المواطن اللبناني.. دجاج منتوف!! لكن هل يستحق هذه الآخرة؟!

كتبت: حنان فضل الله

في جولة غير سريعة على المعاجم اللغوية (تقريباً كلها)، تبيّن أن تعريف كلمة مواطن متشابه:

هو اسم، اسم من فعل وَاطَن، وهو أيضاً مفعول (به)؟! 

وهو مَنْ نشَأ معك في وطن واحد قد يكون مواطناً عادياً- حسب المعاجم اللغوية- أي لا علاقة له بالمؤسَّسات العامّة، وقد يكون مواطناً عالمياًُ على الرأي الموحّد للمعاجم: مَنْ يعتبر كلّ البلدان وطنًا له، مَنْ يمكنه العيش في كلّ البلدان كأنّها وطنه.

وأيضاً هو أي شخص ينتمي إلى دولة أو أمة سواء بالولادة أو بالتجنس وهو يتمتع بكل الحقوق المدنية التي ينص عليها تشريع تلك الدولة أو الأمة.

لكن.. في لبنان.. ثمة معانٍ أخرى مختلفة تماماً للمواطن.. 

ما المواطن سوى دجاج منتوف.. يمسك الجميع بـ “خوانيقه” ويمعنون بريشه نتفاً مبيناً.. وهو راضٍ!!

أليس هو الذي إن “عمل” ثورة (19 تشرين مثلاً) عصّب واجتاج الشوارع ثم سبّ وجنّ ونطّ وحمل شعارات وصرخ وطالب وأحرق دواليب وقطّع أوصال الوطن (القريبة من مواطن) ثم “لبَد” حتى بات مشكوكاً في “وطنيته” وفي تحليله المنطقي، وفي تقصّيه لحقائق الأمور ومسبّبات الأزمات وهي ليست بنت ساعتها.. هي مسبّبات أشبه بواحدة “فلتانة” لم تجد من يضبّها وحين وُجد من يريد “ضبّها”.. تمرّدت وقبضت المعلوم وزنت بالوطن وبالمواطن.. والمذهل أنه “سخسخ” وتاه عن الحق وعن الحقيقة معاً وصدقها.. وبقي ضحية!! 

هذا المواطن..

أليس هو من إذا وقع في مشكلة استقوى بـ: مش عارف حالك مع مين عم تحكي؟ وشغّل علاقاته العليا وحلّها؟!

هو ذاته من وقف بالأمس القريب في الطابور ليؤمن الخبز لكنه لا يقاطعه للضغط على كل فاجر  ثم يشكو ممن أوقفه في الطابور

وها هو الذي يصف سيارته خلف عشرات بل مئات السيارات ليعبىء خزانها بالبنزين ولا يستقل النقل العام على سوء وضعه..

هو الذي حيّر الكوكب.. و”كحكح” الأمم وزعماء العالم. 

ثم..

أليس التاجر الذي يتلاعب بالأسعار مواطناً؟ 

أليس السياسي الذي “يفنّص” على الخليقة مواطناً؟

أليس جمهوره (فانزاته) والمدافعون عالعمياني عن صلعته أو سكسوكته أو لبّادته أو نظرته أو السيدة حرمه.. من المواطنين؟

أليس القابع عند باب المخزن عندما يأت المساء، يدكّ فيه بضاعة يستوردها مدعومة ويبيعها مواطناً يستفيد من نهب “أخيه” المواطن”؟ أو يخفي خبَرَها عن أخوته “المواطنين” ليرفع سعرها عندما يطل الصباح؟!! 

كيف قبل المواطن أن يستغله مواطن آخر؟ هنا تكم المسألة..

 

هل يجوز القول: كما تكون أيها المواطن يولّى عليك؟؟

ألست أنت أيها المواطن.. حين قبلت الذل ورفضت الإصلاحات والتدقيق الجنائي ورسمت مع أعداء الوطن والمواطن خطوطاً حمراء لعدم المسّ حتى بأهل اللاعدل.. حين لم تكشف عن الفاسدين والمرتشين والفجّار من زماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان.. من أوصلت نفسك إلى”المنتفة”..  

 

التعليقات