وجهت الإعلامية اللبنانية هلا حداد رسالة إنسانية إلى الشعب الأميركي، بكافة أطيافه، المنضوي- بإرادته واختياره الانتخابي تحت لواء الإدارة الأميركية، إدارة الرئيس دونالد ترامب التي لا ترحم، أو رغماً عنه بقوة اللوبيات المسيطرة والانشغال بهمّ تحصيل الدولار ودفع الضرائب وتأمين قوت اليوم..
الرسالة تحمل إلى البعد الإنساني العام، أبعاداً سياسية، اقتصادية، اجتماعية، صحية، وحتى عقائدية..
الصورة من تصميم المخرج الصديق Garabet Tahmajian
***
وهنا نصّ الرسالة بقلم الإعلامية اللبنانية هلا حداد:
***
رسالة إنسانية إلى الشعب الأميركي..
حضرة السيدات والسادة، الشعب الأميركي،،
تحية إنسانية وبعد..
أكنتَ مؤمناً أو ملحداً، جمهورياً أم ديموقراطياً، أو مع أي توجّه حزبي.. مهما كان لون بشرتك، اختصاصك، جنسك أو عمرك..
حان الوقت للعودة إلى إنسانيتك، والانتفاضة على قرارات همجية لإدارة بلدك العظيم، الحاكم والمتحكّم بكافة ثروات وخيرات وأنظمة وشعوب الكرة الأرضية.
هل من تفسير لدى الشعب الأميركي؟ لماذا فضح وباء كورونا، هشاشةَ التطور العلمي والتفوق الاقتصادي وقوة السلطة وسيف الدولار؟!
كل تلك الأسلحة سقطت، أمام فيروس لا يُرى بالعين المجردة، ولا يقف عند حدود دولة دون الأخرى، بسبب نظام العولمة، ولا يميّز بين جنسية وأخرى.
لا أدّعي امتلاكي الجواب، ولأنني مؤمنة، أرفض مقولة غضب الله، لأن الله لا يغضب شرّاً، لكنني- وبمعادلة واقعية- أصدق مقولة تزرع خيراً تحصد خيراً، تزرع شراً تحصد شراً..
وهنا، أستعرض بعضاً مما زرعت الدولة الأميركية “العميقة”، وما عليكم إلا تصنيف الأفعال، في خانة الشرّ أم الخير؟
- عَظَمة الولايات المتحدة الأميركية تنامت على دماء السكان الأصليين من الهنود الحمر…
- قوة دولتكم قامت على أنقاض استعمال السلاح النووي، المبيد للبشرية في اليابان…
- التسلّط الأميركي ذهب نحو حدود إنشاء واحتضان واستعمال منظمات ارهابية مثل القاعدة وداعش و”إسرائيل”…
- تتحكّم أميركا بالاقتصاد العالمي، بفعل سطوة العملة الخضراء، أي الدولار …
- تستغل أميركا كل ثروات العالم مقابل حماية أنظمة مطيعة لها…
- تتشدّق بلاد العم سام بحقوق الإنسان، للتدخّل بشؤون كل دول العالم، إذا اعترضت أو تمرّدت على تدخلها…
- إنّ اللائحة اللا أخلاقية التي تستعملها أميركا لقتل شعوب العالم، من خلال صناعات مضرة بالصحة، على صعيد الغذاء، والدواء، والتدخين.. تطول، أما احتراف القتل المباشر، من خلال صناعات الأسلحة وافتعال الحروب بفضل سياسية التحريض والتخويف، فهذا لا يحتاج إلى دليل.. إذ يكفي مجرد الكشف على خارطة النزاعات في العالم، لتجدَ دوراً لها…
عُذراً أيها الشعب الأميركي المضلَّل، لم ولن أسمح لنفسي بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلدكم الحرّ، الديمقراطي، المتطور، المزدهر، لكنني أتمنّى عليكم إنقاذ الكرة الأرضية من شرور إدارتكم: تغيير سلوك الشرّ!
هل يُعقل أن يرزح العالم تحت نير فيروس كورونا، وإدارتكم لا تزال توزّع العقوبات يميناً ويساراً…
إن البشريةَ تتالم وتموت بفعل فيروس كوفيد 19، وإدارة ترامب تبحث عن تسجيل نقاط في السياسيات الدولية وتسعى إلى استغلال اقتصادي على خلفية علاج أو لقاح…
أنا على يقين أن الشعب الاميركي لا يعرف قراءة لغة الضاد، وقد تضيع وهذه الرسالة على طريق ضجيج هموم العالم…
إلا أنني متأكدة رغم ذلك، من أنه، وفي كل زواية من الكرة الأرضية، ثمة أبرارٌ وصالحون، سيغيّرون مجرى تاريخ المصالح…
إخوتي الأميركيين، لا يهم إذا كان فيروس كورونا مصنعاً أو طبيعياً،
لا يهمّ إذا كان انتشاره مفتعلاً أم غير مفتعل،
لا يهم من سيسبق الآخر في اختراع العلاج واللقاح، المهم هو من هم ضحايا هذا الفيروس!!
والأهم لا تَدَعوا الأرض تحتجّ أكثر على شرور إدارتكم، فالمصائب لا تقف على حدود دولتكم العظيمة، كلنا اليوم في المركب ذاته…
وفي الختام، دمتم سالمين، رغم شكّي أن ندوم سالمين، بفضل دولتكم ودولاركم ودعايتكم ودوائكم.