القُسْطاسُ المُستَقيمُ: “ما فوق العقل البشري”! الباحث كمال مسعود (15)

في سيرته العلمية البحثية، يتابع الأستاذ كمال مسعود في عرض أفكاره حول الخالق وخلقه، وكل ما بينهما من تفاصيل دقيقة، تسمو بالنفس البشرية إلى ما بعد بعد المألوف..

عن ميزان العدل بأقانيمه المتنوعة، يكتب في هذه الحلقة من سلسلة تنشرها “حرف عربي+”، لجمهور يهتمّ بالأسمى، يشرح الأستاذ مسعود ويتركنا نبحر معه في عالم الإيمان والإعجاز الرباني العالي.

حرف عربي+

كتب الباحث الأستاذ كمال مسعود:

القسطاس المستقيم هو ميزان العدل الثابت، الذي لا يختَلَّ مقدار شعرة. اخترعه الله تعالى بالمشيئة، وخَلَقَ الكتاب، ووزَنَ العلوم، وحفظ خلقه في ذاكرة عقل الكون، وجَعَلَهُ مُعجِزَةَ العقل البشري!!..
جاء في الآية ١٨ من سورة الشورى:
الله الذي أنزَلَ الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قَريبٌ.
وفي الإية ٢٥ من سورة الحديد:
لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات وأنزَلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديدفيه بَأسٌ شديد.. (كون الحديد يُستَخرَج من باطن الأرض ولا ينزل من السماء)، رأيتُ أن المقصود هو أمر الله- الحديد القاطع كالسيف!

الميزان الأول:  ميزان علم العدد
وَضَعَ الله تعالى الأعداد من واحد إلى عشرة في الميزان، قسطاساً، فظهرت النتيجة ثلاثة في كفة
اليمين وثلاثة في كفة اليسار وثلاثة في باطن المثلث، والواحد في رأس المثلث عند اللسان والشاهد!!

الميزان الثاني: ميزان علم الحروف
وضع الله تعالى الحروف الأبجدية من قاف إلى غين في الميزان، قسطاساً، فظهرت النتيجة ستة في كفة اليمين و ستة في كفة اليسار!!

الميزان الثالث: ميزان علم الهندسة
ظهَرَ تعادل الوزن في ميزان الهندسة، قُسطاساً، خمسة في كفة اليمين وخمسة في كفة اليسار، وظَهَر العدد خمسة في رأس الميزان، عند اللسان والشاهد، واستتر العدد ثمانية في باطن المثلث.
الجموع  5 + 5 + 5 + 8=  23  ÷ 9 يبقى خمسة .
الحرف ( ن )  قيمته  50 ÷ 9 = 5 ويبقى خمسة
الآية (ن) والقلم وما يسطرون، نقطة بيكار دائرة حرف نون (ن) ونقطة نون مركز الدائرة، ونقطة بيكار ( أن ا ) أنا هو الألِف والياء البداية والنهاية يقول الرب الكائن الذي كان الذي يأتي. ونون كُنْ!

الميزان الرابع: ميزان علم الفلك
في حسابات أسماء الكواكب، ظهَرَ تعادل الوزن ستة في كفة اليمين، وستة في كفة اليسار وثمانية في رأس المثلث وثمانية في باطن المثلث.
المجموع  6 +  6  +  8  +  8  =  28  هو نفس عدد منازل القمر نصفها  6+ 8=  14 المنزلة التي فيها يكتمل القمر بدراً، بيد أن عدد الحروف القمرية 14 والشمسية 14 والهرم الأكبر مؤلف من 14 هرم صغير.

الميزان الخامس: ميزان علم الفلسفة 
في حسابات المقولات الفلسفية العشر للفيلسوف ارسطوطاليس ظهرت النتيجة بالتعادل  سبعة في كفة اليمين  وسبعة في كفة اليسار..
الجدير بالذكر هو أن تلك المقولات اليونانية التي تُرجِمَت إلى السريانية ثم إلى العربية حتى نطقت بأسماء ملوك الفراعنة  منقرع – وخفرع – وخوفو، هو أَمرٌ عسير لدى ذوي الألباب حتى الإستحالة.

الميزان السادس:  ميزان الدين 
في حسابات عشر كلمات من الفاتحة المباركة، ظهر القسطاس بنتيجة خمسة في كفة اليمين وخمسة في كفة اليسار بعدما إصطدمت بنتيجة مغايرة خمسة في اليمين مقابل واحد في اليسار حتى اكتشفت أن الواحد هو سر ميزان الخلاص.

1- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم/ شر الشمال.
2- بسم الله الرحمن الرحيم/ رحمة اليمين.
الرحمن: 329 ÷ 9 يبقى 5  الرجيم: 248 ÷ 9 يبقى 5 معادلة ثنائية الخير والشر والله فوقهما (الرحيم)

الله: 66 ÷ 9  يبقي 3  — العقل* النفس* الروح *
الرحمن 5 + الرجيم 5= 10  ناقص 9  يبقى الواحد.
الرحيم 289 ÷ 9 يبقى ( 1 ) الخلاص في التوحيد.
الميزان السابع:  ميزان الخلاص  

النتيجة  1 1 1 1  هو الواحد الظاهر في كفة اليمين، والواحد الظاهر في كفة الشمال، والواحد الظاهر عند اللسان والشاهد،  والواحد الباطن في العرش.
هو سر الثالوث الإلهي آدم  وحواء والحية القديمة- “التنين” في سفر التكوين.

سر الثالوث الإلهي في الأبجدية: أ ب –  ج د – هو هُوَ الأب، وهو الجد،  وهو إبن الأب وحفيد الجد وسر الثالوث في ثنائية بسم الآب والإبن والروح القدس، رمز سلالة فيض أنوار روح جوهر الوجود السرمديَّة الإشعاع المتوالد منذ فجر التكوين!
هو سر ثالوث الجواهر المُبدعات المقدس، الأَلِف رمز جوهر العقل (المَلِك) الباء رمز جوهر النفس (المَلِكَة ) الجيم رمز إبليس، الشيطان (الرجيم).
الثالوث الأبجدي أ ب ج  إ
آدم- وحواء- وإبليس.
أ:  ألم+ لك = الملك في سورة البقرة= العقل .
ب:  ألم+ لكة / في سورة آل عمران= النفس.
ج:  ألر + جيم= الرجيم / في سورة يونس.

إنَّ الإعجاز الإلهي المذهل المُنزل في هذه الموازين هو نظام الإبداع، نظام المُبدع المميز عن المبدَعَات الثلاثة. ظَهَرَ في صليب مميز عن الخطوط الثلاثة وظهر بتميُّز الخطوط عن الصليب المكرر بثلاثة!!.

منذ نحو عشرين سنة في لقاء بين بعض شخصيات من أهالي بلدتنا غريفة وسيادة المطران كوَيتِر والأب جورج بلِّيكِي في صالون الكنيسة، طلبت من سيادة المطران إفادتي عن ختوم سفر الرؤيا السبعة، فأجاب بأنها مجرد رموز ولا يوجدلها شكل ولا مضمون!!..
قلت له: أنا رأيتُ الختوم ورسمتها وهي في هذا المغلَّف. فقام عن مقعده وتوجَّهَ نحوي وأخذهُ من حضني.. فقلت:  أنا أحضرتُ هذا هدية لحضرتكم .
أيها الأخوة العُلماء المثَقَّفون، تعَلَّموا علم الملكوت وعلِّموه لذوي الأنفس العطشى ولا تمنعوا الحكمة عن أهلها. واعلموا أن كل علم لا يوَصِّلُ إلى الحقيقة باطل. الله جَلَّ وعلا هو الذي خلق علوم الكون ، وهو الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان!

*إن ما ورد في هذه المقالة لا يعبّر بالضرورة عن رأي حرف عربي+ بل عن رأي كاتب المقالة حصراً.

التعليقات