الصحافية ابتسام غنيم عن رحيل الموسيقار حلمي بكر: حين زرته كان “مضروباً” ويبكي بحرقه!!

لم تكن الصدمة بسيطة على محبي الفن الأصيل.. بل كانت عظيمة ومزدوجة أيضاً: اسم الراحل وسبب الرحيل بحدّ ذاته، استفحال مرض ومضاعفات صحية وإهمال..

الموسيقار الكبير حلمي بكر الذي رحل منذ أيام قليلة، خسارة كبيرة للموسيقى العربية وللأغنية الجميلة.. 

ومَنْ أكثر وأقدر من الصحافية ابتسام غنيم رئيسة تحرير موقع elmaw2a3.net لتحكي في رحيله؟ كيف تلقت الخبر؟ وماذا تعرف عن كواليس أيامه الأخيرة؟ 

في البداية خالص العزاء لك برحيل الفنان الموسيقار حلمي بكر.. كيف تلقيتِ خبر رحيله؟

وانا بدوري أعزّي جمهوره واهله وابنه وكل محبيه.. واعزي نقيب الموسيقيين الاستاذ مصطفى كامل والمطربة نادية مصطفى لوقوفهما طوال الوقت الى جانب الموسيقار حلمي بكر الذي برحيله فقدنا اخر عنقود من عناقيد الزمن الجميل الاصيل. الخبر نزل علي كالصاعقة.

عن ملابسات وفاته.. ماذا عندك من معلومات؟

كنت اعرف مسبقاً أن الأستاذ حلمي مريض، وكما تعلمين دائما كنت أزوره كلما أسافر الى القاهرة، لكن واخر زيارة كانت قبل الكورونا، يومها اتصل بي وكان صوته مخنوقاً وطلب مني الحضور الى منزله بالمهندسين.. وعلى الفور توجهت الى هناك وذهلت مما رأيت كان مضروباً ويبكي بحرقة. اخبرني ان زوجته الاخيرة ضربته واحضرت له بلطجية “جرجروه” بالشارع.. طيبت خاطره والتقت له صوراً تظهر يده مربوطة وقدمه مجروحة.. بعدها حصلت الكورونا وكنا نتهاتف.. ليعود وتتعب صحته ويدخل الى المستشفى. وعقب خروجه اعاد زوجته الاخيرة التي ضربته ثم طلقها الى عصمته.. ومثل الجميع علمت ان صحته تدهورت من الاهمال وانه مات في الشرقية بكفر صقر بعدما نقلته من بيته بالمهندسين وعلمت أن الفنانة نادية مصطفى بحوزتها “فويسات” تدين زوجة الراحل واليوم ابنه هشام الذي حضر من امريكا لتشييع والده أوكل المحامي الاستاذ مرتضى منصور الذي وجه اتهاماً من ان الموسيقار مات بسبب الاهمال كونه انقطع عن تناول الطعام وشرب الماء، وكان يحب نقله الى المستشفى لكن لم يحصل شيئٌ من هذا القبيل وكانت النتيجة عدوى بكتيريا وجفاف وهبوط بالدورة الدموية مما ادى الى توقف عضلة القلب. للاسف اننا نتحدث عن نهاية الموسيقار المأساوية وهو الذي اثرى الفن العربي باهم الاعمال.

4- كيف كان لقاؤك الأول به؟

اعرفه متذ ان زار لبنان قبل ٢٢ سنه ولطالما كنت اتمنى ان احاوره وهكذا كان، وعندما صرت ازور مصر كانت محطتي الاولى بمنزله اسجل لقاءاً نارياً ومن بعدها نلتقي على فترات سواء ببيته او الكافيهات وكان يحرص اكثر من مرة ان يوصلني بنفسه وبسيارته السبتروان القديمه التي يحبها لانه يهوى السيارات القديمه.. ذكرايات كثيرة ببالي والهارديسك عندي مليئ بحوارات وصور مع الموسيقار الدكتور الذي لحن 1500 لحن بخلاف المسرحيات والفوازير.. رحمه الله كان عاشقا للبنان ولاصوات صباح الذي انجز لها “بياع كلام”، ومعجب بالحان ملحم بركات الذي كان صديقه الغالي ويعتبر صوت فيروز لن يجود الزمن بمثله ويقدر الرحابنه جداً وكان على صداقة وطيدة مع الاستاذ منصور الرحباني ويحب اعمال روميو لحود.. وطبعا كان ينتقد الكثر ونقده اللاذع كان دائما صائبا لسبب حرصه على الفن وكموسيقار من واجبه وحقه ان ينتقد ويسلط الضؤ على كل ما هو هابط.

 

ما هي الذكريات الجميلة التي سوف ترافقك عنه؟

ذكريات كثيرة ببالي، مثلا عندما انجزت له حلقة ببرنامج” انا والعسل”، وحلقةمن برنامج “اتنين بـِ اتنين”، واخرى ببرنامج قالت كما رتبت له تكريما في لبنان.. بخلاف زياراتي التي لا تنقطع الى منزله وجلساتنا والاسرار التي نتبادلها.. علاقتي بحلمي بكر ليست علاقة صحفية بموسيقار كبير بل كان الاخ الروحي بالنسبة لي.. وبالمناسبة والدته من ال غنيم وكنا نتندّر بهذه الصدفة.

ألا يعني رحيل هؤلاء الكبار فراغاً كبيراً في عالم الإبداع الفني على أنواعه؟

طبعا يترك فراغاً واتمنى من الموجودين على الساحه ان يحملوا راية الكبار مثل حلمي بكر ومحمد سلطان ومحمد الموجي وكمال الطويل وغيرهم ولا تغريهم الدولارات فيلحنون لمن هب ودب، وصدقيني هؤلاء الكبار حتى لو رحلوا فاعمالهم خالدة لانها بحد ذاتها قيمة كبيرة، هم نحتوا الصخر باصابعهم حتى وصلوا وعززوا مكانتهم لذا هم الاصل ولن يتركوا فراغاً الا لفترة مؤقته كوننا نعيش بزمن التريند الذي ما ان تنتهي صلاحيته القصبرة حتى يعود المستمع تلقائيا للأصالة.

التعليقات