بالطبع هي أسئلة مشروعة، يحقّ لكل مشاهد- بإرادته أو رغماً عنه- طرحها، ليس فقط على نفسه من باب الشكوى والتذمّر من واقع حال غريب، بل كذلك يطرحها على “أسياد وسيدات وآنسات المرحلة الإعلامية (ودوماً نقول الـ بين/ بين)”.
..حنان
والمرحلة الإعلامية الراهنة، موضة راجت كغيرها من “الموضات” التي ما إن يبرز نموذج منها- عندنا- حتى يروج ويتحوّل إلى ظاهرة بائخة التقليد.. والحجة الخبيثة المقيتة هي: تحقيق الرايتنغ، لدواعٍ إعلانية/ تجارية (مصاري- مصاري)، فيزداد الأصل تشوّهاً.. هو المشوّه أصلاً، وتنتشر قباحة النيّة: وإنما الأعمال بالنيات.. صدق من قالها.
وقبل الإشارة إلى بعض الملاحظات الفاقعة في إعلامنا العجيج.. أقصد العزيز، ثمة ظاهرة لا بد من دراستها من قبل مختصين في علوم النفس والاجتماع، ألا وهي ظاهرة المواطنين- المنفوضين والمنتفضين معاً، الذين يتحوكمون بالقرب، حول، خلف المراسلة أو المراسل ثم يمتشقون هواتفهم النقالة ويتصلون بأحد الأصحاب، الأهل، الأحبة، الأعزّاء ثم يبتسمون حين يؤكدون له أن “شافوه على التلفزيون”!!
هذا الصبي المعترض الثائر الممتعض المتحرّك نموذجاً:
أي سرّ لهذا الشغف بالطلة التلفزيونية.. ما سرّه؟
من قال إن ما نتابعه مرغمين.. يعجبنا؟ ولهذا نطلق الأسئلة المشروعة:
لماذا لا يتمّ فحص “ملافظ” بعض المراسلين والمراسلات عند تقدّمهم إلى الوظيفة الأحب؟
مثال: أن يلفظ أحد المراسلين: مشا الخير جُملائي ومشاهدينا.. هاجِهِ الرشالة من قلب الحدش.. إنهم يشحلون المتجاهرين!!
من قال إن اللفظ غير السليم ومخارج الحروف والخنخنة مقبولة حتى وإن فرضت رغم آذان من يستمع؟ حتى وإن كانت الفوضى تعمّ..
من قال إنه “مش وقتو هالحكي”؟ متى وقته إذن؟
من قال إن الخطأ مقبول؟
وأيضاً.. لماذا تتحفنا كل فقرة ابتدائية لبرنامح “سياسي” بمقدمة لا تنتهي، ألسنا بحاجة إلى أخبار صادقة أكثر وتحليلات إنشائية متخيّلة أقل؟
وأيضاً..
لماذا تبدو بعض مراسلاتنا كعارضات الأزياء؟ إحدى المراسلات ظهرت مرة بالفرو الأبيض وهي “تراسل” من ساحة الرينغ!! الرينغ يا حلوة؟ وفرو في عزّ الفورة؟
الأناقة والترتيب مطلوبان من دون شك.. لكن المبالغة في الاهتمام بالشياكة ألا تلفت النظر نحو تقييم سلبي للشكل على حساب المضمون؟
من يومين أطلت مراسلة أخرى بكامل شياكتها وهي بثوب يشبه الكيمونو (زيّ ياباني) يصلح لسهرة لا لرسالة مباشرة من بيت مسؤول ويسأل المشاهدون الغاضبون: شو سهرة أو تغطية خبر؟!!
ثمة مراسلة لا تنزل الى الساحات لـ تراسل، إلا full make up مع حمرة ساطعة- مثل غضب المتظاهرات والمتظاهرين، “مشكشكة” بالسلاسل الذهبية والأساور والخواتم!!
هل مقبول أن “تتشكشك” بها في عزّ الأزمة الاقتصادية.. وأمامها وحولها ويتحلق خلفها الـ “فقّرونا.. جوّعونا.. نتفونا”!!
ثمة مذيعة فظيعة، تهتمّ بألوان أظافرها، وتنشغل بخصلات شعرها الطويل- فوق الحدّ المسموح في البرامج الحوارية السياسية، أكثر من اهتمامها بملفها.. وتتغاوى بمكياجها أكثر من همّ محاورة ضيفها.. هي تكتفي بـ إم.. إم.. إم.. خلال الطلة.. وآخر إنجازاتها أن استغربت معلومة ضيفها معالي الوزير السابق للداخلية مروان شربل بـ: oups!
الصورة الافتتاحية عن الواتساب والباقي عن التلفزيون
وللحديث تتمة..