عن زياد الرحباني والـ lebanese pepole “نخرب ونعنّ وننعي”.. لا أكثرَ من نقدٍ ذاتيٍّ موجعٍ ولا أقلّ!!

مناسبة هذه المقالة.. تسجيل صوتي على فيديو مركّب على صور من عنديّاتنا.. نحن الـ ليبانيز بيبول” صبّحني بها بالأمس صديقُ عَمْر..

صديقي في غربته حزين على لبنان.. يشتاق إليه ويغصّ.. حمل فيروزه معه لتكون وطناً “هناك”.. يتدفأ بها، كلها، عالمها، صوتها، ترنيماتها، علّها تخفّف من “خنقة” البعد وتضخّ أوكسيجين عالمها الفريد في عالمه الحزين “المكورَن” الملوّث.. صديقي المشحون شوقاً، إلى لبنانه وبيروته وناسه أجمعين..

صديقي الذي يعزّ عليه وضع لبنان، كما هو عليه اليوم.. وبالأمس وأول من أمس..

تسجيل صوتي واقعي كما كل واقعة سمعية بصرية محسوسة من كل الحواس.. لفقرة إذاعية كان زياد الرحباني قدّمها.. أشارككم به.. لنفكّر جدياً فينا..

غير جديد على زياد الرحباني، المتميّز في مخّه وعقله ومقاربته للأمور وبُعد رؤياه حول الواقع اللبناني.. وعن التوك الكامن فينا..

غير جديد على زياد الرحباني الثقة به.. وبآرائه.. وبتحليلاته التي لم تخطىء يوماً..

من بداياته، راقب وحلّل وأصاب..

قَرَأَنَا زياد الرحباني جيداً جداً وكثيراً وحلَّلَنا بعمق..

تعالوا بهدوء نفعل مثله.. إنه ليس من جَلد الذات ولا فَوقية في التعاطي مع “عيوباتنا” الكثيرة.. هو مجرد نقد ذاتي، هكذا وبكل بساطة.. لسلوكيات اعتمدناها ولا نزال والأرجح أننا لن نتغيّر.. في الرشوة-البرطلة، في احتراف “الزعبرة”، في التمسكن في التحايل على القانون، في الانقياد خلف إعلام كذّاب “ونص” دون التحقّق من ربع الحقيقة على الأقلّ.. إعلام فاجر لم يقاطعه معظمنا، بل أقبل عليه وأبهرته الصورة على حساب ضمير الحق والحقيقة، في شوفة الحال، في عشق المظاهر والتقليد الأجوف.. في جينة التجارة المتأصلة التي جعلت البلد وإعلامه ومعظم سياسييه وحكّام مصارفه واقتصاده وفنّه -نُخَبِه-  مجرّد دكاكين.. تتلاعب ليلاً بالسعر وتحاضر بفصاحة “قحباء” في العفة. 

تعالوا نُراقبنا.. ندرسنا.. نحن الشعب اللبناني.. “شغلتنا ننزع كل شي موجود”.. كما جاء في التسجيل أعلاه..

حتى لا نبقى في الغابة المطلقة التي “شجّرناها وسقيناها”.. نعيش على “طق الحنك” بكل حذافير معناه.. كما ورد فيه.

أقلّ من تسع دقائق بثانيتين اثنتين.. اختصرَنا يها زياد الرحباني العظيم من زماااااان.. ولا يزال مفعول الحذافير سارياً.. تسع دقائق إلا ثانيتين اثنتين صفَعَنا بـ”النقد” الذي كاله لنا.. ألَنْ يرفُّ لنا جفن؟!

أليس واجباً علينا أن ننتبه.. طيب بلاها ننتبه.. أليس واجباً علينا أن نفكر بـ.. نا!!

هل حقاً نحن ضحايا الآخرين؟ سلطة زعماء.. أم الأصدق والمنطق أننا شركاء!!!

جحيمنا هو الآخر.. أي آخر؟.. أم نحن نسعّر نارَه عن عادة فينا.. أصيلة لا مفرّ منها كالقدر المُحكم؟!

استذكر مقابلة أجريتها معه في تسعينيات “القرن الماضي” لمجلة الحسناء العريقة- المدرسة، وكأن مضمونها عن اليوم و”بكرا وبعدو كمان؟!”:

إلى أيّ درجة تعتقد بأنّ الفنّان يمكن له أن يلعب دور المحرّض في مجتمعه؟

-“ما بعرف.. هذا أمر يعود للناس، ويتعلّق بالشّعب الذّي ننتمي إليه، قدّيش عندو استعداد يتقبّل التحريض. مش كل واحد وحدو.. تحريض؟! هذا ينفع مع أناس يعرفون “التجمّع” ..”بس تحكي حكي بيطلع متل النكتة يعجبون به ويوافقون عليه، وثاني يوم بيكمّلوا حياتهم بنفس العادة..” التحريض يبدأ بنقابة وتجمّعات حتّى يستطيع النّاس أن يغيّروا حكومة في أسبوع واحد مثلاً.

ألا تشعر أنّك تستطيع أن تغيّر شيئاً في الوضع؟

– حاولت، قدّمت حلقات إذاعيّة وقلت فيها كلاماً أقوى ممّا قيل في المسرحيّات، لكن الأمر كان يتحوّل إلى أن يتناقل الناس تسجيلات البرنامج ويطلبوا إعادة بثّ الحلقات…”بس ما صار شي”..

أين “التوك”؟

-“ما صار شي.. مش أنا بدّي غيّرها.. ما بتحسّي إنها أثّرت بالسلوك العام.. مع إنّو كان “العام” مقتنع بالّلي انقال..”.

شعب عنيد؟!

-“أيوه .. هيدا هوّي، بيعطيكي جواب دغري: “لبنان مش موجود.. استقلالو كذبة وكل العالم بتعرف هالشي”.. فـ.. بيقدر الواحد يفوت هالفوتة.. الحياة ليست فقط وقفة عزّ مش دائماً.. إذا بدّو الواحد يكون مفيد لازم يكمّل، مش لازم يوقفها.. إذا عندو وعي سياسي وإجتماعي أصول يضلّ يعمل كلّ الطرق..”.

والتوك..

-“التوك فينا، نحن اللّي منعزم العالم حتّى يفوتوا.. ولا مرّة فاتوا افتراء.. لدينا استعداد لكلّ شيء جاهز، رز، قهوة، ملبّس وبعدين مننتقد ومنسب..”.

وبعد..

هل لا زلنا.. نحن “المتوّكون” نئن ونعنّ أنه “ما معنا خبر ليه عم يصير هيك”..

على فكرة.. شوقنا كبير إلى زياد الرحباني الغائب عن التعليق.. في صمته غليان؟! ربما.. محظوظ من يحظى بلقاء معه.. “يا نيالو”!

التعليقات