كتبت: حنان فضل الله
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بخبر وصور لشاب عنوان مهنته: #مساعد_منزلي.. وانهالت التعليقات المشجّعة.. طبعاً مشجّعة.. فكيف للمال الحلال الذي يجنيه “مجاهد” في سبيل لقمة العيش ألّا يكون رزقاً حلالاً؟
خضر أحمد نموذج لمن نُقِل عن رسول الله محمد (ص) قوله عن إمته إنه لا يخاف منها من الفقر بل من قلّة التدبير..
تدبّر خضر أحمد، ولم يستسلم للعَوَز.. لم يمدّ يده ليتسوّل لقمة العيش، لم يسكن “القهاوي” ويشتم البلد والظروف بل تدبّر.. سعى لنيل الرزق الحلال من عرق الجبين واليدين.. بكل ما للحلال من معنى..
خضر أحمد المحترم، في عزّة نفسه، يعلم علم اليقين، أن مدينته “يزيّنها” أثرى أثرياء العالم.. وأن هؤلاء “يطنّشون” على حق أولاد البلد في إنشاء مصانع أو معامل أو خلق فرص عمل لهم.. أن زعماءَ الغفلة يغضّون الطرف عن حاجة ناسهم..
خضر أحمد يستحق الكثير الكثير الكثير من الاحترام والتشجيع.. أن يكون نموذجاً لشاب لبناني كبير الهمّة. شريف القصد، عالي الجبين..
خضر أحمد يروي بنفسه لـ “حرف عربي+” ظروف اختياره لهذا العمل الذي يُعتبر عرفاً “شغل نسوان”، عن الصعوبات التي يواجهها، وهل من الممكن أن نراه يوماً رئيساً لمؤسسة متخصصة بالاعمال المنزلية مثلاً؟
يقول خضر:
– أنا رجل بعهدتي عائلتي المؤلفة من ولديّ وأمي وأبي وزوجتي.. كنت أهتم برجل مسن لفترة من الزمن، خلال تلك الفترة تزوجت لكن للأسف زوجتي مرضت، بعد أن أنجابها، وقد أصيب بمرض نفسي شُخص على أنه انفصامفي الشخصية.
أمي سيّدة مسنّة وأبي كذلك، وأنا وحيدهما، وأعيش في بيت مستأجر، و”مكسور أجارو” ولا سند لي إلاّ ربّ العالمين.. عندما توفي المسنّ الذي كنت أعتني به، وجدت نفسي في أزمة كبيرة، خطر لي أن أبدأ بعرض نفسي كمساعد منزلي، ما المانع أن يعمل رجل بتنظيف البيوت؟ نشرت إعلانات وصرت أكتب رغبتي تلك على مواقع التواصل الاجتماعي.. هكذا بدأت..
ويتابع خضر:
عندما بدأت تعرّضت- ولا أوال أتعرّض- لانتقادات “كتير قوية” لكن ورغم كل ذلك، أنا متابع بعملي، سَندي هو الله وحدَه.. خصوصاً وأن لا أحد التفت إليّ بهدف تقديم العون صحيح أن بعض الناس لم يتقبل الفكرة، وأنني خسرت أصدقاء لي.ز لكن ماشي الحال”..
ويختم خضر: “ورغم هالشي ماحدا سأل عني وبلشت اشتغل والناس تتواصل معي، ظروفي صعبة، لكن الله معي.. صحيح أن رزقتي خفيفة، لكنني أعود إلى بيتي مرتاح الضمير، أعتني بعائلتي، ولديّ ووالديّ وزوجتي وكتر خير الله”.