المخرج إيلي دابله إلى العالمية في تحدٍّ جديد: ليس أمامي سوى النجاح

كتبت: حنان فضل الله

لإسمه ثقلٌ في عالم الإعلام، والإعلام المسموع- عشقه الكبير- على وجه الدقة.. مؤسس للكثير من الشبكات والمحطات الإذاعية في لبنان والعالم العربي، متسلّحا بخبرة تقارب ربع قرن من العمل الجميل والنظيف، مرافقاً للكبار الإعلاميين الإذاعيين، وعميدهم و”الملك” بينهم الكبير فاروق درزي،

في مسيرة ضيفنا الذي نحتفي به بكثير من احترام وتقدير، آلافُ البرامج و”البرومويات” وساعات الهواء المباشر.. لم تُسكره النجاحات ولم تكفِه الموهبة الفنية “الخطيرة” التي لمعت فيه وميّزته..  

ها هو يتابع صقل “ماسة” هويته الإبداعية، إذ يستعدّ لينهي قريباً الدكتوراه في digtal marketing بعد أن نال شهادتي الإجازة والماستر في الـ electronic media.. 

إنه ملك التحدّي، المخرج الأستاذ إيلي دابله، الرئيس التنفيذي لشركة  Take one العالمية في حديث مع حرف عربي+..  بعد الـ مبروك وتمنيات النجاح..

ماذا يعني لك اختيارك لمنصبك الجديد؟

الحديث عن المنصة وارد منذ ما قبل جائحة كورونا، والشركة أسسها بريطانيون وهولنديون والمنتج الكبير أرمين فان بيورن، قرروا انشاء منصة تعتمد على كونها شكلاً ومضموناً أونلاين تي في،  لعرض الكليبات، منصة تضم كل نجوم العالم تبث عبر العالم أجمع.. ولاحقاً عبر الأقمار الاصطناعية.. تم أختياري بين باقة من الاعلاميين والضالعين في عالم الاخراج والانتاج الاذاعي والتلفزيوني، والمؤثرين في عالم التواصل الاجتماعي، وذلك يعود إلى خبرتي الطويلة في مجال الإعلام تمتد لأكثر من ٢٤ سنة والحمد لله كانت فترة حافلة بالإنجازات وقد سعيت دائماً للتمييز وتقديم الأفضل.

منصة على مستوى عربي وعالمي رفيع، تقابلها منافسة مع الشركات القائمة المماثلة الموجودة.. تحدٍّ كبير.. صح؟ ما هي أدوات هذا التحدي التي ستحملها معك؟

Take one لن تكون فقط منصة بل هي on line tv وشركة إنتاج وعالم واسع من الإبداع البصري وهي لن تكون محصورة بلغة أو هوية أو حتى ثقافة، هي نسيج إجتماعي كوني ممزوج بلمسات الإبداع ومنصة داعمة للمبتدئين في مشوارهم الفني، ننتج ونسوّق لهم على كافة منصّاتنا الاجتماعية ونسعى لخلق مواهب ووجوه جديدة. لذلك نحن لن نتشابه في طريقة عملنا مع منصات موجودة قبلنا، لأننا سوف نتبع خطاً ونهجاً مختلفين. وكما ذكرت، هي on line tv لا يسعى إلى النجوم المصنفين درجة أولى فقط، بل هي محطة تلفزيونية متاحة لكل النجوم والفنانين، منوّعة أكثر، عملنا يتجاوز عرض الأغنيات إلى عرض البرامج وإلى عالم إعلامي متميّز، واقعي باستديوهاته وضيوفه وقصصه وطرائفه وكثير من الـ podcasts، وباللغات المتعددة من العربية إلى الإنكليزية، الفرنسية، الإيطالية، الاسبانية، والروسية، والهندية، والتركية وغيرها.. في المقارنات نجد أن “تيك وان” أوسع وأكثر شمولية..

مهمة صعبة لكن ليست مستحيلة بالنسبة لك.. 

حين تركت لبنان في الـ 2005 كنت أعمل في صوت الموسيقى، لبنان الحر، وكنت أؤسس لإذاعة ميلودي، حين  اتتني فرصة تأسيس شبكات إذاعية وإذاعات في دول أخرى، تركت كل شيء رغم الاستقرار المادي والنفسي الذي كنت أعيشه، قبلت التحدي وقلت لنفسي انيي عملت كل شي في هذا البلد وعليّ أن أقبل بالتحدي الجدي لأثبت لنفسي ولغيري قدرتي وإمكانياتي والطموح نحو الأفضل والأكبر.. الفكر لا يمكن حبسه.. في دراستي الجامعية 2003 تعمّقت في آليات الانتقال من العالم الكلاسيكي في الإعلام إلى الإلكتروني الحديث. أنا بطبعي أحب النجاح والتحدي المهني وشغفي التميز والإبداع وحاولت خلال مسيرتي الإعلامية أن تكون هذه  العناويين بصمة إيلي دابله.. وتبقى قناعتي في بيت الشعر الشهير للكبير أبي القاسم الشابي: ومن يتهيّب صعود الجبال.. يعش أبد الدهر بين الحفر.

ماذا علّمتك الأيام؟

الصبر والجهد لتحقيق الاهداف وأن الوقت ليس ملكاً لأحد وأننا في صراعٍ مستمر مع الزمن. علمتني أيضاً أن أتأنّى في الثقة بالناس وأن أفصل مشاعري عن عملي وأن أحترم مهنتي أكثر، أن أشغّل عقلي وأضع طاقتي في أرض صالحة لتنبت أكثر.. كما علمتني ألاّ أندم على أي شيء.. فكل ما كان هو جزء من puzzel الصورة. علّمتني الإيام أن الإعلام ليس وظيفة أو مهنة بل شغفٌ وعِشقٌ وحب للإبداع والابتكار وتقديم الجديد والفريد.

كيف ترى الفن الغنائي اليوم؟ أليس الهابط الاستهلاكي كتير والجميل الجميل الذي يبقى قليل قليل؟

لسنا فقط في أزمة فن وموسيقى بل في أزمة مجتمع بتركيبته كلها، ثقافة، علم وأخلاق، تفكك أسري.. والموسيقى لا تأتي من فراغ هي نتاج ووليدة المجتمع وظروف وانتكاساته، في النمسا مثلاً لا يزالون يقدمون الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية، هذا لا يعني أنهم لا يعانون من تفكك مجنمعي أو ازمة مخدرات مثلاً، لكنهم يعيشون استقراراً في الحدّ الأدنى.. شعوب العالم الثالث أصيبت بعدوى التواصل الاجتماعي وأضرار السوشيل ميديا،  لدرجة أن كل صاحب صفحة عليها، صار إعلامياً وكل حامل جهاز i phone صار مخرجاً وصاحب رأي.. وقيسي على ذلك.. فيروس التواصل الاجتماعي هذا أصاب قليلي العقل والفهم والإدراك الذين أساؤوا استخدامه.. صحيح أنه في الماضي كانت أغنيات هابطة و”بارات” وتفاهات فنية، لكن كان يقابلها مسرح عظيم مثلاً..

ويختم الأستاذ إيلي دابله الرئيس لتنفيذي لـ Take on: إذن، الفن والموسيقى هما نتاج المجتمع ولكن هذا لا يعني التعميم، فالبعض لا زال متمسكاً بالفن الأصيل ويسعى دائماً الى إبرازه وتقديمه للمتلقي، ولعلّ ما يطمئن أنه لا يزال هناك فئة راقية وواعية ومصرّة على العمل الفني الراقي والجميل، وسنسعى كمنصة للإضاءة عليها وعلى أعمالها.. نحن نسعى دائماً لدعم هذه الشريحة الأصيلة والمبدعة ومدّ اليد لها وبإذن الله سوف نفرد لها مساحة أكبر على مناصتنا في المستقبل.

 

 

 

 

التعليقات