خاص حرف عربي+
على نية التلاقي بين الناس، من أول شرنقاتهم، أولاد بعمر الورود والأحلام النضرة النقية، وبالغون لم يغادرهم ذاك الطفل الذي أوجعته الحرب اللبنانية التي اشتغلت رغماً عنه.. تجمعوا، على نية “البشارة” وتحت شعار بـ “الهوى سوى”.. كان ذاك الحب الذي يغسل القلوب ويعيد الإلفة..
الدعوة قامت بها حركة “درب مريم” والبركة عيد بشارة السيدة مريم العذراء المقدّسة المباركة، والنشاط شكله فني، وروحيته مشاركة، لرسم وتلوين جدارية على حائط مدرسة العائلة المقدسة، بدادون، للتعبير عن فرحهم بالأرض والبيئة والتلاقي، السبت ٢٤ والاثنين ٢٦ آذار صباحاً.
العمل الفني الجميل صمّمته ونفّذته مديرة جمعية “the chain effect”زينة حوا, الصبية المشغولة إبداعياً برسم وتلوين جدران حول فكرة الدراجة الهوائية.
تم تمويل المشروع عبر جمع تبرعات نظمها صديق لدرب مريم, وساهم بنك BLC بجزء كبير من التمويل.
كما ساهمت أخوية السيدة, كنيسة مار الياس بدادون، ودعمت المبادرة منذ بدايتها.
تقول د. سهى نصر الدين، إحدى المبادرات، المبارِكات والمشاركات المتحمّسات للمشروع وللتلاقي، منذ كان فكرة في بال، وحبراً على ورق وصولاً إلى ألوان على الجدران:
“حين بدأت الحرب الأهلية في لبنان, توقفت أجزاء من حياة الناس فجأة.
هذا ما حصل بين ليلة وضحاها لفتاة من قرية في جبل لبنان, كان عمرها 12 سنة عندما انقطعت الطريق بين بلدتها والبلدة المجاورة حيث مدرستها.
واليوم بمساعدة رفيقاتها يومها وحركة درب مريم رجعت الى تلك المدرسة بمبادرة لإزاحة الجدران التي علت بين القريتين.
إذن.. “بالهوى سوى”
اسم المبادرة التي تبنتها معهن مديرة مدرسة العائلة المقدسة في بدادون الحالية الأخت ناهدة, وبدأن بالنشاط الرئيسي بالأمس السبت, وهو رسم ملون على حائط تحت المدرسة سيتشارك بتنفيذه طلاب من البلدتين ومن القرى المجاورة هذا الإثنين. حضر متطوعون من صيدا ومن حمانا ومن بيروت لمساعدة الفريق المنظم, وانضم اهالي وابناء القرية لتحضير الحائط وتلوين الأماكن البعيدة عن متناول التلامذة.
وبينما كان الحائط يتحضر للنشاط المشترك, بدأت الجدران بالتساقط بين القلوب.
لأن العمل كان في الشارع وهناك مدى فيه وسكينة, تحرك “الهوى” ورجع التفاعل بين من انقطعت الأهواء بينهم غصباً عنهم منذ اكثر من 40 عاما.
كنت اشارك صبية اتت من هولندا للمساعدة والتوثيق, تحضر دراسة عن استعادة الصلة مع الأماكن العامة عبر الفن, فسألتني: أي حائط سقط؟
سمعت نفسي في قلبي تقول: حائط الحزن.
وإلى الموعد مع النشاطات الأخرى..