الأستاذ عصام عازوري: في اختبار الميلاد.. النِّذرُ عليّ وقد غابت عني أشياءُ، شهداء بيت لحم مثلاً

كتبت: حنان فضل الله

لا يتعبه زمن الميلاد ولا يُربكه.. قد يشهد فيه “ضغط” الوقت.. قد يعرف أنواع الجهد.. لكن كمّ الفرح الذي يعده به العيد، يعوّض.. كيف إذا أضفنا اليه محبة الناس، وفضولهم الذي يتنامى عاماً بعد عام، وازدياد أعداد المشاركين في عرض مغاراتهم الجميلة الغريبة والفريدة.. وزيارتها والتبرّك من صاحب العيد وعائلته الأقدس.. 

على حبّ السيّد المسيح، وزمن ميلاده، وكما النذر.. بات الموعدُ السنوي مع المستشار الأستاذ عصام عازوري، رئيس الجمعية الدولية للروح الميلادية الذي أبادره بالسؤال عن التحضيرات لليلة الكبرى، مولد المحلّص، بعد تقديم واجب المباركة بالأيام المجيدة: 

زمن ميلادي مبارك على الجميع، رغم كل الحزن والوجع والجوع والمعاناة. أنا شخصياً أستعد لليلة الميلاد طوال السنة، لأنني أعيش في انتظار مجيء المخلص مثل كل البشرية. ضمن استعدادتي، أحاول أن أزرع الروح الميلادية من حولي وتشجيع الآخرين على ذلك.

عاماً بعد عام، ماذا تعلّمك تجربة تجربة المعرض الميلادي؟ هي تجربة؟ أو بِمَ أوصّفها، صحّح لي إذا أخطأت..

 اختبار عيش عيد الميلاد أجمل اختبار في العالم، وكلّما تعمّقت فيه، سنة بعد سنة، اعترف أنني “حفظت شيئاً وغابت عني أشياء”. على سبيل المثال، إنها السنة الأولى التي أتذكر فيها الأطفال الأبرياء شهداء بيت لحم، الذين أمر هيرودس المجرم بقتلهم، في محاولة يائسة للشر للقضاء على الخير. كلما غصت أكثر في الروح الميلادية، كلما اكتشفت مدى حاجتي الى معرفة المزيد.

كم عدد المغارات الميلادية المشارِكة وكيف إقبال الناس عليها؟

 رغم كل شيء، والظروف التي تدفعنا إلى إعادة النظر في أولوياتنا، وصل عدد المغارات الميلادية هذه السنة الى أكثر من 185 مغارة. وأعترف أن رعية كنيسة السيدة في سن الفيل هي من أكثر الرعايا غنىً وتنوعاً، ولقد وجدت اهتماماً غير مسبوق بمعرضي الميلادي المجاني، وخصوصا البرميل البابوي من أسيزي والذخيرة المباركة من كنيسة المهد في بيت لحم.

ما الجديد هذه السنة؟

 جديدنا، ثلاث أيقونات لتكريم الأطفال شهداء بيت لحم، بالإضافة إلى تقديم المعرض بنسخته الإلكترونية في عدد من الكاتدرائيات والكنائس، في لبنان والخارج، ودور المسنين والمدارس والسجون.. باختصار نحاول، على قدر الإمكان، نشرَ الروح الميلادبة وفرح العيد من حولنا.

كأن إقامتك للمعرض سنوياً “نذر”.. لنسترجع معاً ولادة الفكرة

 إنه نذرٌ فعليّ التزمت به مع زوجتي إميلي الأسمر عندما طلبنا من قداسة البابا فرنسيس البرميل الميلادي من أسيزي، حيث تعهدنا إقامة المعارض الميلادية المجانية ما حيينا.. وهو ما التزمنا به منذ عام 2017 حتى أننا ابتكرنا نسخة الكترونية في عام 2020 عندما اقفلت كورونا الكنائس وصالات العرض.. وأتمنى أن نظلّ أمناء على هذا الوعد.

هل من صعوبات تواجهها في الاستمرار بالمعرض؟ كيف تصمد؟

 الاستمرار في إقامة المعرض سنة بعد سنة، يتطلب الكثير من الجرأة والإيمان. أنا ابن هذه البيئة وأعاني مثل الآخرين، وأسمع الكثير من اللوم حول عدم جدوى إقامة هذه المعارض، بينما الناس اهتماماتهم في مكان آخر. أعرف أنه لا يمكنني حلّ المشاكل الأخرى وليتني كنت أستطيع ذلك، لكنني أضيء فعلاً شعلة أمل في مواجهة ظلمة التيئيس، أنا صاحب وسم “#هذا_البلد_لن_يسقط… ما بالكم خائفين يا قليلي الايمان.” صمودي مردّه إلى محبة الناس وصلواتهم، وهذا هو سرّ الصمود والاستمرار، بالإضافة إلى الدعم اللامحدود من زوجتي إميلي، وكل الذين يؤمنون بما نقوم به في الجمعية الدولية للروح الميلادية.

على مدار السنة تحضّر للميلاد برمزيتة العظيمة.. وهو يأخد وقتاً وجهداً وتعباً لذيذاً.. “شو بيرجعلك”؟

 أحاول أن أعيش الميلاد طوال السنة، ولا يمكنني أن أحصي ثمار الخيرات التي أجنيها من تنظيم هذه المعارض المجانية، وكل ما يرافقها. أشعر بمسؤولية كبيرة للاستمرار، وأفرح بكل العلامات التي تصلني تباعاً، وآخرها كان الطلب إلينا أن نقيم معرضنا الميلادي في كنيسة البير الاثرية في سن الفيل، وهي واحدة من أولى الكنائس في بيروت التي تم تشييدها في عام 795. واسمحي لي أن أشكر كاهن الرعية الأب طوني الياس، والقيمين على الوقف الذين ائتمنوني على هذه الكنيسة حتى 7 كانون الثاني المقبل.

 

التعليقات