اللوحة أعلاه من تصميم المخرج الفنان (Garabet Tahmajian)
خبر مرق مرور الكرام:
وفاة المواطن “م. ح. س.” متأثراً بحروق بالغة أُصيب بها بعدما سكب مادة البنزين على جسمه وكان أضرم النيران بنفسه، قبل يومين، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية الصعبة..
لا هاشتاغ، ولا نقل مباشر، لا تسكير طرقات، ولا وقفة تضامنية مع أهله، لا استغلال سياسي ولا انتفاضة شعبية، كأن ما صار شي..
تذكرت شو صار بتونس وقت أحرق البوعزيزي حاله، فكانت الثورة.. ثورة قلبت كل المشهد العام..
بينما عنا انطلقت الثورة على خلفية زيادة 6 دولارات شهريا عالواتس آب.. وكل شي حصل من بعدها ما بيستحق الثورة ولا التحرك، لا سعر صرف الدولار ولا رفع الدعم عن المحروقات والدوا ولا غلاء المعيشة ولا سرقة الودائع ولا أزمة الكهرباء ولا ارتفاع نسبة الانتحار ولا تجارة الصحة ولا محاولة لفكّ الحصار..
ما في شي بيستحق التحرك.. ليه؟!!
لأن نحن شعب سخيف، اهتماماتنا واضحة على المنصات الإلكترونية، ورح اعطي أمثلة:
* اللبنانيين يللي غرقانيبن بالجوع، كان عندن وقت التعاطف أو التنمر على شرين عبد الوهاب بعد طلاقها وبعد إطلالتها بشعر محلوق.. وذكرت شرين انو في زعيم لبناني وقف حدها ودعمها، بالحقيقة هو بدو دعم ومساندة لهيك عيب نعتب عليه، ليه ما بيعتبر الشعب شرين وبيسأل عنه وبيساعده؟
* اللبنانيين المنكوبين أطلقوا هاشتاغ #قاطعوا_دكتور_فود، الدكتور فود ناشط المنصات الإجتماعية بيعتبر حاله اختصاصي بالتذوّق، صوّر فيديو مع بائع الكعك العم هيثم من طرابلس وقال عنه بخيل.. تعاطف الجمهور مع العمّ هيثم واستهدفوا الدكتور فود..
* انشغل رواد المنصات بثياب إليسا بحفلة الرياض.. بالسجالات السياسية، بالهجوم على وزير الشؤون الإجتماعية بكلمات مُهينة..
ما تستغربوا ليه فشلت الثورة وسقط الحراك ومش قادرين نعمل انتفاضة..
لأن أغلب الشعب مشغول على الـ تيك توك والإنستغرام والفايسبوك وتويتر و.. ، ما عندو وقت يدافع عن حقه بالكهرباء والمياه والانترنت والطبابة والتعليم والودائع والسكن والدفا والغذاء والأملاك العامة والقضاء العادل وحرية أخذ اللقاح و..
واذا قرّر يرفع صوته بيسيّس الموضوع وبيضيّعه..
المهم ما في شي رح يتغيير.. رح يبقى طلاق مطربة، وتنورة مغنية، وإطلالة نجمة أهم بكثير من روح وحياة وكرامة مهمّش.. وإذا حريق عاصمة وشعب وأحلام ومستقبل ما وعّى روح..
