على نيّة “بكرا أحلى” و”وقت التغيير”، كارلوس ناشف حسٌّ إعلامي مسؤول، طاقة إيجابية

من قال إنه- وعند الصعاب واليأس المحيط- يمكننا فقط أن نضع يدنا على خدّنا ونندب حظنا وننعي الأيام الحالكة؟

من قال إنه ليس لكلّ منا دور، في إحداث فرق، فرق بسيط أو عظيم، ما همّ حجمه.. إنه فكرة، معلومة، نصيحة، لهجة.. قد تحوّل أسىً إلى رجاء.. موتاً إلى قيامة.. كقدر بيروت المقهورة اليوم، الباكية منذ أبد.. لكنها الموعودة بسواعد وعقول بناتها وبنيها بالتحليق بعد إسقاط..

من هؤلاء الشجعان، الصديق- نجم السوشال ميديا اّليوم ، معد ومقدّم البرامج التلفزيونية، بالأمس واليوم “ان الله راد غداً، وصاحب أنامّل المونتاج وفكر الإخراج المتميز حيث علّم في أكثر من فيديو كليب..

شدّ كارلوس همّته وبادر، والإعلام الإلكتروني ساحته.. وسلاحه الكلمة الطيبة والموقف المسؤول..

وبقوة، تحضر حلقاته التي يقدمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً على الفايسبوك والتي حملت عنوان “وقت التغيير” وفيها محاولات ناجحة لنشر الوعي بمواجهة المطبات التي تعترض طريق الناس، كل الناس في كل مكان من هذ العالم الحزين والموجوع..

لم يواكب كارلوس ناشف  جائحة كورونا التي “ركّعت” العالم كلّه، وتسبّبت بالأذى الفردي والجماعي، بل ساهم ببثّ الأمل في نفوس متابعيه بعد انفجار المرفأ اللئيم، من خلال إطلاقه لحلقات خاصة عنوانها يوحي بؤكد الحرص على أن الحياة لا بدّ أن تستمرّ.. وسمّاها “بكرا أحلى”: “بعد انفجار مرفأ بيروت-قال كارلوس- بدأت بسلسلة بكرا أحلى، والتي تزوّد المشاهدين بطاقة إيجابية ونصائح خاصةً بعد حدث بيروت الأليم. فعلى كل شخص أن يساعد بطريقته الخاصة. هناك من يساعد بالمال، وهناك من يقدم خدماته. وكوني بعيد عن مدينتي بيروت، أحببت أن أساعد من خلال هذه السلسة ولو ببعض المعلومات والنصائح”.

وأسأله:

كيف فكرت بالإطلالة الإلكترونية؟

– قَدِمَت جائحة كورونا، وغيّرت لنا حياتنا بشكل  مفاجئ. فخلال وجودي في المنزل شهري شباط/ وآذار/مارس نتيجة الإغلاق الكامل لعدم تفشي فايروس كورونا، كنت أتابع القنوات الفضائية العربية، فشعرت أنهم كانوا يخصصون فقرات بسيطة لنشر الوعي ضد هذا الوباء. من هنا أتت فكرة بث سلسلة من الحلقات المباشرة عبر فيسبوك تحت عنوان “بزمن الكورونا”، أتحدث من خلالها مع ضيوف، ذوي خبرة في مجالات عديدة، أولاً لنشر الوعي ضد فايروس كورونا، وثانياً لنتعلم كيفية التأقلم مع حياتنا الجديدة. فكانت حلقات مرتبطة بالإجراءات الوقائية، التغذية والمناعة، التسوق الإلكتروني، إدارة الأزمات وغيرها…

وبعد فترة قمت بتبديل اسم الحلقات الى “وقت التغيير” حيث أدركت مما تبيّنه التقارير العلمية  أن جائحة كورونا لن تزول بسرعة. فكان علينا ان نقوم  بتعديل في حياتنا على كافة الأصعدة. ومن هنا بحثت مع ضيوفي في مواضيع جديدة وشيقة، مثل التفكير الإيجابي وسط كل ما يحدث، التركيز وتنشيط الذاكرة، تقبل فكر وسلوك الآخر، تجديد النظام الصّحي، وغيرها.

ردود الفعل تبدو مشجعة؟

ردود الفعل ايجابية جداً، والحمدلله أن المشاهدين متفاعلون مع الحلقات، فالبعض يثني على المواضيع، والبعض الآخر يطرح الأسئلة على الضيوف، حتى لو بعد إنتهاء الحلقة. فأنا دائماً أحرص على أن يتجاوب ضيوفي مع التعليقات التي تُكتب وإن في وقتٍ لاحق.

بالعودة إلى سبب المبادرة، هل لأنك لاحظت تقصيراً مثلاً في الإعلام التقليدي؟

كوني لبناني مغترب، كنت دائماً أتابع القنوات اللبنانية والعربية. من خلال منبركم الكريم، أتقدم بالتحية والشكر للإعلام اللبناني، الذي كان يغطي جائحة كورونا من كافة النواحي. ولكنني لم أشعر بهذا الكم من الإهتمام في القنوات العربية، الفضائية منها والمحلية (في مصر). ولأن الفيسبوك وسيلة سهلة، تصل لشريحة كبيرة من الناس، اعتبرت أن الحلقات ستعود بالمنفعة على كل من سيتابعها.

التعليقات