وحي هالحكي لا بد ما نسأل:
♦ ♦ ♦ ليه هيئة الأمم المتحدة للمرأة يللي بتوزع دروس على كافة الدول لتكون المرأة شريكة بالقرار وتوصل لأعلى منصب سياسي محلي، ما قدرت تعمل خرق وتوصل المرأة الى موقع أمين/ة عام الأمم المتحدة؟
♦ ♦ ♦ هل قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن، قرار حماية للمرأة أو إعطاء دور للمرأة بصناعة السلام وحل النزاعات؟
♦ ♦ ♦ ليه كل الهيئات النسائية بالعالم استسلموا لواقع الحرب بين روسيا وأوكرانيا وما كان عندن ولا أي مبادرة سلام أو دور تقليص الإحتقان وحلّ النزاع؟
بالواقع وقت تعرف المرأة أهمية دورها، بيبطل بدها قوانين لحمايتها، بتصير تحمي حالها بحالها، وقت تقتنع المرأة إنو هي مش أقلّ مستوى من الرجل، بيصير يعاملها الرجل بمساواته، وقت تحقق المرأة التوازن الذاتي بتبطل تعتبر أقصى طموحها مقعد سياسي أو منصب إداري أو شهرة سخيفة أو امتلاك العقارات والمجوهرات، وقت المرأة تستعيد دورها كمربية بيرجع العالم بخير، لأن رح يكونوا أبناءها الصالحين حكام المستقبل والأطباء الإنسانيين والبنائين الماهرين والصناعيين المبدعين والتجار الشرفاء والقضاة العادليين والمعلم المربى والمخترع الخادم للبشرية والفنان الصادق مش المادي.. رح يبطل في فساد ولا حروب ولا أحقاد ولا تشرذم..
بالنهاية ما تستغربوا انو يوم المرأة العالمي بروسيا والصين يوم إجازة رسمية، بينما بأميركا يوم عمل عادي.. بالواقع يوم الاجازة لا بيقدّم ولا بيأخر، لكن أفضل من مشاريع وبرامج بتخلي المرأة دايماً تشعر أنها مخلوق أقل قيمة من غيره.. وزرع بدمغها انها بحاجة إلى رعاية وحماية واعتبارها عنصر ممكن الاستثمار فيه مادياً وسياسياً..
رغم كل شي، بهالمناسبة منقول لكل امرأة ضحية حقيقية للمجتمع والقوانين، ما تستسلمي بإرادتك قادرة تعملي الفرق وما تقبلي تتحولي إلى مادة رأي العام، لأن انتِ الرأي والموقف والدور والقوة انتِ صانعة الأجيال وركيزة الوطن..
كل عام وأنتن بالف خير..