بقلم الإعلامية الأستاذة هلا حداد
.. لأول مرة بتعّرف- عن بُعد- عَ شخصية لبنانية واحدة، بتختصر وزارة البيئة، وزارة المالية، وزارة الداخلية والبلديات، وزارة الاشغال، وزارة الطاقة، وزارة الصناعة، وزارة الزراعة، وزارة التخطيط، وزارة الابتكار ووزارة الروح الوطنية والإنتاجية، هالشخص مثل ما بيعّرف عن حالو “من 30 سنة، عم بشتغل زبال”.. المهندس البيئي زياد ابي شاكر.. بتنطبق عليه تسمية الاختصاصي، وما بهمني لأي طرف سياسي بينتمي..
هالانسان، أخد ع عاتقه صناعة ريغارات بلاستيكية من نفايات تم تدويرها، لتكون بدل عن ريغارات معدنية مسروقة من شوارع بيروت، واخد ع عاتقه تنضيف الريغارات قبل ما تشتي الدني..
بوقت في مين عم يسرق الريغار الحديد ليبيعه بـ 100 $، في مين عم يسكّر الريغار بعد تنضيفه بريغار بلاستيك، هيدا الفرق بين الإنتاج والاستسهال، بين فاسد زغير او كبير وبين صناعة الحلول، وتعباية الفراغ بأقل كلفة وبدون الروتين الإداري المميت والممل..
وبوقت هدف أي حكومة جديدة او عتيقة الاستدانة او الشحادة، فيه ثروات بلبنان بدها استخراج وتنفيب ومنها النفايات، بدل الاستثمار فيها عم تم استغلالها بالمحصصات لتبديد المال العام..
بوقت “البرستيج” اللبناني بيتنمّر وبيتمسّخر وبيحقّر كل مين اشتغل بايدو وكيف اذا بالزبالة؟ (وبعد ما نسينا أحد النواب شو قال عن يللي بتضيّف القهوة بوزارة الطاقة)، فيه مين مؤمن بالوصول إلى نتيجة صفر نفايات..
وبالوقت يللي القطاع العام صار اختصاصي بهدر الوقت والفرص وبيرفض التطور ليضل فيه مزراب للفساد، فيه مين عارف شو بده لأن بيعرف انو خلاص الأرض أهم من متعة جمع الأموال، وقيمة الإنسان بانتاجه مش بثيابه او جماله ومُقتنياته..
وبالوقت يللي المسؤولين بضيعوا وقتن بتعطيل أي مبادرة أو خطة.. في مين بادر خطط ونفذ، بدون دعاية او استغلال سياسي.. الا اذا في شي مستور غير معلوم..
شخصياً، ما كنت عارفة مين بكون زياد ابي شاكر، لكن شغلو بمشروع الزراعة العامودية ببيروت، وطريقة معالجته للنفايات، وابتكاره ريغار بلاستيكي، خليني استعيد الأمل باللبناني، يللي بهالايام شهرته محصورة بتجارة السوق السودا بالدولار، والمحروقات، والدوا، والطبابة والتعليم والخبز، وإخراج القيد، والمعاملة الرسمية و.. و.. و..
وإذا اكتشفنا وضوينا ع 24 زياد ابي شاكر، و128 مبدع مثله، وشلة قضاة من خامته، (مش قضاة حسب الشكل مثل ما بدو أحد نوابنا) ، يشتغلوا إنتاج ومش سياسة، يفكروا بالإنسان مش بالمناصب، ينفذوا قناعات محلية مش إرادات خارجية، يتواضعوا وما يطمعوا، منكون قطعنا نصف الطريق للصعود من الجحيم الاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي.. وبيصير الصراع السياسي وهم..
زياد ابي شاكر قيمته إنو ما بيقرف من النفايات عارف شو أسرارها..
بيعرف كرم الأرض، ومن وين بتجي استمرارية الحياة..
فعلا هالرجل “زبال برتبة حكومة منتجة”.
ومع كل ما تقدم، ما بعرف اذا مغفورة شطحاتو الفايسبوكية، يللي بساوي صرماتيو.. بالـ..
مش دفاعاً عن النواب المعنيين، لكن ما بصدق انو انسان هالقد مشغول بانقاذ الأرض ومن حقه يستفيد من مشاريعه، هالقد قدوة، كيف ممكن يزحط ليحكي مثل غيره من رواد المنصات الافتراضية..
(الصور من صفحة المهندس زياد أبي شاكر على فايسبوك)