“فتح الأندلس”… في ملعب الانقسام العربي!

بزمن الازمات والويلات والحروب والحصار وحبس الانفاس، ووجع الشعوب، وانكسار النفوس، وارتفاع منسوب الضغوط، ما بقى في ولا نوع من الاعمال الدرامية مُقنعة، لان هالقد الواقع قاسي ومُشبع بالمستجدات والتطورات يللي اغلبها تراجيدية.. ربما لهالسبب انخفض هالسنة حماس المشاهدين التقليدين للدراما “الرمضانية”، وخفت رهجة المتابعة والهووس التلفزيوني..

رغم هالشي، المسلسل التاريخي “فتح الأندلس” يللي كلفة إنتاجه وصلت لـ 3 مليون دولار، اثبت حضوره على مستوى الجدل حول مغالطاته التاريخية، فأكد المؤكد انو ولا مرة كان العالم العربي موحّد، ورح يبقى العالم العربي متنافس متخاصم حاقد وضايع بين المشرق والمغرب والخليج وعرب أفريقيا، هيدي الحقيقة ملموسة بالسياسية والدبلوماسية والثقافة والحضارة.. وملعب الانقسام العربي كلفته كبيرة مش بس موقف ورأي.. كمان دم!!

صناع “فتح الاندلس” حاولوا جمع العرب من خلال التعاون الفني والتقني وكتابة النص مع اغلب الجنسيات العربية، لكن فشلوا باقناع المغرب العربي، بسياق احداث المسلسل يللي عم بينعرض على عدد من الفضائيات العربية والاكثرية فضائيات خليجية..

بعيدا عن السجالات المحيطة بالمسلسل حول أخطاء فنية واضحة في مطابقة الملابس والأكل والعمارة لتلك المرحلة، والمغالطات التاريخية حول دور المغرب الجغرافي والسياسي والعسكري وشخصية القائد طارق بن زياد، رح نضوي على بعض الكواليس من وحي التفاعل الافتراضي حول المسلسل:

⇐ مش غريب نضل مختلفين بحاضرنا العربي، ما دام كل عربي بشوف التاريخ من وجهة نظره.

⇐ معقول عمل بهالضخامة الإنتاجية بريء من رسائل سياسية مبطّنة؟

⇐ نبش التاريخ العربي درامياً، هل للافتخار بزمن الانتصارات تعويضاً عن واقع الانحطاط؟

وما فينا نحكي عن “فتح الأندلس” بدون ما نفتخر بمشاركة الممثل اللبناني القدير بيار داغر- بدور جوليان حاكم سبته- يللي رغم الانقسام حول المسلسل، كان في إجماع على نجاح داغر باداءه لهالشخصية، بحنكة وذكاء واستعمال كل أدواته الفنية وابرزها سحر صوته ولغة جسده عالية المصداقية، وعفوية التنقل بين حالة وحالة، والبعض اعتبر داغر البطل الحقيقي للعمل، ليكون السؤال: هل كتابة الشخصية او قدرات الممثل هي يللي اوحت بهالشي للمشاهد.. ومنتفهم سبب الغياب الطويل لداغر عن الدراما يللي ما بتحمل هوية، لأن مخزون موهبته بحاجة إلى دور فيه تحدّي مثل دور جوليان..

اما بالنسبة لعشاق شخصية الحاكم جوليان واعتباره صديق للعرب ساعدن على “فتح الأندلس” بالنسبة للغرب جوليان خائن.. على فكرة بايامنا أصدقاء الغرب من العرب كثار.

” فتح الاندلس” مش اول عمل تاريخي بثير الجدل، ولا رح يكون المسلسل التاريخي الأخير.. يللي عندو وظيفة سياسية..

التعليقات