الحرب النفسية الإعلامية والصحية.. تخدم كورونا..

(اللوحة أعلاه من تصميم المخرج الفنان Garabet Tahmajian)

تُشن الحروب النفسية بالسلم والحرب، وبيستخدم فيها العدو جميع أسلحته الفكرية والثقافية والإعلامية بدل الذخائر والأسلحة التقليدية وقتل المعنويات، وروح الصمود والمواجهة سبب أساسي لخسارة أي معركة..

وبزمن جائحة كورونا، مفروض تكون حربنا ضد الفيروس، فمنكتشف من الأداء الإعلامي والصحي والاستشفائي والسياسي والاقتصادي، انو الحرب النفسية بتخدم العدو “كورونا”، وبتقلل من معنويات اي شخص مُعرض للإصابة او مُصاب ومع الخسارة النفسية في خطر كبير لخسارة حرب الوجود..

استوقفني مضمون إعلان إذاعي ترويجي، الهدف منه تشجيع على الوقاية من الفيروس الخطير، وبما إنو الاذاعة المعنية ببثه عندها خبرة طويلة بالحرب النفسية ضد عدو الوطن، ما توفقت بإيصال الفكرة، لدرجة زرعت الرعب عند أي شخص منا مشروع مصاب أو أي مصاب حقيقي، مع مؤثرات صوتية لنفس عم يتقطع وصوت إعلاني حاسم إنو انو رح يبطل إلنا سرير بالمستشفيات وبيخلص الإعلان بجملة حاسمة “ع آخر نفس”، كأنو تأكيد الموت مصيرنا..

يا ريت الزملاء بيعرضوا هالإعلان الترويجي على خبراء بالصحة النفسية والجسدية ومعرفة كيفية تأثير زرع الرعب عند الأشخاص على جهاز المناعة، وشو تأثير مضمون هالإعلان على أي مصاب عنده عوارض على صحته وحياته؟

مع هالإعلان يللي نيته حسنة في تشجيعنا على الوقاية، لكن مضمونه سلبي على نفسية أي مستمع، بلشنا نراقب الحرب النفسية الإعلامية. على الناس بدل الحرب على الفيروس.. ورح نتوقف عند عدة نقاط:

** نسبة الوفاة من كورونا حسب وزارة الصحة اللبنانية 4.4 حالة على 100 ألف إصابة، بينما النسبة أعلى عند مرضى السرطان، لكن ما بتم الترويج لهالارقام..

** أطباء السرطان بيشتغلوا على إرادة الحياة وتعزيز الأمل عند المريض، بينما قبل الإصابة بفيروس كورونا في تعميم للمعاناة والموت بشكل عام..

** بيلعب الإعلام دور إيجابي لحالات الشفاء عند مرضى السرطان وتابعنا كثير من تجارب ناجحة، بينما بيستمر التهويل بشبح الموت لكل مصاب بكورونا وبالاخص التركيز على الأعمار الزغيرة..

** عادة ما بتم التركيز على سبب السرطان عند المرضى بالإعلام، رغم إنو أسباب التلوّث ونظام الحياة والاستعمالات الحديثة الها دور.. بينما في propaganda مركزة على مسؤولية الشخص أو ناقل العدوى بحالة الإصابة بفيروس الكوفيد، والتهويل إنو تسبّب الشخص بأغلاط عند الوقاية وبوسائل العلاج، كأن الهدف الأساسي زرع اليأس وإضعاف الجبهة النفسية لصالح العدو كورونا..

** التعاطي اللا إنساني واللا أخلاقي في أغلب مراكز علاجات كورونا، وبالأخص العزل والسلخ عن ناسه بتخلينا نسأل هل من باب الخوف من انتقال العدوى، أو بروتوكول عام مقصود؟

** حدث بلا حرج عن الشائعات يللي بتدور حول كيفية انتقال العدوى والعوارض وقصص الموت وانهيارات الأجهزة الطبية و..

** قمة القهر النفسي تعطيل الحياة العامة، ووضع الناس بحالة قلق على لقمة عيشن ورزقن، وتحويل المجتمعات بلا إنتاج مع عقم تربوي وتعليمي..

** التسبّب بانقسامات عامودية حول فعالية أو ضبابية اللقاحات، والإختلاف حول نوعية العلاجات، هالشي بشكك المريض بأهمية العلم وتطوّر الطب، وبالتالي بيستسلم لأن السلاح يللي مفروض يستعمله للدفاع عن حاله، صار خارج الخدمة..

** أي حرب نفسية هدفها تحطيم الروح المعنوية الدفاعية لجنود العدو… كورونا عدونا، مش الناس أعداء للإعلام والمنظمات الصحية المحلية والعالمية..

ليه ما بتكون الحرب النفسية ضد كورونا بهالطريقة:

انت قائد المعركة وسلاحك لتنتصر الكمامة والتباعد..

كورونا فيروس زغير قدام إرادتك الكبيرة..

الوقاية مهمة، وإذا حصلت العدوى مش نهاية العالم.. استفيد من خبرات ٩٨٪ من المصابين الناجيين يللي سبقوك..

ما تتوقف عند المعلومات المتضاربة عن كيفية نقل العدوى أو العلاجات، كل يوم عم نكتشف شي جديد من كواليس الجائحة، المهم تحمي حالك بالمعلومات يللي متفقين عليها..

حب حالك كرمال ما تاخد العدوى، وخاف على يللي بتحبّن لتحميهن..

 انتبهوا على حالكن لأن ما في شي بالحياة بيستحق نخسر صحتنا كرمالو..

بعتقد لو استعمل هالأسلوب بالإرشاد والتوعية، بدل التضخيم والتخويف، رح تكون المناعة النفسية والجسدية والاجتماعية أفضل، وبتمنى السياسيات الصحية والاعلامية تكون بريئة من جريمة التهويل، وإذا القصة عفوية تعيد النظر، وإذا الهدف لصالح العدو “كورونا”.. الله يستر..

ملاحظة في عدد من الاطباء حكيوا عن انهيار المناعة أمام الهلع، ولأني مش طبيبة ولا معالجة نفسية، اعتمدت بهالنص بس علوم الحرب النفسية.. نعم فيه علوم تدرس عن الحرب النفسية.

التعليقات