كتبت: حنان فضل الله
أن تكتب خبراً عن السيدة فيروز يعني أن تأخذ نفساً عميقاً وتتنشّق صوتها بكل ما لديك من رغبة في البقاء على قيد الحياة، فـ.. تحيا..
فيروز “يللي بتقربنا” وتقرّبنا إلى بعض.. أطلّ جديدها ليس عبر وسائل الإعلام اللبنانية المرئية تحديداً، التي تتشدّق يوميا بالحرص على الوطن، وفيروز رمزه الباقي وعزّه ومجده.. باتت قنواته-ثم أصبحت ثم غدت- تشبه السياسيين الفاسدين المُفسدين، زعامات و”قبابيط”.. أطلّ جديد الست فيروز في تقرير ناجح قدّمته فضائية “العراقية” عبر مراسلتها سالي قرفلي، ليظهر منزل الست الغالية مهملاً، شبه مهدّم، يزيّنه طيفها البهيّ (في أول التقرير وآخره)، ويتحدّث فيه وزير الثقافة القاضي محمد مرتضى، وزير العدل القاضي هنري خوري، ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود، إضافة إلى عضو المؤسسة الوطنية للتراث السيدة ريما شحادة، صديقة الست فيروز (نيّالها)..
إلى مدير مكتب المحطة الصديق الإعلامي المتميّز أمين ناصر توجهت “حرف عربي+” بأسئلة حول التقرير والسيدة فيروز.. ليتبيّن أن الأحبة العراقيين، أحرص منّا- نحن اللبنانيين الغاشيين باليوميات الصغيرة- على كنزنا الكبير الباقي: فيروز سيدة نجوم العالَمَيْن العربي والدولي..
أولاً يعطيكم العافية على التغطية الموفقة عبر شاشتكم الكريمة “العراقية” حول السيدة فيروز التقرير ملفت وجميل وشامل؟
معيب أن يبدو لبنان غير مهتم جدياً بخبر بهذا الحجم عن قامة بهذه الأهمية.. صراحة ألغيت تغطية لساسيين وفضّلتُ تغطية هذا الخبر على ما عداه.. الإصرار على ترميم منزل السيدة فيروز جاء من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكّد مراراً أن المبلغ مرصود لهذه المهمة، أما من جهة السيدة فيروز فهي مصرّة أنها لا تريد شيئاً إلا أن يكون البيت متحفاً وتؤكّد أن أرشيفها جاهز..
ما تعليقك على أن المحطات اللبنانية لمْ تقم بالتغطية المناسبة للخبر؟ ما السبب برأيك؟ طبعاً بعد أن أقول “يا عيب الشوم”؟
لأسف، يبدو الإعلام اللبناني راكضاً خلف “وين فيه زبالة”، خلف تصريحات سياسيين يسيؤون لبعضهم البعض، وكل منهم يريد إسقاط الآخر، أهمل الجمال ورموزه: وديع وفيروز وصباح وزكي ناصيف ونصري شمس الدين وجبران خليل جبران، ومارون عبود وغيرهم وغيرهم.. للأسف، لبنان الذي أصبحت مناطقه ترمز إلى الأحزاب والزعامات التي شوّهت البلد بدل أن ترمز للقامات الوطنية العظيمة الكبيرة: بشري تركز لجبران خليل جبران، الجبل لوديع الصافي، بعلبك لصباح، وبيروت وزقاق البلاط لفيروز.. السيدة فيروز ومن خلال تجاوبها مع مشروع الرئيس الفرنسي، تحاول إعادة إحياء ذاكرة الوطن كله.
ويتابع الأستاذ أمين ناصر: في مصر متاحف لكبار فنانيها: سيد درويش، أم كلثوم، فريد الأطرش،عبد الحليم حافظ.. في لبنان فيروز تستحق..
وعبّر الأستاذ ناصر عن سعادة الأشقاء العراقيين: لأنهم تمكّنوا من إنجاز شيء ما في خدمة البلد الذي يحبون وأيقونته السيدة فيروز، هي الأيقونة العالمية التي لا يتعزّ بها لبنان فقط ولا العالم العربي وحده، بل العالم أجمع.
وختاماً، تمنّى مدير مكتب “العراقية” في بيروت والشام الأستاذ أمين ناصر إتمام هذا المشروع بعيداً عن أي تسيس وأن يجري العمل به بإتقان يليق بإسم الست وأن يتمّ ذلك في حياتها اطال الله يعمرها..
ملاحطة: الصور جميعها نقلاً عن صفحة الزميل أمين ناصر على فايسبوك، إضافة إلى “البوست” المحرّض على هذا النص، ومن تقرير مراسلة “العراقية” المتميّزة سالي قرفلي:
https://www.facebook.com/100015046693397/videos/5053524348017711/