الأستاذ الخبير عصام عازوري عن خطاب الكراهية في الإعلام

(الصورة الرائعة أعلاه بعين وعدسة وإبداع زاوية التصوير للمصور اللبناني العالمي الأستاذ أنور عمرو)

كتبت حنان فضل الله

“#هذا_البلد_لن_يسقط.. ما بالكم خائفين يا قليلي الايمان؟

عبرة من تاريخنا المعاصر تبعث فينا الامل.

اتمنى عرض هذه القصة الحقيقية، وغيرها، في كليات الاعلام وفي معاهد الادارة العامة لتترسخ الفكرة لدى الجميع.

ليتنا نبتعد عن خطاب التيئيس ونشرات الاخبار التي تقطر سمّا، وليت الزملاء والزميلات يقومون بواجبهم الوطني في الحد من خطاب الكراهية، كل في موقعه.

هذا الوطن امانة، وانقاذه ما زال ممكنا.”

بهذا النص النبيل توجّه الأستاذ عصام عازوري إلى ثلة من الإعلاميات والإعلاميين برسالة تحث ما تبقى من ضمير إعلامي لدى البعض.. وما تبقى من شرف مهنة أيضاً، ضمنها فيديو  لـ بيتر خوري من “وينن”..

فيديو معبّر من 3دقائق و 13 ثانية..

يحكي فيه المربّي والشاعر باخوس عسّاف درساً في أخلاق وظيفية وأمانة مهنية ويُشهِد التاريخ بحجاره، على نزاهة في عمر وطن..

 

 

 

وبمناسبة النص النبيل الذي أشار إليّ الأستاذ عازوري به مشكوراً بالطبع، أسئلة عديدة وجهتها إلى الأستاذ الكبير عصام عازوري، من موقعه المراقب، الإعلامي، الأكاديمي والاجتماعي والأهم من هذا وذاك على ما أعتقد موقعه الإيماني الذي يراهن على حسّ الخير والغد الأفضل.. أسئل حول الرسالة التي وجهها والواقع الأمرّ وآمال “بكرا”:

ألهذه الدرجة ترى خطاب الكراهية واضحاً في إعلامنا؟

أكيد.. كل السجالات خلال الأشهر الماضية اعتمدت خطاب الكراهية، خطاب الأعداء الذين لم يعد يهمهم أن يحفظوا خط الرجعة..

لا أعرف إذا كان سؤالي سيبدو لك تقليدياً، لكن ما هو تقييمك للواقع الإعلامي اليوم وبصراحة؟

مع الاسف، الواقع الاعلامي يثبت مرة اخرى انه يفتقد الى الحد الادنى المطلوب من الواجب الوطني والابتعاد عن خطاب التيئيس، رغم كل ما حولنا. لا اعرف ماذا يفيد الاعلاميين والاعلاميات عندما “يتسمسمون” على الشاشة ويرفعون ضغط المشاهدين؟

والحل؟

الحل هو في العودة الى ميثاق الشرف الاعلامي، وربما من خلال مجلس حكماء من كبار الاعلاميين والاعلاميات، ومدراء كليات الاعلام، لوضع شرعة الاعلام اللبناني في خدمة المواطن اللبناني..

جملتك التأكيدية الدائمة “هذا البلد لن يسقط” على ماذا بنيتها؟ على الجهد الفردي لكل شخص خصوصاً وكأننا بتنا أفراداً ضمن مجموعات وليس مجموعة متكاتفة عندها هدف واحد؟ وأكيد للأسف..

“هذا البلد لن يسقط” اطلقتها قبل كل الثورات، وتحديداً في ايلول 2020 . لبنان المذكور في الكتاب المقدس 71 مرة، عرف عواصف غير مسبوقة على مر التاريخ، لو اصابت اي بلد آخر لانمحى عن وجه الارض. انا اؤمن بالانسان اللبناني الذي رفع اسم لبنان، كفرد، في كل العالم، وادرك ان للبنان طاقات بشرية قادرة على انتشاله من فم التنين متى اتيحت لها الفرصة .. واستخدم شخصياً منذ عقود عبارة للمفكر اللبناني سعيد عقل، بأننا “معلمو معلمي العالم”. يكفي ان ننظر الى ما حدث خلال اليومين الماضيين، بعيداً عن لعبة الدولار ومسبباتها، لنرى ان ما يبدو مستحيلاً يمكن ان يتغير برمشة عين: بصيص امل واحد، اكسب الليرة ٥٠٠٠ ليرة في ساعات، وهذا دليل على ان لبنان قادر على الخروج من ازمته ببعض الامل مع رشة ارادة طيبة وعصرة ايمان.

كم باعتقادك نحن بلد بحاجة لـ “نفض” منظومته التربوية؟ في البيت والمدرسة والجامعة وطبعاً لن نحصد نتائجه قبل سنوات؟

يجب اعادة التأكيد على منظومة القيم، القادرة وحدها على اعادة لبنان الى مكانته المرموقة بين الدول. ان منظومة القيم التي ميزت لبنان ضاعت خلال الحرب، او بالاحرى تم استهدافها مباشرة للقضاء على كل امل بالنهوض والعيش الواحد والازدهار، لكننا اثبتنا، ربما بفضل الحنين الذي سمعناه من آبائنا وامهاتنا واجدادنا، ان لبنان بلد يستحق الحياة وقابل للحياة.

تعليقاً على اقتباسك عبارة الراحل الكبير سعيد عقل، اسمح لي.. معلمو معلّمي العالم بماذا؟ التجار الذين سنهبون الناس؟ السياسيون وكارتيلاتهم ولا أحد قادر عليهم؟ لعل المفكر سعيد عقل قصد بعض النخبة وليس “أننا” بالجملة..

سعيد عقل قصد حينها في كتابه “لبنان ان حكى”، اولئك الذين خرجوا من لبنان الى العالم، ليساهموا في بناء الحضارة الانسانية، وصدقيني هناك آلاف اللبنانيين في الخارج الذين يقدمون اسهامات مشرفة في كل المجالات. ولا انسى اليوم مثلا ان اوجه التحية الى الافراد اللبنانيين الذين يشاركون في الالعاب الاولمبية في طوكيو، على الرغم من كل شيء.. ولنتذكر ان كل ما يطلبه لبنان منا، ان نحبه قليلاً (نزار قباني)، ولو كان لنا ايمان على قدر حبة الخردل لقلنا لهذا الجبل ان يرتفع من مكانه ويسقط في البحر، ولكان ذلك حدث فعلاً.

شكراً لنبل أهدافك و”الله يكتر من أمثالك بهالزمن الصعب”..

“مش ممكن نخلي اليأس و”الميأسجيي” ينتصروا”..

بالتأكيد رغم كل الاحباط المحيط فينا

وهو “تحبيط مقصود”.. ليختم الأستاذ عازوري المحادثة بصورة للفريق اللبناني في أولمبياد طوكيو (23 تموز- 8 آب)

التعليقات