كتبت: حنان فضل الله
عمليات غسل الدماغ التي خضعنا لها، نحن شعوب العالم الثالث بعد الألف.. لا تعدّ ولا تحصى.. هي عمليات تمّت بذكاء ودقة و.. دهاء على مدى سنين، أدواتها فنون، سينما، غناء، رياضة، برامج ترفيهية “ولاّدة” مواهب وسياسية “تبع” الرأي والرأي ذاته مع توجيه سهام إلى الرأي الآخر.. ميديا وما بين هذه وتلك.. شخصيات مؤثرة وأفكار مبهرة..
بروباغندات على حالها أحاطت بنا.. غسّالات اشتغلت على أدمغتنا ولا تزال.. ولا نزال- معظمنا- نصدّق ولا نتبيّن من نبأ.. نصدّق النبأ إلاّ أننا لا نصدّق أن من قاله، بثه، بخّه أو نشره أو نقله ربما -أو على الأرجح- كان فاسقاً!!
ما العمل؟
مثلاً أن نجيب عن “الشكوك” التالية؟ أليست من أقرباء حُسْن الفِطَن؟
⇐ أليس ممكناً أن تكون هوليوود-الأشهر في “صناعة” السينما العالمية بإنتاجاتها الرهيبة، تحكّمت بعقولنا من خلال الوحوش الجميلة التي حوّلت بلاد العم سام وأفكارها ومُثُلها وحتى سياساتها إلى آلهة.. يتعبّد له الملايين من “فانزات” حول العالم..
⇐ ألم يتعوّد الناس، كما لو كانوا مسلوبي الإرادة، على أفكار غريبة عن مجتمعاتهم وعن عاداتهم.. حتى صار التنصّل منها تخلّفاً: العشق المحرّم، المثلية الجنسية، التحرّر من أي قيد حتى لو وصل إلى حق وحرية الآخرين!!
⇐ لِمَ كل الممنوعات مباحة، إلاّ الحديث عن أن فلسطين محتلة، وأن الشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض الأصلي والأصيل؟
⇐ كيف يحصل أن كل الممنوعات مسموحٌ بها إلا أن تشكّك بالمحرقة.. ما غيرها!! وأن تشير بأي إصبع شئت نحو غرفة كالحة، تدير أزمات العالم..
• • حتى الممثل والمخرج العالمي ميل غيبسون حين طرح في فيلمه العظيم Passion Of Christ 2004.. حورِب من اللوبيات المتحكّمة بـ”مصنع” الفن العالمي، وأُبعد عن العمل السينمائي لسنوات.. لقد صرّح مراراً أنه ضد السياسات الصهيونية لكن “أحترم الديانة اليهودية”.. هذه أيضاً لم تشفع له!!
• • المخرج والممثل مارك رافالو (اشتهر بدور هالك العجيبب) أعلن ولا يزال تضامنه مع الشعب الفلسطيني ويستمر في اتهام المحتل بالعنصرية ويدعو إلى إدانتهم كمجرمي حرب.. بل وينادي بفرض عقوبات على إسرائيل!!ميل غيبسون نموذج وغيره كثر..
• • الممثلة الشهيرة (والكبيرة) سوزان ساراندون أيضاً.. كلما عبّرت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني وحقّهم في أرضهم المغتصبة.. وكلما قارنت بين سرقة الكيان الغاصب مع استيلاء الأميركيين الوافدين على أرض الهنود الحمر السكان الأصليين وأصحاب الأرض الأساس.. كلما ازداد غضب اللوبيات تلك عليها..
• • الممثلة إيما تومسون (بطلة سلسلة هاري بوتر) كذلك.. لم يتضامن معها من زملائها “النجوم” إلا قلّة.. منهم من سبق ذكرهمل أعلاه..
• • ماذا لو استمتعنا بفنون من مصادر أخرى.. روسيا.. الصين.. كوريا الجنوبية والشمالية.. اليابان.. ألمانيا؟ شرق/غرب..
استحكمت هوليوود ولوبيات استديوهاتها خصوصاً السينمائية بنا.. لدرجة أنها باتت تصنع المستقبل..
• • كم من فيلم تنبأ بما جرى ويجري وسوف يجري؟
• • كم من سلسلة كرتونية “رأت” القادم من الأحداث قبل حدوثها (The_Simpsons مثالاً)؟
ولا ننسى ما الذي يمكن أن يحصل لمن يعلن تضامنه مع الشعب اليمني!!
صمت قبور مطبق.. و”قَصاصات” بالجملة والمفرّق.. لمن يتجرأ على الاستنكار أو يقول عن الحرب إنها “عبثية”!!
في سياق آخر.. لكن متّصل بـ غسل الأدمغة.. ما الذي أظهرته حرب روسيا_ أوكرانيا؟
ماذا لو قرّرنا أن نستقي المعلومات من مصادر أخرى.. ليس عن الحرب فقط.. أسبابها بالدرجة الأولى.. أن نعرف مثلاً أصل الحكاية.. قبل أن نصطفّ ونحكم..
أما من احتمال وارد أن يكون أن تكون روسيا الاتحادية على حق؟ وأوكرانيا متحالفة حقاً مع السيد الأميركي والأوروبي الغربي في “لعبة” كبرى؟
• • وأيضاً.. تتردّد في تقارير إخبارية، أنباءٌ عن مختبرات جرثومية (أميركية) عددها 25 مختبراً، في أوكرانيا وحدها، أليس من المحتمل أن تكون التقارير صحيحة؟
حتى في مسألة الكورونا بتفرّعاته.. كيف انتشرت.. وتفشّت وتنقّلت وتضخّمت أعداد المصابين فيها رغم الترويج لتشكيلة واسعة من اللقاحات.. شدّتنا “الدعاية” ولم نسمع الأصوات المُحَذِّرة!!
نحن عبيد ما جرى تلقيننا اياه..
الحلّ؟! أن نتحرّر من التأثيرات كلها وندقّق.. نتبيّن.. نتأكد قبل أن نوقّع على بياض..
(الصور عن الانترنت طبعاً)