كتبت: حنان فضل الله
عن نجمة إذاعة “صوت كل لبنان” إيلين شديد خليفة وبرنامجها “بعرف عنك”.. أكتب.. وقد حللتُ ضيفة إحدى حلقات برنامجها..
كنت أؤجل الكتابة عن هذه السيدة وأدائها، لأنه يحرجني أن تُعتبر كتابتي عن برنامجها وحضورها الإذاعيين، وكأنه ردّ زيارة لاستضافتها لي.. لكن ما سرّع هذه المقالة، هو أنني فوجئت كما جمهور البرنامج بالأمس (الإثنين 16/ 10/ 2020) أنها كانت الحلقة الأخيرة منه، عبر إذاعة “صوت كل لبنان”- 93.3..
المهم.. وبعد 116 حلقة (أيار/ مايو 2018- تشرين الثاني/نوفمبر 2020) من عمر برنامجها الأسبوعي الراقي (وهي صفة تلازمت مع تعليقات معظم ضيوفها) ختمت إيلين فترتها بالأمس بكثير من لباقة..
وعلى أمل لقاء مختلف آخر، على عادة مواعيدها، ضمن شكة البرامج الجديدة، انتهى عمر برنامج جميل وتستمر نجمته عبر الأثير.. مع تحضيرها على نار هادئة برنامجاً جديداً لم تفصّل الكثير عن ملامحه، مع إشارات تُشهّي “عشاق الراديو” بانتظار ما هو موسيقي فنّي أصيل.
إذن.. بعد 116 حلقة مع ضيوف منهم نخبة في مجالاتهم، أهل سياسة، واقتصاد، ونقابات، كتّاب، فن بأنواعه وإعلام.. شخصيات عامة جمعهم عنوان برنامج واحد “بعرف عنك”: سيرة ذاتية يرويها الضيف ومفاتيح السيرة بيدها.. فهي تعرف عنه الكثير، ما لا يهين تجربته، ما لا يخدش صورته..
في ادارتها للحوار.. لا ادعاء، لا مقاطعة في غير وقتها أو محلّها، لا استعلاء، لا رغبة انتقامية، لا نكايات، لا استفزاز..
كل ما على أوراقها التي تعدّها جيداً أو ترتجلها، تطرحه على ضيف تعرف ما تريد منه.. هذا ما يعنيها: ان تعرّف جمهورها وناس الضيف وربما خصومه عليه.
على فكرة..
ميزة هذه السيدة الإعلامية، ومثلُلها قلة، أنها رغم كل تاريخها رفيع المستوى، مع أول خطوة نحو رحلة الإعلام (1988) إلا أنها تشمخ تواضعاً..
أسالها تفاصيل عن البدابات.. فتحكي:
أحببت الراديو منذ الصغر سحرني الصوت الصادر من الترانزيستور الصغير..
واغرمت بحكمت وهبي واحببت العمل الاذاعي بفضله، وكان حلمي ان اتعرف عليه وعندما كبرت وتمكنت من السفر الى فرنسا وزيارة راديو مونت كارلو واذاعة الشرق في باريس التي كان انتقل اليها .. كان للاسف فارق الحياة .. حزنت جداً..
صوت لبنان المدرسة وماغي فرخ
دخلتُ الى صوت لبنان اواخر عام ١٩٨٨، واختارتني ماغي فرح من بين كثر بالرغم من انني لم اكن حائزة على شهادة جامعية بعد.. فكانت هذه المؤسسة العريقة بمثابة مدرسة لي، فيها تعلمت كل انواع العمل الاذاعي من قراءة الاخبار، اعداد وتقديم البرامج الفنية والترفيهية والاجتماعية، حتى النقل المباشر والاعلانات التجارية..
عام ١٩٩٧ قررت ترك الاذاعة والدوام الطويل والتفرغ لتربية ابنتي ميسا والعمل بتقديم برنامج اسبوعي..
في إذاعة لبنان: “بدي صوتك عالهوا”
زرت الاذاعة اللبنانية لهذه الغاية من دون معرفة مسبقة بمدير البرامج انذاك الاستاذ نبيل غصن، ولا انسى ردة فعله ما ان دخلت مكتبه، قال لي: “جيتي.. انا عم فتش عليكي بدي صوتك عنا عالهوا..”
ولا زلت حتى اليوم اعمل ولو بشكل متقطع في الاذاعة الام اذاعة لبنان الحبيبة وباشراف مباشر من مديرة البرامج ريتا نجيم الرومي ومدير الاذاعة محمد الغريب وسعادة المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة.
عام 2000 تلقيت عرض عمل في اذاعة الشرق حيث قدمت البرنامج اليومي “صباح الشرق” الذي استمر حوالى 6 سنوات واختير كافضل برنامج صباحي اكثر من مرة ونلت عليه جائزة افضل اداء اذاعي من مهرجان وسائل الاعلام الثالث عام 2004..
بعد ميسا.. عُمر
واجب الامومة ناداني مرة ثانية، تركت العمل وتفرّغت لتربية ابني عمر.. إن أحلى انتاج للمرأة بنظري هو أن تكون أماً..
ومنذ حوالى السبع سنوات عدت الى بيتي الاذاعي الاول صوت لبنان- ضبيه قبل ان تصبح صوت كل لبنان، بإدارة الشيخ عماد الخازن، نجل الشيخ سيمون الخازن، والذي كان له الفضل الكبير في استمرار ونجاح الاذاعة فيما مضى
وقدمت من 7 سنوات، الكثير من البرامج منها “بعرف عنك”… كتير غيرها..
وبعد..
أليس من حقنا كمستمعين أن نحتفي بتركيبة إعلامية مماثلة، في زمن إعلامي أرعن.. أغبر.. أزعر..
لم أعرف لِمَ تجب عن أسئلتي في تقييمه:
إعلامية بعمر الـ 32 سنة إعلام.. لم تجب عن السؤال “المَكَوْدَر” أعلاه.. وأسأل حالي: لو طرحته على من فقّست بالأمس على شاشة ملوّنة بكل أنواع وأشكال وألوان الغباء المخلوط بالماكياج “وكل ظفر بلون” والزي الكاشف والأكسسوارات.. ما المحاضرة التي كانت أملتها على الأمة- الجمهور؟!
على فكرة ثانية: لن أسأل مَن فقّسوا البارحة.. يكفيني أنني من جمهور أسياد الإذاعات من قماشة إيلين شديد خليفة، جاكلين بولس أبو زيد، شادي معلوف (صوت كل لبنان)، هلا حدّاد (صوت فان)، رندلى جبّور (صوت المدى)، ابتسام الشامي وآمال الأتات (إذاعة النور)، حسين اسماعيل وضياء جفّال (إذاعة البشائر)، نور الدين روزقي، ناهد نجّار، رشا قنديل (بي بي سي عربية) وطبعاً طبعاً فاروق درزي (ستار إف إم) وحيث أثير صوته.. وآخرين ممن تشعر معهم أن ثمة إعلام يهتمّ بك.. وأن الإذاعة -بوجودهم- باقية على خير..