د. عماد بو حمد برنامجه الرائع The Reasercher: “الجمهور عايز كده ونص” وتعليقاً منا: “يكتّر من أمثالكم عا شاشاتنا”

كتبت: حنان فضل الله 

د. عماد بو حمد وجه تلفزيوني متميّز.. جاء إلى الإعلام، من عالم الأبحاث والعلوم والمعلوماتية والوسط الأكاديمي، نجوميته مختلفة والكاريزما عنده هي النجاح والاستمرار به والقبول عند الناس.. 

لبرنامجه The Researcher قيمة علمية وبحثية واجتماعية عالية لدى الناس، يتكرّس حضوره في مضمون جذب إليه جمهورين: النخبوي المتخصّص والعادي “العائلي” الذي بيّنت متابعتهما له أنه فعلاً “عايز كده برامج” تقدّم له أسبوعياً المادة العلمية والبحثية والتقيفية+ الإفادة والتسلية والوجوه الفنية، في قالب رفيع المستوى، لطيف.. بعيداً عن افتعال الفهم وادعاء المعرفة و”الهضمنة”..

حرف عربي+ أجرت لقاءً مع د. عماد بو حمد “نجم” البرنامج، وقائد فريقه، وصاحب الفكرة التي تطوّرت من 10 دقائق “جامعية” عبر السوشال ميديا إلى Show كامل متكامل عبر محطة تلفزيونية رائدة هي الـ LBCI.

عن فكرة البرنامج والانتقال من العالم الأكاديمي إلى الإعلام قال د. بو حمد”

من صغري أفكر بالميديا والإعلام وما الذي يمكن تقديمه من مادة ذات مستوى وقيمة.. وكنت دائماً أفكر أنه يجب أن “ينعمل شي بالإعلام” لأنه برأيي السلطة الأولى لا الرابعة.. 
مع أنه لا علاقة لك بالميديا، فاختصاصك علمي..
اختصاصي في مجال الداتا وتحليل المعلومات والبيانات data science، وهذا يُطبّق على كل شيء، وهذا ما طبقته على سلوكيات المستهلك consumer behaviours والتسويق بطريقة أو بأخرى.. إذن الفكرة عندي موجودة، ومن موقعي العلمي الأكاديمي، أعرف أن هناك الكثير من الإنتاجات البحثية الهامة والتي يجب أن تظهر للمجتمع والناس. وفي كلية سليمان العليّان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت حيث أنتمي، طُلِبَ تقديم اقتراحات أفكار تفيد المجتمع على أن ننفذها في الجامعة، كان اقتراحي الذي لاقى القبول هو أن نضيء على الأبحاث والاكتشافات وعلى من يقف خلفها لإفادة الناس.
جميل.. وتطوّرت الفكرة
كانت الفكرة عبر الـ سوشال ميديا لا التلفزيون الذي لم يكن في حساباتي.. بدأنا لـ 10 دقائق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا Show أو لا فقرات شو ولا فقرات، بل نوعاً من الـ BIO (سيرة ذاتية) عن الباحث وأعماله وأبحاثه وفقرة إضافية 5/5..

وكيف كان الوصول إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشيونال؟

كان لإحدى الزميلات فريق الإعداد، اتصال مع الـ LBCI وعند بثّ الحلقة الأولى على السوشال ميديا في الجامعة، أرسلت المحتوى إلى التلفزيون ما لفت نظر الشيخ بيار الضاهر، الذي لاحظ أنه شيء جديد بنكهة مختلفة عن المعتاد.. طُلِبَ منا التعاون في عرضه على شاشة الـ LBCI لـ 10 دقائق قبل نشرة الأخبار الليلية (11.30). وبعد 13 حلقة سألتني إدارة البرامج إذا كنت أريد إكماله أو تطويره فاقترحتُ أن يكون Show قائم بذاته، ومن جهتهم في  إذا كان Show فلا بدّ أن تكون فيه عناصر أكثر تنوعاً وجذباً، إذ أن تقبّل مادة بحثية علمية جافة، سيكون من الصعب متابعته عبر الشاشة على مدى ساعة ونصف، وافقتهم وفكّرت في كيفية تطوير الفكرة إلى عرض تلفزيوني متكامل.. ومن خلال دراستي في الداتا وكذلك علم النفس، بحثت في ما يمكن أن يؤثر بالجمهور لجذبه إلى مادة جافة أو محاضرة علمية، كتبت الـ Format وفي بالي عنصر الشباب الذي يجب أن يعود إلى التلفزيون، فكانت فقرة المباراة بين الشباب كنوع من الـ entertainment والحماسة والربح والأسئلة “المهضومة” والمعلومات العامة حول مضمون الحلقة، والمشاهد يتابع كل المحتوى ويتعرف ويستفيد ويتسلى.. كما أضفنا فقرة الـ public figure لإضفاء نسمة فنية لطيفة على البرنامج. وهكذا، وضعت كل العناصر، أعجبتهم على الورق لكن العبرة بالتنفيذ.. كانت نتيجة الحلقة الأولى “حلوة كتير”،وقرّرت الـ LBCI اطلاق البرنامج كـ Show قائم بذاته. وانتقل توقيته إلى العاشرة والربع في الموسم الماضي. 

وصار اليوم في Prime Time..

طبعاً كان يجب أن نعمل على تطويره أيضاً وأيضاً ليصبح موعده Prime Time مع البرامج القوية وكان المطلوب عناصر معينة، أدخلنا عنصر الكوميدي وتعاوننا مع الممثلَين رامي حمدان وأريج الحاج في فقرة أحبها الناس. كما طوّرنا الفقرة الفنية وحضور النجوم فيها.. فأصبح الفنان يجيب على أسئلة لها علاقة بموضوع الحلقة مع مقاربة شخصية منه، نجحت الفقرة وصار الفنانون يتجاوبون بلا تردّد..

على أي أساس تختارون مواضيع الحلقة؟

نأخذ بعين الاعتبار المواضيع التي تهم الباحثين وما يريدون الحديث عنه وما يهم شريحة كبيرة من الناس، كما يرتبط الاختيار أحيامناً بجهوزية الضيوف لجهة مواعيدهم أو أسفارهم. في المواضيع نحاول التنويع بين العناوين الطبية والغذائية والصحية مثل: الألزهايمر والتنمّر والأمن الغذائي وجراحات التجميل وغيرها. و”رايحين على مواضيع Tabou”.. لكن بطريقة علمية وليس لمجرد استقطاب المشاهدين، مواضيع الجنس أو الميول الجنسية..

ما الصعوبات التي واجهتكم في الحلقات الاولى؟

“إذا بتخافي من الفشل ما بتعملي شي”. هذا العامل يجب أخذه بعين الاعتبار.. في الواقع كان أصعب التحديات كان “انو كيف بدك تقلّعي ببرنامج علمي على محطة تلفزيونية”..

محطة بمستوى الـ LBCI..

صحيح وهي محطة Class A.. وكيف سيتقبّله الناس..

قلبهم قوي.. ويملكون حسّ المغامرة.. 

نعم.. وأنا لا أعتقد أن الشيخ بيار الضاهر يوافق على ما ليس له تأثير في المجتمع.. التحدي كان في برنامج علمي ولكن سلس ويكون متل النسمة كما وصفه الكثير من المشاهدين، وتحدٍ إضافي كيف يكون ظهور الفنان؟

ألا يتقاضون مقابل حضورهم معك؟

لا..

صراحة.. برنامج بمستوى The Researcherيضيف إلى هؤلاء الفنانين وليس العكس.. 

معنا هم يشاركون مع باحثين وأهل علم ومعرفة.. 

كم يحتاج الجمهور لهذا النوع من البرامج؟ وتحت شعار “الجمهور عايز كده” تنزل بالبرامج نحو الإسفاف..

علينا أن نبدأ من ثابتة تقول إن “الجمهور عايز كده ونص” من برامج هادفة.. التعليقات عبر السوشال ميديا كانت رائعة وأعطت البرنامج حقه: “برنامج عائلي دون خدش لأي قيم”، المشاهدون يتشاركون في الأسئلة في سهرتهم المنزلية.. هناك أمهات يقابلنني في الشارع ويخبرنني كيف تتبارى العائلة للاجابة على اسئلة البرنامج هذا يفرحني كثيراً، أعتقد أنني فتحت الطريق لهذا النوع من البرامج، وهنا دور المحطات التلفزيونية كي تنوّع في برامجها بهذا الاتجاه. ينوّعوا.. على فكرة أحياناً ينتقد البعض محتوى برامج ترفيهية معينة على الـ LBCI إلا أنه لا يمكن إنكار التوازن الذي تقيمه هذه المحطة الرائدة في برامجها. 

هل من موسم ثالث للبرنامج؟

عملياً هذا هو الموسم الثالث، إذا احتسبنا ما عرض على السوشال ميديا.. بالمبدأ مستمر وطموحنا التوسع إلى  محطة عربية فالدول العربية تختزن طاقات مميزة، وإذا كانت لي فرصة في محطة كالـ MBC وبالتعاون طبعاً مع الـ LBCI وهي الأساس.. أعدّ لفكرة برنامج جديد، “حلوة كتير” وبعيدة عن الإسفاف سوف أعلن عنها في الوقت المناسب. 

ماذا تقول لفريق عملك الرائع فرداً فرداً؟ جهوده واضحة خلف الكواليس.. 

أؤمن بالعمل كفريق متكامل، لكل دوره، ودائماً أردّد أمامهم أن البرنامج يخصّنا جميعاً، وكل فردٍ منا مسؤول عن النجاح والفشل، أشكر جهودهم جميعاً وتحمّلَهم لي خصوصاً أنني صعب أحياناً حرصاً مني على أن يكون العمل كاملاً. 

هل تعتقد أنك تملك الكاريزما التلفزيونية أم لا؟ 

لا أحتاج للحكم على نفسي، الحكم للناس يتقبّلون ويقيّمون.. ثم حسب تعريف الكاريزما، هل هي سرعة البديهة وإدارة الحوار بطريقة جدية واحترافية..

لا تلك ليست الكاريزما.. بل احترافية

اعتقد أنها موجودة وإلاّ لما كانت LBCI أو إدارة البرامج أعطتني الفرصة.. ما أراه من العالم هو القبول، ثم أنني لا أقلّد أو أتقمّص شخصية أحداً ولا أتصنع..

أنت لا تقدّم نفسك كـ “ستار” بل كشخصية أكاديمية علمية في الإعلام..

كل شخص “ستار” بموقعه.. اعتقد أن الحكم لكم وللجمهور وأشعر أنهم بتشجيعهم لي، يعطونني دفعة للأمام.. 

لا أعرف اذا تعوّدنا على نوع من النجومية المشوّهة التي “انغشينا” بها.. كل التوفيق لكم.. 

الصور من صفحة د. عماد بو حمد على فايسبوك

 

 

التعليقات