الإعلامي شادي معلوف بعد شهر إلا على التفجير، رؤوس أصابعه كتبت: وطني بيوجعني

كتبت: حنان فضل الله

في حروفه التي “نقرها” على الميسينجر أكثر من خيبة أمل.. هي خيبات..

أما المناسبة فكانت مرور شهر (غداً) “إلا يوم واحد وأقل”.. على كارثة المرفأ..

كنت جهّزت اسئلة مفتاحية له، وحضرت رؤوس أقلام، على أن تفتح إجاباته لي أسئلة جديدة.. 

تواصلت معه عبر الميسنجر، لزوم التباعد الاجتماعي الذي فرضته الكورونا البغيضة.. ولكنه اعتذر برقيّه المعهود، لأسباب أتفهمها من عمق قلبي..

على فكرة..

وأنا أعدّ هذه المقالة، أتابع بثاً مباشراً على التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يحكى عن محاولات لإنقاذ أحد الأشخاص وهو لا يزال على قيد التنفّس.. بعد أن بقي محشوراً تحت الأنقاض شهراً إلا يوم!!! مع قطع البث عن هذه التغطية لزوم نقل كميّات من العواطف الطائفية الدالقة من الشاشة قد يمحوها بلحظة.. هتافُ أزعر مأجور..

ما علينا..

لم أصرّ على الأستاذ معلوف، فكمّ الوجع على رؤوس أصابع نقرت على الأزرار، لامس قلبي.. ها أنا أتخيّل كيف يمكن لشادي معلوف ان يتفاعل مع خبر محاولات فريق تشيلي، كان رصد نبضاً بين الأنقاض عند الصباح.. هل هو غاضب، كم تأثر بالخبر، هل دمعت عيناه على قيمة الحياة البخسة لدى المسؤولين الـ لامسؤولين في بلد منهوب، مسروق مهمل سائب؟!! هل يسأل مثلي والساعة تجاوزت السادسة والنصف بقليل: إلى متى يستمر هذا النبض؟

هل يقول كما أقول: كم أصبح البشر مجرّد أرقام وأضرار جانبية في حروب وأطماع سلطة لن تدوم مهما “لهط” المتمسكون بها ولن يدوموا؟

هل يسأل مثلي: أيستحق إخفاء خزي فساد معظم أهل الحكم، المزمنين في غيّهم، كلَّ هذا الموت والتدمير والتخريب؟

لم أكن مسرورة طبعاً، من اعتذار شادي عن المقابلة.. فاللقاء مع شخصية إعلامية من تلك القماشة الفريدة، مكسب لأي صحفي، مهما تعتّق حبره. لكن الضغط على جرح لا يزال “ينزّ” مؤلم، والجرح لم يلتئم بعد..

طيب..

لو سألته عن قراءته للمشهد الإعلامي، الذي لم يغطِّ كمهمة أولى من مهماته الأصيلة.. بل اشتغل بالأسلوب الفضائحي الحاقد بل تشفّى.. بل زاد الطين بلة.. والفضيحة “جلاجل” ولم يجد الحلول.. بل ساهم في نشر الشر.. ماذا كان سيجيب؟ 

لو سألته كيف تقضي أيامك منذ “شهر إلا يوم”؟ هل سيقول لي إنه أمضاه وهو يتأمل ما تكسّر وما تهدّم؟ وهو يفكّر كيف التعويض؟

هل أصلح الشبابيك التي خلّعها التفجير؟

هل غبار النيترات انمحى من ذاكرة الجوّ؟

لو سألته.. ماذا علّمتك التجربة المرّة التي مرّ بها البلد.. وأبناؤه.. فرداً فرداً وجماعات.. ماذا كان ليجيب؟

لو سألته عن الأمل الباقي فيه؟ كيف سيردّ؟

موجوع شادي معلوف، الوطن بكامله يؤلمه..

منذ يوم جريمة المرفأ.. الأبشع والأفظع..

وبعد..

شادي معلوف، اسم بلمعان نجم، كاتب وواحد من الشخصيات الإعلامية البارزة في لبنان وحيث وصول إثير الإذاعة المتميّزة صوت كل لبنان..

وهو من ثلّة قليلة من أهل المهنة الأحب، هم حاجة إعلامية، لا يجب أن يغيبوا عن الحضور.. فحضورهم لزومٌ يلزم.. وسط القحط والاستهلاك ومجون الميديا الكريه..

الصور نقلاً عن صفحة شادي معلوف على الفايسبوك ومن موقع www.vdlnews.com التي رافقت مقاله لـ شادي معلوف حملت عنوان: 

يوم حاول اللامسؤولون في دولتي قتلي!

https://www.vdlnews.com/news/41909?fbclid=IwAR0KieA-p-3SstyQPg9BK8hC14zMZZ0VDpYs-TZcEmGhNY13aR1toVQ2dXw

التعليقات