شيرين.. ضحية المعربدين في بلادنا العربية

بُعيد الصبح هاجموا المخيم وبرصاص الحقد أمطروه، كقطعان ذئاب جائعة داهموه، وبصرخات نيرانهم الهمجية أفزعوا سكانه.

إنهم عصابات همجية لا تتقن إلا القتل والنهب وإخافة الأطفال وهدم البيوت وتيتم الاطفال وترميل النساء واثكال الامهات ووجع الاخوات وقهر الاخوة وكسرهم.

لم يجدوا ضالتهم الا عند شيرين، فانسعروا وجن جنونهم، ووضعوا حد لحياتها، وكان مصيرها ان تترنح في دمائها وان يسدل عليها التراب مودعة اهلها واحبابها. شيرين ضحية المعربدين في بلادنا العربية، قتلت بدم بارد ولم ترجف للقاتل عين، ولم تهتز يده، ولم يتحرك في قلبه شيء، لأنه بلا ضمير..

شيرين الشهيدة الشاهدة على الوحشية، على الكراهية التي تمتلئ بها قلوب الصهاينة المحتلين.

دم شيرين الذي مازال في شوارع جنين، وروحها التي ما زالت تحلق في سمائها وفي عموم فلسطين، دمها وروحها لا يشهدان فقط على الجريمة وفاعلها، وإنما أيضا تصرخان فينا أن نفعل أكثر لنجعل لحظة الخلاص من المجرمين أقرب.

لماذا قتلوكِ؟

هل كنت إرهابية؟ هل كنت تحملين سلاحا؟ لماذا حملوا لكِ كل هذ الحقد فى نفوسهم؟

كنت مناضلة لأجل الكلمة، ولأجل الحياة الجميلة، ولأجل الحقيقة، كنت مؤمنة بأن الحياة بيد الله، ولهذا كنت دوما تعيشين لأجل الشعب الفلسطيني وقضاياه فى الداخل والخارج.

كنتِ تحملين ميكرفون الحياة، وتفكرين كصحفية محترفة، وتعملين مع الجميع لأجل العيش بشكل أفضل، فكنت حباً، وعشقاً، وجمالاً وروعة، وكنت إنسانة تحمل فى قلبها الإنسانية التائهة فى فلسطين. كنت دوما مبتسمة، ورائعة، وتنظرين إلى الأمام، ولكن السماء نادتك لتكون هناك فى مخيم جنين شهيدة، فأنتِ شهيدة، لأنهم قتلوك ظلما، ودفنوا الإبتسامة، وأسكتوا صوت الجمال والحق، يا لهم من أوغاد، ويا لهم من ذئاب.

شيرين التي احبت الحياة اصبحت ماضي، ولكنها ستبقى فينا شاهدا على صمتنا وتخاذلنا.

الى رحمة الله يا شيرين، وإلى جنات النعيم.

التعليقات