“عينٌ” أصابت لبنان الجمال و”التجميل”..

كتبت: هلا حداد

(تصميم  غلاف المقالة للمخرج الفنان Garabet Tahmajian)

قبل 17 تشرين، وجائحة كورونا، وتفجير مرفأ بيروت كان البلد بألف خير! ما حدا يفهم الموضوع غلط، لأن لا كانت السياسية بصحة جيدة، ولا الاقتصاد بإزدهار، ولا السيادة ولا الحرية ولا الاستقلال بخير، بس عالأكيد كان في قطاعات عم تحقق إنجازات وعم تكون محط إعجاب الداخل والخارج، لدرجة الدهشة بقدرة اللبناني ع البذخ والسفر وإقامة المناسبات وع تحمل الأوجاع بهدف يكون الأجمل والمتميز، ومن بين القطاعات الإنتاجية المزدهرة بوقتها القطاع المصرفي، وفرع عمليات التجميل بالقطاع الصحي.

لأن ما بفهم بالمال والاعمال ما رح احكي عن المصارف، وشطارتها باقناع العميل (ع فكرة زبون المصرف بالتعبير التقني “عميل” رغم بشاعة التوصيف)، إذن.. المصارف اللي قدرت تقنع العميل يسلم شقى عمره لمصرف عم براهن ع تعبه..

و.. مع إني ما بفهم بعالم التجميل والنفخ والشفط والتكبير والتنحيف رح اكتفي بتسجيل بعض المفارقات:

+ كان لبنان منطَلَق لكل موضة تجميلية ع صعيد رفعة المنخار وشقلة الخدود ورسمة الحواجب وتعريض الشفاف وتبيض الضحكة الهوليوودية، وما رح انزل ع باقي أجزاء الأجساد الممشوقة والمثيرة.

+ اغلب العرب كانوا معجبين بالصبايا اللبنانيات اللي بيشبهوا بعضن واغلب العربيات صاروا copy_paste عنن، مش من باب الغيرة وضبط عيون رجالن، بل انو من باب كل شي بيعمله اللبناني بكون حلو وصح..+ صاروا اغلب أطباء التجميل اللبنانيين نجوم واثرياء، وصاروا بيفهموا بالسياسية والعلاقات الدبلوماسية والاقتصاد و عندن حضور اعلامي بأغلب المجالات..

+ وتعممت ثقافة الجمال فوق كل اعتبار -ولو بكلفة قرض مصرفي، او بيع شقفة ارض او استعمال القرش الأبيض ليوم الجمال..

+ وصارت كل حلوة عندها شهادات بعمليات التجميل، مشروع نجمة بأغلب الفنون والاعلام.

+ وصار الواحد منا بالمناسبات يتحزّر بين البنت وامها مين الازغز والأجمل..

+ واذا انتقد حدا كثرة عمليات التجميل اللي الها لزوم او لا، تقوم القيامة، والتهمة حاضرة تخلف وجهل و.. غيرة..

وبليلة ما فيها ضو قمر، ارتفع سعر الدولار، وحجزت المصارف ودائع “العملاء” وحلت البطالة واللي كان يقبض راتبه ع الدولار صار راتبه عاللبناني وع تسعيرة ١٥٠٠، وصاروا اطباءنا يجتهدوا خارج الأراضي اللبنانية، ومعظم المتورطات بالبوتكس وغيرو من التقنيات التجميلية، وقعن بأزمة الاستمرارية والحفاظ ع ذات الاطلالة الشبابية، اللى ما بيقهرها لا عمر ولا جمر، وربنا نعم عليهن بجائحة كورونا ليبقوا بالبيوت او يستعملوا الكمامة، لتخبي التأخير بالصيانة والعناية، وما منعرف هالوضع اديه رح يستمر، لكن عالاكيد وقت ترجع ايام عز التجميل، بيرجع يصير لبنان بخير ومنبطل نشوف هاشتاغ #لبنان_ليس_بخير، وبترجع كتير من السيدات تنتصرن على ما افسده الزمن والوضع الاقتصادي.

واذا عم تسألوا ليه صار فينا هيك؟ ووصلنا لهون؟ إلى جانب الفساد والحصار والاحتكار، بكل بساطة هي “صيبة عين” مش بس صابت لبنان الجمال والتجميل.. بل أصابتنا بالصميم..

ويا ريت بهالايام شي “صيبة عين” قاضية تصيب الفساد والاحتكار اللبناني، وتدمر اساس الكراهية والحقد والاستغلال، وتقضي ع كل تاجر بلا اخلاق ورحمة وبالاخص تجار الوطن..

 

التعليقات