أطول درب جلجلة بالتاريخ.. جلجلة الأرمن!

(اللوحة أعلاه تصميم المخرج Garabet Tahmajan)

2 نيسان 1915 درب الصليب لدى المسيحيين يللي بيتبعوا التقويم الغربي..

9 نيسان 1915 الجمعة العظيمة عند المسيحيين يللي بيتبعوا التقويم الشرقي..

24 نيسان 1915 درب جلجلة الشعب الأرمني يللي امتدت من أرضن الأرمنية المحتلة اليوم، الى كل أصقاع الأرض.. لتكون أطول درب جلجلة بالتاريخ من حيث المسافة والوقت..

رحلة عذاب الشعب الأرمني انعكاس لمسيرة يسوع المسيح من بستان الزيتون الى مقر الحاكم بيلاطس مروراً بطريق الجلجلة وصولاً الى الصلب والموت والقيامة..

السؤال بل الأسئلة:

  • هل كان على مائدة العشاء السري للمفكّرين الارمن يهوذا، سلم إخوته لأجل القليل من الفضة؟
  • في بستان صلاة الشعب الأرمني، هل نام التلاميذ وبقي المعلم ساهراً لحاله لمواجهة مصيره؟
  • مين سلّم الشعب الأرمني؟ دولة “اسخريوطية”، او عالم يمثل الشرير؟
  • كم بطرس انكر معرفته بالشعب الأرمني؟
  • كم سفير ودولة غسلت ايديها من دم هذا الشعب الصدّيق على طريقة بيلاطس البنطي؟
  • وقت اليهود طلبوا صلب يسوع أعلنوا انو دم يسوع على أبناءن واحفادن، وطبعا يللي صلب الارمن رح يكون دم هالشعب على كل أجياله من الابادة لكل الازمنة..
  • مين هني يللي طلبوا صلب الشعب الأرمني ولأيّ أهداف؟
  • كم جلدة تلقى الرجال والنساء والشيوخ والأطفال الأرمن بقوافل التهجير؟
  • مين اقترع على ملابس وحقوق الارمن؟

وكتار ساعدوا الأرمن بحملوا صليبن في غربة المأساة مثل سمعان القوريني..

ومش قلال يللي بصقوا وتنمروا على عائلات تم تجريدها من حقوقها، ونكلوا فيها بكل فنون الإرهاب وشردوها بظروف وحشية ودفنوها برمال الصحارى..

وقت رفعوا الشعب يللي حامل إرث الإيمان والحضارات على صليب العار الإنساني الى جانب لصوص الفساد والجريمة، سخروا منه بوعود لا زالت مستمرة..

وقت اكتملت أدوات الابادة، كانت لحظة بتشبه وضع اكليل الشوك على هامة ملك الملوك.. وما بتقل قساوة عن مشهد تسمير يسوع على الصليب، ومنها بعيدة عن طعنة الحربة بقلب المصلوب وطعمتها مثل طعمة الخل والمر يللي سقيوه ليسوع..

هالتوصيف مش من باب تقليل من أهمية عذابات واوجاع يسوع، لكن يللي بيرجع الى المدونات التاريخية عن فنون الاجرام يللي استعملت بحق الشعب الارمني، رح يتفهم المقارنة الواقعية..

يسوع المسيح،  عُلق على الخشبة ومات عليها وأُنزل عن الصليب، قبر وقام في اليوم الثالث، وحسب تعاليم الكتاب المقدس، اكيد كل شهيد وضحية مظلومة من الشعب الأرمني تقدس وسكن ملكوت الرحمة..  ويللي تشتت قدر يقوم من تحت رماد النكبة ليبني الإنسان والعيلة والكنيسة والمدرسة والمسرح والمستوصف والمصنع و…

وبعد 1989 سنة على صلب المسيح، الفاعل بيتباهى، وبيعتبر انو خلص شعبه وقت حكم على يسوع بالصلب، وبعد 107 سنين على الابادة، وريث السلطنة العثمانية “السلطان” اردوغان بيقلب الحقائق لدرجة رح يصير التركي ضحية والارمني الجلاد!!

وبقي الشعب الأرمني رمز للوحدة  والتضامن والنضال والمقاومة، لأجل تثبيت حقه بانتزاع الاعتراف بالابادة والاعتذار واسترجاع الحقوق..

أما اليوم، فبلشنا نسمع انو الاصطفافات الدولية، وكذبة “بدنا نعيش لبكرا مش نبقى بالماضي” ووهم “السلام المنقوص” بلشت تعطي اشارات الانشقاق ونشر بدع جديدة غريبة عن المجتمع الأرمني، وصارت هالبيئة المطعونة مخروقة بشوية دولارات خضرا ووعود بالمناصب.. ما رح نوسخ ذكرى 24 نيسان بتفاصيل هالخروقات.. لأن عنا كامل الثقة بالوعي عند كافة الأجيال الأرمنية، وثقة انو القضية مش مُناسبة وبتقطع.. القضية سلوك وعمل وسهر وتعب وتضحية ووجدان وضمير ووفاء لكل نقطة دم سقطت وروح ارتفعت..

 اما بخصوص يللي عم بيغتني بالانفتاح والحرية منقول: الانفتاح ما بيعني الانتفاخ لدرجة تنقلب على اهلك وبيئتك.. والحرية ما بتعني تبيع وتشتري بالتاريخ.. الحرية يعني تحافظ على كرامة القضية.

التعليقات