بقلم الإعلامية هلا حداد
بتحمل قصص القديسين الخبرة الإيمانية، لتكون عبرة إنسانية، وبزمن “كل فرنجي برنجي” ضروري نضوّي ع مهد الأديان والحضارات، ع المشرق النابض بمخزون من القيم عم نخسره لأسباب داخلية وخارجية..
بمناسبة عيد القديسة بربارة، بدي ذكّر انو في دراسات عديدة بتأكد انو القديسة بربارة لبنانية- بعلبكية، البعض بيعتبر قصتها أسطورة، لكن في دليل ملموس ع حضورها، لهيك بالعالم الغربي أخدوها شفيعة لرجال الإطفاء والإنقاذ والبناء والقضاء ع الأوبئة.. وفي كثير عجائب موثقة باسمها وبالأخص بسجلات عمال المناجم بعدة دول..
بدي أتوقف عند مشرقية هالقديسة وكيف صار اسمها عالمي، بزمن لا إنترنت ولا اتصالات ولا إعلام ولا طيران ولا قطارات، بزمن التبشير البشري من إنسان لإنسان، ومن شخص لمجتمع، ومن مجتمع لشعوب.. كيف صارت بربارة بربارا؟ وكيف عرفوا عنها؟
البعض بيقولوا انو الحِجّاج نقلوا قصتها، والبعض الآخر بيقول عمال البناء المشرقيين كانوا مبدعيين بأوروبا وقت يسألوا عن سرّ عملن يقولوا شفاعة القديسة بربارة..
وربما عادات عيد القديسة بربارة من أغنى الرموز الحيّة رح اتوقف عند بعضها:
التنكر: ما بعتقد المقصود من هالعادة إخفاء الوجوه وبس، أظن المقصود التنكر للذات لأجل جوهر الإيمان، والتضحية بجمال الوجوه مثل ما عملت صاحبة العيد، فنكرت جمالها ومالها وسلطة عيلتها لأجل حقيقة الخالق الحيّ، وتنكرت بثياب ممزقة وشحتار الفحم ع وجهها لتعلمنا انو الشكل نكره أمام كنوز النفس …
سلق القمح: القمح بالمسيحية رمز القيامة والحياة الأبدية، وبالكتاب المقدّس في أمثلة كثيرة عن القمح أبرزها حبة القمح يللي بترمز لكلمة الرب.. ليش مسلوق، بعتقد لنتعلم نتحمل نار صعوبات الحياة ونصير مستحقين نكون ع مائدة الرب..
جولة الأطفال بالأحياء للاحتفال بالعيد كمجموعات، رمز لتعاون والوحدة، والأهازيج يللي بتتردّد ما هي إلا اختبار اجتماعي حول البخل والكرم، وتركيز ردات العيد على سيدة المنزل (صاحبة البيت زنكيلة او صاحبة البيت منيحة او صاحبة البيت بخيلة) بتأكد ع دور صاحبة البيت في إدارة شؤون مملكتها..
من جهة ثانية بالتراث الغنائي المسجل، لهالمناسبة بس سجلت السيدة صباح اغنية “هاشلة بربارة” البعض بيعتبر هالاغنية شعبية، لكن بتمنى تتأملوا بعمق كلمتها، رح تلاقوا قصة القديسة بربارة وعشق الأسطورة لهالقديسة، إلى جانب بتحمل هالغنية كلمات لبنانية صارت منقرضة مثل كلمة هاشلة وبتعني هاربة، من كرّة ضحكتها وبتعني ضحك متواصل وغيرها من التعابير..
للأسف خسرنا كثير من روحية عيد القديسة بربارة، وصرنا نقول عيد البربارة (كان في لفتة للأب أثناسيوس شهوان لإعادة التذكير انو عيد القديسة ومش الاسم) والبعض بشبهوا هالعيد بالهالوين وجوه مخيفة وملابس ثمينة و.. والفرق كبيير..
ونسينا انو القديسة بربارة شفيعة الأوبئة، لهيك خلونا نطلب اليوم شفاعتها عند الرب للقضاء ع فيروس كورونا وفضح المستور، وتعطيل كل استغلال اقتصادي، صحي، سياسي، لهالجائحة العالمية..