هو حديث الموسم وفيه قلق الناس وهاجس أحاديثهم، مَن غير الإعلام المسؤول، والإعلامي المحترم و”الشاطر” الذي يعيش همّ الناس إن عاشوا معاناة كتلك التي نعيشها؟
ضمن هذا الجوّ الإعلامي النظيف الذي يحتاج إليه البلد وأولاده.. أجمعين، طيّبين وخبثاء معاً، اختارت الإعلامية هلا حدّاد ضيفاً لتحاوره حول مواضيع السعة، بحنكة إنسانية وصحافية، حيث الأصبع على الجرح المستجدّ: الفيروس اللئيم كورونا.
عن تجربة الصين العظيمة مع فيروس كوفيد 19، الشهير بالكورونا المستجدّ، إذن، أدارت الإعلامية المتميّزة هلا حداد عبر إذاعة صوت فان حوارها مع السفير الصيني في لبنان وانغ كي جيان..
محاور المقابلة الهاتفية (لزوم التنبّه الصحي المطلوب والواعي) مع سعادته عن مالىء الدنيا وشاغل الناس،
لأهمية الحديث والأفكار التي كانت، تنقل حرف عربي+ مضمون اللقاء:
في بداية اللقاء مع سعادة السفير قدّمت الزميلة حداد الشكر والتقدير باسمها الشخصي واسم الشعب اللبناني على المبادرات الكريمة من الجهات الصينية التي بادرت الى دعم عيني لمكافحة الفيروس المستجدّ، فردّ التحية بأجمل منها متحدّثاً عن جهازي قياس درجات الحرارة اللذين قدمتهما السلطات الصينية إلى لبنان، حيث تمّ تثبيتهما في مطار بيروت الدولي، تعبيراً عن الصداقة ودعماً لمكافحة الكورونا، هذان الجهازان يلعبان دوراً مهماً في تحديد العوارض بين الركاب القادمين من الخارج، كما قال، وتحدّث أيضاً عن دفعة المستلزمات الطبية طاقم الـ PCR التي جرى تقديمها قبل أسبوعين، إضافة إلى دفعة جديدة سيتم تأمينها قريباً.
+ وفي عودة بالذاكرة القريبة إلى تاريخ اكتشاف الفيروس وكيفية ذلك، إضافة إلى انتشاره ثم حصاره، سألت حداد السفير وانغ كي جيان، فأجاب:
إن حالات إصابة بالـ “كورونا” رُصدت في مدينة ووهان في كانون الأول 2019، وقد ظهرت أعراض التهابٍ رئوي حاد لدى بعض المرضى دون معرفة الأسباب، مع تطوّر هذه الحالات وعند تشخيص الكورونا ومن ثم تحديد تسلسل الجينات لهذا الفيروس أسميناه كورونا المستجدّ وقد تبنت منظمة الصحة العالمية اتسمية كوفيد 19.
عن أميركا التي صنّعت القيروس والوفد العسكري الذي قيل إنه “نشر” الفيروس في الصين.. تحفّظ السفير في الإجابة:
هناك نظريات كثيرة ودراسات وافتراضات حول مصدر الفيروس، وقد أجمع الخبراء في الصين والعالم أكدوا أن مصدره الطبيعي هو الخفافيش وليس اصطناعياً، والأرجح أن الخفافيش تنتجه لكن طريقة الانتقال غير معروفة حتى الآن الدراسات لا تزال جارية عن مصدره الجغرافي أو الحيواني والبحث عن طريقة الانتقال والتحوّل.
عن الواقعية الرسمية الصينية ورفض فكرة المؤامرة، على الرغم من أنه ثمة من يبني عليها، وللسياسة منحى آخر.. أجاب:
السبب الرئيسي هو عدم معرفة الحقائق، الخبراء لم يتمكنوا من معرفة طريقة انتقال الفيروس إلى البشر، كثيرة هي الافتراضات، في السياسة عدم ربط الفيروسات بمنطقة معينة كي لا يقع التشويه، فالفيروسات عدو للبشرية كلها.
عن كون الكورونا متسبباً بمتلازمة الشرق الأوسط ورفض الصين لاتهامها بالتسبب بذلك، رد السفير وانغ كي جيان:
حسب منظمة الصحة العالمية لا رابط بين الفيروس ومنطقة ما، الاسم الرسمي تتبناه المنظمة العالمية ونرفض الاتهامات.
عن اتهام الولايات المتحدة الأميركية للصين بتصنيع الفيروس والردّ الصيني على هذا الاتهام، أجاب:
في الفترة الأخيرة صدرت الاتهامات والتصريحات من قبل بعض السياسيين والدول الغربية، وفي أميركا بالذات يقولون فيروس صيني أو فيروس ووهان أو أنه تسرّب أو صُنّع. هذه الاتهامات والتصريحات لا أساس لها من الصحة ونرفضها بشكل قاطع.
عن الإجراءات المشدّدة عند اكتشاف الوباء، ردّ سعادة السفير الصيني:
عند حدوث وباء ما، يجب انتهاج أسلوب تعامل يناسب وفقاً لظروف البلد هناك مناهج مختلفة، لقد تعلّمنا من تجربتنا أن أفضل وسيلة للتعامل مع وباء متل كوفيد 19 في حال عدم وجود دواء لقاح هي: التشخيص المبكر، الإبلاغ، العزل.. نحن اتخذنا اجراءات سريعة في العزل منعاً لانتشاره، خصوصاً وأننا بلد كثيف السكان 1400 مليون، لا يمكن السماح بتفشي هذا الوباء بشكل كبير، لذا اتخذنا اجراءات قاسية لاحتوائه في منطقة معينة حتى لا ينتقل الى مناطق أخرى. اثبتت التجربة ان هذا صحيح تمت محاصرة المرض في هوبي وعاصمتها ووهان.
لم تستسلموا- سألت الزميلة هلا حداد- تابعتم على صعيد الأبحاث، تسلسل الجينات، بناء مستشفيات، اجراءات وفي الوقت ذاته تتابعون الاختبارات العلمية، كيف تنقلون خبرتكم الى لبنان نقاط ضعف وقوة لدينا؟
لكل بلد ظروفه وخصوصيته، الصين بلد كبير ومقاطعات كثيرة، كل مقاطعة تتخذ إجراءات حسب كل منها، لقد جرت محاصرة ووهان وبالمقابل مساعدة كل المقاطعات الأخرى لها بكل طاقاتها. 217 فرقة طبية الى ووهان لتعزيز الطاقم الطبي لديها، قوامها 30 الف طبيب وممرض إضافة الى أكثر من 4 آلاف طبيب من الجيش الصيني لتعزيز القدرات الصحية في ووهان كل المقاطعات ارسلت تعزيزات وجرى حشد كل القوى الوطنية لدعم ووهان.
توصلتم الى حقائق جديدة حول الفيروس وانتقاله؟ هل معلومات حاسمة من خبراء صينيين وعالميين عن كيفية انتقاله؟
أساساً هو ينتقل بالرذاذ ومن التوصيات الاكيدة غسل اليدين جيداً والابتعاد مسافة معينة متر ونصف دون احتكاك.
هل من أرقام نهائية للإصابات وماذا عن خارطة الأرقام من الصين؟
قبل اسبوعين وصلت الذروة في الصين لغاية 81.000 إصابة كعدد تراكمي، العدد اليوم هو 50 إصابة عدد الوفيات التراكمية 3218، اليوم 14 حالة، لكن تسجّل زيادة كبيرة في عدد الشفاءات.
شفاء تلقائي أم معالجات بأدوية الانفلوانزا وماذا عن أسباب الوفاة؟
80% من الإصابات خفيفة بدون الحاجة الى استخدام التنفس الاصطناعي أو ICU هؤلاء المرضى يمكن ان يعالجوا عبر تقوية المناعة أو علاج المرض المزمن الذي يعاني منه كل مريض.
حتى الآن لا دواء للفيروس لكن هناك أدوية تساعد في تخفيف الأعراض وتقوية المناعة، هناك فائدة خاصة للطب الصيني وتقوية المناعة، وهناك فائدة خاصة للطب الصيني عندما يستخدم مع الغربي، تأتي النتائج أفضل. أي أن من عولجوا بالطب الصيني نسبة الشفاء كانت عندهم أكبر ومدته أقصر.
عن دقة الحديث عن شركات (وتحديداً لاروش الأميركية) أوجدت لقاحاً للفيروس قال السفير الصيني لراديو فان:
حسب ما قرأت هناك دواء للمصابين جرى ترشيحه من قبل شركة أميركية أثبت فعالية محدودة وكان يستخدم للـ ايبولا لذلك لم يدخل كلينيكياً مع الكوفيد 19 ولا يزال تحت التجربة وان كان جرى الحديث عن نتائج جيدة. وهناك أدوية أخرى قيد التجربة. أما اللقاح فالخبراء الصينيون وبعد أن أعلنوا التسلسل الجيني للفيروس، بدأت الشركات والمختبرات تتسابق لتطوير لقاح. ومن المفترض أن اللقاح سيدخل الى المرحلة التجريبية على الإنسان الشهر القادم والشركة صينية.
وعن الوفاة الغامضة لطبيب العيون الذي كان أول من حذّر من الفيروس قال السفير الصيني:
لقد تعرّف هذا الطبيب على الفيروس الجديد وتحدّث الى زملائه عنه، وهؤلاء أعلنوا الخبر عبر الانترنت. وقد جرى التحقيق معه من قبل الشرطة المحلية التي حذرته من عدم نشر الخبر وعاد الى عمله بشكل طبيعي ولكن كونه طبيب عيون وعلى تماس مباشر مع المرضى انتقل اليه الوباء من أحدهم وتطوّر المرض الى وضع حرج وتسبب بالوفاة.
الوباء صار عالمياً قدمت دول عديدة المساعدة للصين، التي بدورها بادرت الى تقديم المساعدة للعالم كله..
منذ البداية والحكومة الصينية تتعاون باستمرار مع منظمة الصحة العالمية ومع باقي الدول بشفافية، ونعلم من اللحظة الأولى عن التسلسل الجيني ونساعد في تطوير اللقاحات من قبل مؤسسات الأبحاث وقد تمت السيطرة على الوباء وتبادل الخبرات، وقدمنا هذه الوثائق الى منظمة الصحة العالمية وكذلك عندما حصلت نتائج جيدة في الصين. لقد مررنا بأصعب الأوقات ومثلنا الدول المحتاجة إلى المساعدة والدعم: كوريا الجنوبية، إيران، العراق، إيطاليا.. انطلاقاً من مسؤوليتنا كدولة كبيرة وردّ جميل لما رأيناه من دعم خلال الأوقات الصعبة..
عن حقيقة شراء الصين لشركات متعثرة واستغلال التعثر لأهداف اقتصادية أم أنها معلومات مضلّلة ردّ السفير الصيني:
لا أعرف عن الصفقات الاقتصادية لكن هناك نظرية تحدثت عن تحقيق الصين إفادة اقتصادية من خلال ازمة صحية! لكن أي عاقل أو منطقي لا يتبنّى هذه النظرية، عانت خسارة كبيرة، خسارة الأرواح وهذا أثمن ما لدينا كيف يمكن أن تستفيد الصين من هذا الوضع؟!
عجلة الاقتصاد هل عادت الى طبيعتها؟
هناك ما نسميه توجهاً مزدوجاً في آنٍ معاً: منع مزيد من انتشار الفيروس الى مناطق أخرى ومنع دخول إصابات جديدة. من ناحية أخرى توفير دعم اقتصادي وتخفيض الضرائب على المؤسسات والشركات أملاً بإعادة تشغيل الدورة الاقتصادية، حتى الآن تشغيل الدورة الاقتصادية بنسبة 80% وبين الأولويات في التصنيع، إعادة تشغيل كل القطاعات المهمة الأساسية منع مزيد من الانتشار عدم دخول حالات من الخارج.
وفي سؤال حول تجربة الطالب اللبناني أدهم السيد المقيم في ووهان والطالب اللبناني أمير تعليق، وعن دور كل منهما:
عن أدهم السيد الذي لا يزال يعيش في ووهان وينشر فيديوهات وتعليقات حول حياته نقدّر ونكنّ له كل الاحترام لأنه يعكس حقيقة الحياة اليومية والإجراءات المتخذة ونشكره على دعمه وتضامنه في مكافحة الفيروس
الطالب الصيني أمير أعتقد أن ما تعرّض له من يعض كلام غير مناسب وغير لائق ويعبر عن هلع وخوف وقلق، هذه حالات فردية موجودة في كل بلد، ندعو الجميع ان يتبنى الموقف العلمي وأن لا يربط المرض ببلد ما أو قوم ما، لكن الشعب اللبناني متحضّر ومثقف ومتضامن مع الشعب الصيني.
الى أين هذا الفايروس في العالم هل ينتهي في الصيف كما يتردّد؟
منظمة الصحة العالمية أعلنت أنه وباء عالمي يعني مزيداً من الانتشار، وعدد البلدان التي سجّل حضوره فيها هو 143 دولة إذن الانتشار عالمي، هناك ظروف خاصة ومنهج تعامل مختلف من بلد إلى آخر، حسب ظروف واستراتيجية كل بلد. من جهة أخرى، يقول الخبراء إنه لا دليل علمياً على انتهاء الفيروس في الصيف، بمعنى آخر الجميع بانتظار اللقاح المختص. وبعد جولة قام بها أحد خبراء منظمة الصحة العالمية الى الصين، أثنى على المنماهج التي يتعامل معها الأخصائيون بمواجهة الفيروس وخصوصاً الى الوقاية المعتمدة.
وختم السفير الصيني في لبنان وانغ كي جيان إنه يجري تعاون وثيق مع وزارة الصحة اللبنانية والخبراء في لبنان، مقدّراً الإمكانيات العلمية والصحية العالية والكبيرة، معبّراَ عن ثقته بقدرات المختصين والخبراء.