كتبت: حنان فضل الله
هو ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي لا أعرفه شخصياً لكن أتابع لقاءاته مع ضيوف يختارهم من البارزين في السياسية والإعلام والمجتمع.. لا يدّعي الحياد، ولا يرتكب “فِعلة” محامي الشيطان.. ليس مضطراً.. فالمذكور لا يحتاج من يدافع عنه، له “فرقة” تدافع عنه في كل مكان وزمان وإذاعة وجريدة وموقع الكتروني وشاشة.. و.. و.. هو شربل أبو أنطون محاوِراً.. في الشكل هو واحد من الناس، يشبه الطيبين الأنقياء.. وبعيد عن المتسلّقين طالبي الشهرة والنجومية.. نجومية اكتسبها من تلقائيته وأسلوبه البسيط السهل الممتنع.. في المضمون والطلة “الإعلامية”، هو محاوِر ذكي، تلقائي، يراكم خبرته مع مختلف الضيوف، يسأل بسلاسة، يتيح للضيف أن يقول ما يريد، مثقف، يحيط بملف حلقات برنامجه Sarcasm سياسي الحوارية.. يلتقط سؤالاً ذكياً من إجابات الضيف وهذه ما تسمى سرعة البديهة -وهي بالذات ما يفتقد إلى أصولها إعلاميو الغفلة، محتلّي الأثير- ولا يحلّ عن الضيف، إلا بعد ان يتلقى الجواب.. هذه مهمة المحاور الناجح.. أما في الفقرات الانتقادية الساخرة التي يحيط من خلالها بمواضيع الساعة، فإن شربل أو أنطون ينتقد، يسخر، يسمّي، لا يسمّي، يقسو.. لكنه صادق لا يجرّح.. في فقرات انتقادية ساخرة، أو حوار سياسي يحيط بمواضيع الساعة، يتميّز شربل أبو أنطون.. وبكثير من موضوعية يمكن القول أنه “بيسوى” معظم المحاورين، فهو لا يحترف الثرثرة، أو يقرأ أفكار الضيف فيسارع إلى تلقّف الإجابة من عقله قبل أن تصل لسانه، هو ليس “سقف حلق” الشخص القاعد قبالته في استديو بسيط لكن أنيق.. هو لا يشارع ولا يجادل، هدفه التقاط الإجابة المناسبة على السؤال المناسب.. وبكثير من ادب وتواضع، يصرّ على معرفة الجواب، لا يجادل، ترك “بيزنطيا” لغيره، من محتلّي الشاشات والإذاعات، المفروضين إعلاميين وإعلاميات.. ولعل أهم.. أهم.. أهم ما عند شربل أبو أنطون في حضوره إعلامياً غير تقليدي في الـ نيو ميديا أنه لا يرتكب فعلة محامي الشيطان، (إعادة للمقدمة) إنه يدرك أن الشيطان لا يحتاج إلى محام، لماذا؟ ليس لأنه “قد حالو”.. بل لأن هناك “كذا” ميني شياطين إعلام ومال وباقي الترجومة تحكي باسمه وتشمّر عن كل شيء لتدافع عنه.. (الصورة من برنامج شربل أبو انطون على يوتيوب)